العطلة كانت رائعة، المكان كان خلابا، ولكن للأسف لم نتمكن من التقاط صور كافية تخلد هذه الرحلة.

تعرَّض كثير منا لهذا الموقف، فما أسهل التقاط الصور اليوم، كلنا أصبحنا ندعي أننا مصورون محترفون، ولكن هذا ليس صحيحاً، المصور المحترف ليس فقط من يلتقط صوراً رائعة بجودة عالية، بل هو الذي يعرف كيف يخزنها، خاصة عندما يكون في مكان بعيد أو ناء.

اليوم نبدو على أعتاب ثورة في عالم التخزين تواكب ثورة التصوير والسوفت وير بصفة عامة، هذه الثورة باتت تقدم لنا خيارات متعددة لحفظ الصور بدون الحاسوب المحمول، الذي يثقل كاهلنا، وكذلك بدون الحاجة للإنترنت الذي قد يكون غائباً أو ضعيفاً.

غراهام وزوجته يلتقطان آلاف الصور أثناء سفرهما، لكن لا يتسنى لهما الاقتراب من شبكة واي فاي بشكل دائم ، وقد عرض غراهام خبرته في البحث عن بدائل لتخزين الصور والفيديوهات، لا تعتمد على التخزين السحابي، أو  الحاسوب المحمولفي تقرير نشرته صحيفة The Guardian البريطانية.

ما زال الكمبيوتر المحمول أفضل  وسيط  يتعامل مع الصور

شكلت بطاقات الذاكرة "SD" إنقاذاً لمشكلة تخزين الصور، ولقد أصبحت سعة بطاقات الذاكرة "SD" أكبر وعملها أسرع.

وفي حال لم تكن مصوراً رياضياً محترفاً، يعمل على التقاط مجموعة صور بصيغة RAW، فقد تستغرق الكثير من الوقت لملء بطاقات "SD" ذات سعة 64 غيغابايت أو 128 غيغابايت، أو حتى بطاقات ذاكرة ذات سعة تخزين أكبر. كما يمكنك حمل بطاقة بحجم 1 تيرابايت بسهولة، ودون أن تلاحظ ذلك حتى (في المقابل، قد تستمر المشكلات في اعتراض مصوري الفيديو).

 وحالياً، فإن الأسلوب التقليدي للتخزين بالنسبة لغراهام هو استخدام جهاز كمبيوتر محمول وقرص صلب خارجي معاً، والاحتفاظ بهما داخل السيارة.

يقول: لقد أصبحت أجهزة الكمبيوتر المحمولة أصغر حجماً وأخف وزناً خلال العقد الماضي، في حين باتت البطارية أفضل بشكل عام. وفي السابق، لم يكن الأمر ممتعاً عند حمل كمبيوتر محمول يزن كيلوغراميْن ونصف الكيلو، بالإضافة إلى الشاحن. لكن، أصبحت البدائل التي تزن كيلوغراماً واحداً متوفرة، منذ ما يقرب من العقد على الأقل.

وبالنسبة لي، يعد امتلاك جهاز كمبيوتر محمول بمقاس 11.6 بوصة أخف وزناً بكثير من بعض الكاميرات.

كما يمكنك شراء جهاز كمبيوتر صغير بشاشة 7 بوصات، على غرار  GamePad GPD Pocket، أو GPD Pocket أو Mini PC.

والهاتف هو البديل باستخدام شبكات الجيلين الثالث والرابع

غراهام مثل الجميع قد يذهب في رحلة بدون سيارة، ويصبح الكمبيوتر المحمول مهما خف وزنه عبئاً، لذلك يرى الرجل أن هناك خيارات متعددة يمكن اللجوء لها ضمن ثورة الأدوات المتعددة التي قدمتها لنا أدوات تخزين الصور.

فِي حالة عدم وجود كمبيوتر محمول يمكن استخدام شبكات الاتصال اللاسلكية الجيل الثالث (3G) أو الجيل الرابع (4G) لتحميل الصور، وهذه العملية قد تكون مفيدة بالنسبة للمصورين المحترفين الذين يستخدمون شريحة SIM تمنح النفاذ للإنترنت للقيام بذلك، لكنها تعتبر طريقة مكلفة لإجراء نسخ احتياطي للصور التي تم التقاطها خلال العطل.

