أثارت تصريحات وزير التعليم العالي والبحث العلمي، طاهر حجار استغراب نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، وأهل القطاع بعدما تساءل حول جدولا الحصول على جائزة “نوبل”.

وتحولت تصريحاته إلى مادة دسمة بالنسبة لرواد هذه المواقع، وأرفقوا تصريحاته بتعليقات ساخرة.

وقال وزير التعليم العالي والبحث العلمي الطاهر حجار لدى تطرقه للحديث عن تصنيف الجامعة الجزائرية، “ماذا سيفيدني عندما يتحصل طالب جزائري على جائزة نوبل”.

وأوضح المسؤول الأول عن قطاع التعليم العالي والبحث العلمي، إن جامعة الجزائر كان بإمكانها أن تتصدر قائمة أحسن الجامعات على الصعيد العالمي، لكن السلطات العليا في البلاد قررت عدم احتساب جوائز نوبل التي حصلت عليها خلال فترة الاستعمار.

ولم يتوقف الأمر عند هذه التصريحات فقط، بل رفض الوزير أن يكون للنوابغ الجزائريين وضعية خاصة، ففي نظره “النابغة يكون نابغة حيثما كان، لأنه نابغة في ثانوية عادية بينه وبين زملائه مع أهله وأبناء الحي والمدن الصغيرة والقرى”.

وفجرت هذه التصريحات صخرية وغضب كبير لدى الجزائريين، ورد النشاط أحمد شافعي: “حصريا، في الجزائر وفقط من لا يقدر أهمية العلم ينصب وزير للتعليم العالي”.

وكتب الخبير الاقتصادي الجزائري، كاهية عمر، مقالا مطولا ينتقد فيه تصريحات الوزير، “خرجة الوزير مؤخرا وضحت وضوح الشمس أننا لسنا في الطريق الصحيح في استراتيجيتنا المتعلقة بقطاع التعليم العالي والبحث العلمي، فعدم حاجة الجامعات الجزائرية للمتحصلين على جائزة نوبل حسب تصريح الوزير، لا يخدم سبل تطوير الجامعة الجزائرية فنحن هنا لا نبحث عن نوبل كجائزة بقيمة مجردة، بقدر ما نبحث عن الجائزة كهدف وكطموح نحاول من خلاله إثبات وجودنا وذواتنا في الحقول العلمية الدولية ونتطلع كذلك من خلالها للبحث عن الأحسن والارتقاء من أجل تحسين المستوى الأكاديمي للبحث العلمي بمختلف تخصصاته في الجامعة الجزائرية، وهو تشجيع أوتوماتيكي وتحفيز حقيقي أيضا للكفاءات التي تدرس الطلبة في الجامعة نظرا لأننا نعاني من إشكالية المستوى الأكاديمي المتدني”.

وكتبت صفحة “ويد يو”: “إن دل ذلك على شيء فهو يدل على الفشل الشنيع والمريع لمنظومتك سيدي الوزير، وأن الخلل فيكم، لا تقدرون النوابغ ولا العقل ولا العلم. تصريحاتكم القذرة دائماً ما تنقلب عليكم، هل رأيت الآن لماذا العقل مهم يا سيادة الوزير؟ على الأقل كنت ستفكّر قبل أن تقول شيئاً مماثلاً”.

وكتب توفيق بداني هو الآخر مقالا مطولا ينتقد فيه تصريحات الوزير، “تصريحات حجار الصادمة جاءت بعد قضاءه لما يربو عن العشرين عاما يتربع على عرش جامعة الجزائر حتى لقب بعميد الرؤساء وكاد يفقد الأمل في الاستوزار الذي ظل حلما يطارده كل هذي السنين، تصريحات حجار الخادشة للعلم وطالبيه جاءت منافية لتعليمات بوتفليقة ذات يوم عندما خاطب الوزير السابق حراوبية معاتبا لجعل النوابغ مع غيرهم في قسم وتخصص واحد وما كان على سي الرشيد سوى الاهتداء لفكرة “مدارس الامتياز ” التي نجحت عند جيراننا وفشلت عندنا لتوفر أسباب الفشل في بلادنا بامتياز، تصريحات حجار المنافية للدستور والقوانين والأعراف جعلته يقطع الوصال مع الثانوية بمجرد نيل البكالوريا فلا تسألوه عن معدل النجاح ولو لامس العشرين فهو عنده وصاحب العشر سواء أما وإن اجتهد في جامعته الفاقدة للعذرية العلمية فلا تسألوه عن التوظيف لأنه لا علاقة للجامعة ومحيطها الاجتماعي والاقتصادي”.