تلفزيون نابلس
روسيا تُغضِب السعوديّة كرويّاً وترفيهيّاً: الملك يُقيل مدير "الترفيهيّة" والسَّبب لاعِبات سِيرك روسيّات غير مُحتَشِمات
6/19/2018 7:57:00 PM

 تتوالى النَّكسات، وتتوالَى الخَيبات، تَكثُر الانتقادات، هُناك أكباش فِداء، والمكان والزَّمان في العربيّة السعوديّة، تخيب آمال البِلاد الخضراء بِلَون عَلَمِها، وبهاتة صَحرائِها، فلا رياضيّاً يبدو المَشهد ورديّاً والخُماسيّة الافتتاحيّة هزيمةً في كأس العالم حوّلته صفراويّاً، بل ولا حتى ترفيهيّاً، فالأخيرة هيئتها (هيئة الترفيه) تجتاج الخُطوط الحمراء لتقاليد المُواطن المُتدين أو الذي اعتاد التديّن، وتسمح لروسيّات السيرك بخُماسيّة لكن شِبه عارية هذه المرّة على الأرض النفطيّة، السعوديون إذاً خائِبون، غاضِبون… والسِّر في روسيا للمُصادَفِة يَشعُرون.

يُسارع العاهل السعوديّ الملك سلمان بن عبدالعزيز بإصدارِ أمره “الحازم”، ويُعفي أحمد بن عقيل الخطيب من منصبه كمُديرٍ للهيئة الترفيهيّة، كبش الفِداء حضر ووصل، وأُعفي من منصبه، وكالة الأنباء السعوديّة “واس” لم تَذكُر سبب الإعفاء، لكن صحيفة “سبق” المحليّة الإلكترونيّة صباح هذا اليوم، أكّدت الأكيد في إعفائه، وقالت الصحيفة الناطقة والأقرب إلى السُّلطات فيما معناه أنّ الرجل “أُعفِي” بسبب التجاوزات التي وقعت في فعالية للسيرك الروسي في العاصمة الرياض، وفي التفاصيل التي أغضبت السعوديين، فتيات روسيّات يرتدين المُعتاد من لباس عروضهن، وهو اللباس الذي أُعتبر فاضِحاً وجريئاً بالنسبة للسعوديين الغاضبين، أمّا المُدافعين فقد وصفوه بالجميل الذي يتماشى مع تخلُّص البلِاد من التطرف، ورؤية العصر المحمديّة 2030.

العالمون في الشأن السعوديّ، لا يُحمِّلون الخطيب المسؤوليّة المُباشرة لمثل تلك العُروض، بل يعتبرونه مُنفِّذاً لأوامر عُليا تصدر عن الأمير الشاب محمد بن سلمان، والأخير هو من أدخل هذه الهيئة وسمح بعُروضها الترفيهيّة، واستبدلها بهيئة الصَّرامة الدينيّة المُؤسّسة الأكثر فرضاً لتعاليم الشريعة الإسلاميّة أو “الوهابيّة” إن صح التعبير، هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكر، لا بل صادر صلاحيّاتها حتى أعدمها لكنّما دون مِنصّة، ودونما حُضور.

هذه الحوادث “شبه العارية” كحادثة السيرك، بالتأكيد كما يرى مراقبون مرّت على “فلاتر” الدولة الحديثة، أو الدولة السعوديّة الرابعة بحداثتها الشابّة، ولا بُد أن تلك “الفلاتر” أو الرقابة سمحت بدخول لاعبات السيرك الروسيّات، وهي تُدرك أن مرورهن “قد” يُحفِّز الشارع، ويُغضبه، إن ابتلعها فكان ما كان، وإن كما حصل، تتم إقالة مدير الهيئة الخطيب الذي لم يجر حتى كتابة هذا التقرير، إعلان تعيين البديل لهذه الهيئة التي يرأسها بحُكم الحال مجلس إدارة.

“رأي اليوم” كان لها أحاديث قصيرة مع عددٍ من الصحفيين والخبراء، وحتى مواطنين سعوديين، ورصدت آراء حول مُستقبل هيئة الترفيه في بلادهم، وفي ظِل تواصل الانتقادات بحق نشاطاتها التي هي أساس الرؤية التي من المفروض أن يتم تحقيقها في العام 2030، وهي رؤية اقتصاديّة، ترفيهيّة، وحتى سياسيّة في بعض فصولها المخفيّة، وكانت كالتالي:

الأوّل: توقّع أو تمنّى بالأحرى أن يتم حل هيئة الترفيه نهائيّاً، ومُصادرة صلاحيّاتها، كما حصل مع نظيرتها الدينيّة، مع ترك رئاسة منصبها شاغِراً حتى إشعارٍ آخر كنقطة بدء مع إعفاء الخطيب.

الثاني: وهو الأرجح وفق توقّعات “رأي اليوم”، وهو أن تُواصل الهيئة الترفيهيّة عملها، “ضمن الضوابط”، وهو ما وقع بالفعل في إعلان عرض صيني وفق الضَّوابط الشرعيّة تلا السيرك الروسي، وأن ترمي “جزرتها” الاستفزازية في “كل حين ومين”، حتى يعتاد من اعتاد سابقاُ على الضَّوابِط.

ينتهي فصل الترفيه بإعفاء رئيسه كعُقوبة على التقصير، لتُطرَح تساؤلات شعبيّة حول العُقوبات التي تطال هيئة الرياضة، وهي الهيئة التي يرأسها تركي بن عبدالمحسن آل الشيخ، والذي اعترف نفسه بسواد الوجه في افتتاحيّة مونديال روسيا 2018، ومسؤوليّته أمام وليّ العهد السعودي بن سلمان عن أداء اللاعبين المُخزي، وهي خيبة رياضيّة، ظهرت معالمها على محيّا الأمير بن سلمان، والذي كان قد حضر المباراة الافتتاحيّة إلى جانب القيصر الروسي الرئيس فلاديمير بوتين، وقد ظهر الأمير مُتأثِّراً بخسارة منتخب بلاده المُهينة.

ويَسْتَبعِد مراقبون أن تتم إقالة آل الشيخ نتيجة نكسة المونديال الروسي الخُماسيّة، وهو المَعروف بقُربه من بن سلمان، كما له من سُلطات واسعة، وتأثير في دوائر صُنع القرار، وهو المسؤول المُباشر عن خلق الأزمات الرياضيّة التي تتحوّل إلى سياسيّة لاحقاً، آخرها ملف المغرب، واستضافته لمونديال 2026، وتصويت المملكة للولايات المتحدة الأمريكيّة، وكانت هيئة “آل الشيخ” الرياضيّة قد ارتكبت ذات الخطيئة شِبه “العارية” حين ظهرت نساء مُصارعات غير مُحتشمات في فقرات إعلانيّة بين الفواصل على شاشة التلفزيون الرسميّة، وقدّمت الهيئة اعتذارها، ولكن لم تُطح الحادثة برأس رئيس الهيئة الرياضيّة آل الشيخ.


تصميم وتطوير: ماسترويب 2016
جميع الحقوق محفوظة