في كل الأحوال تعتمد خطة للتخزين على بطاقات الذاكرة "SD"

الحل الأفضل دوماً للتخزين يتمثل في شراء عدد كبير من بطاقات الذاكرة "SD" كبيرة الحجم، أو بطاقات صغيرة الحجم تدعى "microSD"، فضلاً عن حمل كمبيوتر محمول صغير.

لكن، لا يمكن لجميع الأجهزة القديمة التعامل مع البطاقات كبيرة الحجم. لذلك، عليك التحقق من دليل الاستخدام أو البحث على الإنترنت، لمعرفة حجم بطاقة "SD" التي تتناسب مع الكاميرا.

وإذا كان جهازك لا يستطيع قراءتها فيمكنك استخدام وسيط جيد

 إذا كان الكمبيوتر المحمول الخاص بك لا يمكنه قراءة بطاقات الذاكرة "SD"، فمن المحتمل أن يحلَّ محوّل USB المشكلة بصفة جزئية.

وعلى سبيل المثال، استخدم محوّلاً من شركة Anker يستطيع تشغيل بطاقتين إحداهما microSD والأخرى SD في الوقت ذاته.

عندما ظهرت بطاقات الذاكرة "SD"، اعتمدت إما على نظام الملفات FAT12 أو FAT16 الخاص بنظام Microsoft، بحيث يمكنها تخزين بيانات يصل حجمها إلى 2 غيغابايت فقط.

الآن، يمكن لبطاقات الذاكرة SDHC، التي تستخدم نظام ملفات FAT32، تخزين ما يصل إلى 32 غيغابايت، بينما يمكن لبطاقات الذاكرة  SDXC تخزين ما يصل إلى 2 تيرابايت باستخدام نظام ملفات exFAT.

وبفضل السعة التخزينية التي تزيد عن 16 غيغابايت، التي عادة ما تبلغ 32 غيغابايت أو 64 غيغابايت أو 128 غيغابايت، أصبحنا نادراً ما سنلجأ إلى حذف الصور. وكل ما علينا فعله هو وضع بطاقة جديدة حين تمتلئ البطاقة القديمة، ثم نقوم بإعادة تهيئتها لاحقاً عند الضرورة.

أما إذا كانت سعة الكاميرا هي المشكلة، فيمكنك نسخ الملفات الموجودة على بطاقات الذاكرة الصغيرة SD على بطاقات الذاكرة SDXC كبيرة الحجم أو بطاقات microSD.

ولكن هل هي وسيلة آمنة بما فيه الكفاية؟

لا تعتبر بطاقات الذاكرة SD بمنأى عن التلف، إذ يمكن أن تتحطم في  المحفظة على سبيل المثال.

وعلى الرغم من ذلك، تعتبر هذه البطاقات أكثر أماناً من الأقراص الصلبة الخارجية، خاصة تلك التي لم يتم تصميمها للسفر. فبطاقات الذاكرة SD، على سبيل المثال لا تتحطم عند سقوطها.

وهناك طريقة لقراءة الصور وتخزينها دون الحاجة إلى كمبيوتر محمول

يبدو أن مفهوم تخزين الصور يشهد تغييراً كبيراً، وتعد شركة Gnarbox، التي جمعت أكثر من 500 ألف دولار على موقع "Kickstarter" خلال سنة 2015 نموذجاً لذلك.

وتمتلك الشركة الآن 3 منتجات، بالإضافة إلى "Gnarbox 2.0 SSD" وهو منتج جديد سيطرح قريباً في الأسواق.

وتسير الشركة بخطى ثابتة لجمع أكثر من مليون دولار على موقع Kickstarter، كما سيتم شحن هذه الأجهزة إلى كل من المملكة المتحدة وأستراليا ونيوزيلندا وكندا، والعديد من الدول الأخرى. وتتراوح أسعار المنتجات بين 299 دولاراً أميركياً للجهاز الذي تبلغ سعة تخزينه 128 غيغابايت، و699 دولارلاً للجهاز الذي تبلغ سعة تخزينه 1 تيرابايت.

