تلفزيون نابلس
الكفيفة "زيزي".. طفلة البيانو الحالمة بالعالمية
7/22/2018 8:57:00 PM

 من غرف موسيقى في إحدى مدارس جنوبي جاكرتا، تصدح ألحان عذبة تخطف قلوب سامعيها وتسرق آذانهم.

هذه الألحان تعزفها أنامل الطفلة الكفيفة “ألافتا حرزي صديق”، الشهيرة باسم “زيزي”، والتي لم تتجاوز ربيعها العاشر.

اللافت أن “زيزي” التي فقدت بصرها في سنّ مبكرة، تتحكم بأزرار آلة البيانو بمهارة فائقة، كما لو أنها تراها بوضوح.

وما يزيد الأمر جمالا، هو أن الألحان المنبعثة تتناغم مع إيقاع صوتها العذب، حيث تصدح بأغانيها المفضلة.

ولا يقف الأمر عند عزف ألحان معروفة، بل تضفي لمستها الخاصة عليها بالطريقة التي تحبها.

الأناضول شاركت “زيزي” في عزف ألحانها، وقالت: “أحب حقا تجويد ألحان الأغاني”.

لم تكن نور عفيفة، أم الطفلة، تظن أبدا أن ابنتها ستكون من مكفوفي البصر.

ففي شهرها الخامس من الحمل، أصيبت الأم فجأة بنزيف شديد، وفي البداية، توقع الأطباء أن الجنين لن ينجو.

لكن لحسن الحظ، ولدت “زيزي”، وبلغ وزنها عند الولادة 900 غرام، لكنها كانت بصحة جيدة.

وعندما بلغت 7 أشهر، كانت تعاني حمى شديدة، شُخّصت بمرض “اعتلال الشبكية الخداجي” (ROP)، الذي أفقدها البصر.

بعد ذلك، أصيبت الأم بحالة من الاكتئاب. ولم يكن بوسعها إلا قبول الأمر.

ولمدة ثلاث سنوات، لم تذهب نور إلى أي مكان وظلت حبيسة المنزل، كما تقول.

وتضيف وهي تتذكر تلك الأوقات العصيبة: “في ذلك الوقت ، كنت أريد حقا أن أموت”.

بعد قراءة كتاب لليابانية “ميوكي إينوي”، التي كانت تمر بظروف وإعاقات بدنية تحدتها جميعها، بدأت نور تستجمع قوتها.

ومنذ ذلك الحين، عكفت الأم على قراءة الكتب والمراجع، بهدف تطوير إمكانات الأطفال ضعيفي البصر.

وكانت هنا بداية المعجزة، إذ شجعت ابنتها على تعلم الموسيقى من خلال السماح لها بالاستماع إلى عزف الكثير من الآلات الموسيقية.

وأصبحت زيزي البالغة من العمر ثلاث سنوات حينئذ، مهتمة بالعزف؛ خاصة على آلة البيانو.

وكشفت الأم أيضا أن ابنتها تعلمت العزف على الآلات الموسيقية بنفسها.

وبعد ذلك بعامين، شاركت “زيزي” بمسابقة لكنها لم تحقق جائزة، غير أنها كسبت اعتراف العالم بـ “عازفة البيانو المعجزة”.

وفي سن السابعة، طوّرت الطفلة مهاراتها بالتعلم من عازفة البيانو “إليز ويدراستر”، واستمرت في التحسن أكثر فأكثر.

ولم تقف الإعاقة حائلا أمام موهبة الطفلة الكفيفة، بل بدا نبوغها جليا وتُرجم في شكل جوائز حصلت عليها مؤخرا.

فالعام الماضي، حصلت “زيزي” على جائزة ذهبية خلال مهرجان الفن الآسيوي، المقام في مدينة “يونغ سيو توه” بسنغافورة.

واقتنصت الطفلة، الجائزة من بين مئات المشاركين من 13 دولة، بعد أن نجحت في إعادة توزيع لحن أغنية “ديزني”، “When You Wish Upon A Star”.

وحصلت على جائزة “دايموند أوورد” في مهرجان إندونيسيا للبيانو عام 2017.

وخلال العام نفسه تصدّرت “زيزي” مسابقة المهرجان الوطني للفنون في بلادها.

وخلال الشهر الجاري، تحدت زيزي نفسها من خلال المشاركة في مسابقة “إشياز جوت تالنت” Asia’s Got Talent في سنغافورة.

من مهارة تجويد الألحان الموسيقية إلى الصوت الجميل لم تتوقف مواهب “زيزي” عند هذا الحد.

فالطفلة الإندونيسية نابغة أيضا في رواية القصص، حتى أنها فازت مؤخرا بالمركز الأول في مسابقة جاكرتا لمحو الأمية.

ويتوقع أن تشارك “زيزي” في حدث مماثل في الأشهر القادمة.

كما تحب الفتاة تعلم القرآن، فكل يوم بعد صلاة المغرب، تقرأ عدة آيات وتحفظها.

وكل ليلة خميس تقرأ “زيزي”، سورة “يس” وتدعو من أجل عائلتها وأصدقائها، كما تقول.

واللافت أيضا أن نبوغ الطفلة لم يكن قاصرا على الموهبة الموسيقية، فهي تلميذة نجيبة تحصل على درجات عالية في مدرستها.

وتقول “زيزي” إنها تحب الرياضيات التي تحصل فيها غالبا على الدرجة النهائية.

وفي الوقت نفسه ، كشفت زيزي أن حلمها النهائي هو غناء أغنية “Make You Feel My Love” مع المغنية البريطانية أديل.

ومن أجل تحقيق ذلك، فإنها تدفع نفسها لبذل قصارى جهدها كعازفة للبيانو.

وقال “مورجوكو”، مدير مدرسة “بيمبينا الاستثنائية ترييانتو مورجوك” إنه فخور دائما بإنجازاتها.

وأضاف للأناضول أن “قدرات زيزي تفيض باستمرار”، لافتا إلى أنه يبذل قصارى جهده لتسهيل ودعم ذلك.

وتابع: “كل طفل يعاني من إعاقة لديه مواهبه الخاصة. إذا كنا ندعم ذلك حقا، فسوف نزدهر في نهاية المطاف”.


تصميم وتطوير: ماسترويب 2016
جميع الحقوق محفوظة