تلفزيون نابلس
فنان إسرائيلي من أُصولٍ يمنيّة يَجلِب شُبهات "التطبيع" في عُرس قِيادي مُقرّب من الرئيس صالح في العاصِمة عمّان واستياءٌ على مِنصّات التواصل
7/16/2018 7:43:00 AM

 رفض التطبيع فيما يبدو، جَدلٌ بل مَوقِفٌ عابِرٌ للبِلاد العَربيّة، فبالرغم من مُحاولات دول بعينها تمريره بهُدوء ونُعومة بين أحضان العرب، يَقِف أصحاب الضَّمائِر الحيّة بالمِرصاد لكُل هذه المُحاولات، فليس دعوات الكُتّاب لفتح سفارات للعدو في بُلدانهم أوّلها، وليس مشاركة فرق عربيّة وبالعكس في إسرائيل آخرها، وما بينهما في التطبيع على صعيد الجمال والفن.

هذه المرّة العين مُصوّبة نحو اليمن، لكن على الأراضي الأردنيّة وتحديداً في العاصمة عمّان، في حادثة جدليّة أثارت امتعاض اليمنيين والأردنيين معاً، وفي التفاصيل صورة لفنان يمني شعبي، يظهر برفقة فنان إسرائيلي ينحدر من أصولٍ يمنية، حيث أحيا الفنان اليمني حسين محب حفلته مع الفنان الإسرائيلي صهيون جولان الذي ينحدر من أُصول يمنيّة، في عرس نجل القيادي في حزب المؤتمر علي المقصع، والأخير مُقرّب من الرئيس الراحل علي عبدالله صالح، وحزب المؤتمر.

نُشَطاء مواقع التواصل الاجتماعي، أجمعوا في غالبيّتهم أن تواجد الفنان الإسرائيلي في الحفل، تطبيع بامتياز، لكن بعض الأصوات النشاز وعلى مِنصّة التدوين القصير “تويتر”، حاولوا خلط الحابل بالنابل، والقول أن الفنان الإسرائيلي جولان من أصول يمنيّة أي عربيّة وهذا يدخل في سياق تشجيع الفن العربي، بما يُسقِط أي مجال لادعاءات التطبيع، لكن الكاتبة اليمنيّة ومذيعة قناة “الميادين” السابقة منى صفوان، فصّلت هذا اللبس، وشرحت قائلة في منشور: “هناك فرق بين فنان يمني، وفنان إسرائيلي من أصل يمني، اليهودي اليمني أو العربي مواطن عربي، أما الإسرائيلي من أي مكان، يبقى إسرائيليّاً، ويخدم إسرائيل”.

وبينما كان الامتعاض “التويتري” والجدل مُشتعلاً، دخل السعوديون على الخط الجدلي، وخلطوا حادثة حضن الفتاة للفنان ماجد المهندس، مع ما وصفوه بالفاضحة التي طالت بعض رجالات حزب المؤتمر، بينما حمّل نُشطاء من حركة أنصار الله المسؤوليّة للحكومة الأردنيّة التي سمحت بتواجد هذا الفنان الإسرائيلي، كما انتقد بعض النشطاء اليمنيين المُؤتمريين حالة البذخ التي ظهرت في حفل رجل مقرّب من الزعيم صالح، والمفروض أن بلاده تحت قصف طائرات الحزم السعوديّة، وفي حالة حرب.

ودافع البعض من المُغرّدين عن الفنان جولان، باعتباره حالة فنيّة فريدة، ساهمت في نشر التراث الشعبي اليمني، لكن في المُقابل رفض البعض الآخر هذا التبرير، وأكّدوا أن الرجل مغني إسرائيلي، بل ومجند انضم لجوقة الجيش الإسرائيلي كعازف منفرد في

السبعينات العام 1974.

وكانت إسرائيل قد نفّذت عمليّة إنقاذ شملت 19 يمنيّاً يهوديّاً، وهم بحسب موقع الخارجيّة الإسرائيليّة آخر اليهود المُتبقّين في اليمن، وذلك إثر الحرب المُندلعة في اليمن، وهم يُتقنون اللغة العبريّة، وكان في استقبالهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

ويُعاني يهود اليمن من التهميش، والعُزلة، بل وعدائيّة شديدة، تعود للخلط الواقع بين ديانتهم، وبين كيانهم المُحتل الغاصِب لفِلسطين، لكنّهم وبحسب المؤرّخين جزء أساسي من المُكوّن المجتمعي للمجتمع اليمني، وتعرّضوا لأشد أنواع المُضايقات على يد الإسلاميين المُتشدِّدين هُناك، ويُقدّر عدد اليهود في اليمن العام 1999 بأكثر من خمسة آلاف، ولكن نتيجةً للتعايش الهش، وحملات التهجير إلى فِلسطين المحتلة بتمويل منظّمات صهيونيّة وإشرافها، تَقلَّص عددهم تدريجيّاً حتى وصل في العام 2010 إلى 250، وانتهى تواجدهم نهائياً مع بداية العدوان السعودي على اليمن.

 


تصميم وتطوير: ماسترويب 2016
جميع الحقوق محفوظة