 وGnarbox عبارة عن جهاز كمبيوتر صغير جداً يتضمن معالجاً وذاكرة خاصين به. وتتمثل أفضل ميزة لهذا الجهاز في إمكانية التحكم به من خلال تطبيق على الهاتف الذكي، بحيث تحصل على بعض مزايا جهاز كمبيوتر محمول دون الحاجة إلى الحجم أو الوزن أو الشاشة.

ويرتبط الجهاز بالهاتف الذكي عبر شبكة hoc اللاسلكية التي تربط بين الأجهزةداخل مدى 100 متر دون الحاجة لـWiFi، ولا يمكنه تخزين الصور فقط، بل عرضهاوتحريرها أيضاً.

وبطبيعة الحال، يجعل وجود المعالج والذاكرة ثمن الجهاز باهظاً، حيث تبلغ تكلفة Gnarbox بسعة تخزين 128 غيغابايت 329.99 جنيه إسترليني على موقع Amazon.co.uk، بينما يصل سعر الجهاز ذي سعة تخزين 256 غيغابايت إلى 449.99 جنيه إسترليني، بينما يمكنك شراء بطاقة ذاكرة بسعة 256 غيغابايت مقابل 78.46 جنيه إسترليني.

ويمكن لجهاز Gnarbox حل مشكل التخزين للأشخاص الذين يستخدمون  كاميرات "جو برو" GoPro، والطائرات من دون طيار، والهواتف الذكية. لكن، يمكنك شراء أجهزة تتميز بسعة التخزين ذاتها ولكن بثمن أقل.

الأقراص الصلبة الخارجية أصبحت مزودة بشاشات صغيرة

أطلقت العديد من الشركات أقراصاً صلبة خارجية مع فتحة لوضع بطاقة ذاكرة، كما أن بعضاً منها يعمل دون وصل لاسلكي.

ويعلق غراهام قائلاً مع الأسف، لم أختبر أي نوع منها، لذا لا يمكنني التعليق على أدائها أو قابليتها للاستخدام.

مع ذلك، ستكون الحاجة إلى برامج وإلكترونيات إضافية سبباً في ارتفاع أسعار أجهزة التخزين، مقارنة بالأجهزة العادية.

وتستهدف أجهزة Sanho كلا من الهواة والمصورين المحترفين من خلال إطلاق أجهزة حفظ احتياطي ذات شاشة صغيرة.

وعلى سبيل المثال، يتضمن جهاز HyperDrive Colorspace UDMA3 قرصاً صلباً تبلغ سعة تخزينه 160 غيغابايت، ويمكن استبداله بقرص تصل سعة تخزينه إلى 1 تيرابايت، وشاشة 3.5 بوصة 480X320 بكسل، وذلك مقابل 379.90 جنيه إسترليني.

ويمكن وصل USB3 بهذا الجهاز، كما يحتوي على ممر يو إس بي USB-2.0 OTG يمكنه من الربط مباشرة مع الكاميرات العادية وكاميرات الفيديو.

وتسمح خاصية الواي فاي المضمنة فيه بالربط مع الهواتف الذكية عبر تطبيقات iOS وAndroid وأجهزة الكمبيوتر المحمولة عبر المتصفحات. وكل ما عليك فعله هو وصل الجهاز بمنفذ USB الخاص بحاسوبك الشخصي، وسيبدو كقرص صلب خارجي عادي.

وقرص صلب يمكنك من خلق شبكة لاسلكية محلية

وتتمثل إحدى البدائل الرخيصة في My Passport Wireless Pro من شركة "Western Digital"، وقرص USB3 خارجي مزود بفتحة لبطاقة الذاكرة SD وخاصية واي فاي مدمجة.

وقد أفادت "Western Digital" أن القرص يعمل بمجرد وضع بطاقة الذاكرة داخله بلمسة واحدة. كما أنه يتميز بمنفذ USB2 يمكن من خلاله الاتصال بالكاميرات والأجهزة الأخرى، ويمكنه إنشاء شبكة لاسلكية محلية قادرة على تشغيل ثمانية حواسيب.

وتتراوح أسعار الجهاز في الولايات المتحدة وعلى موقع "Western Digital" من 149.99 دولار أميركي للسعة التخزينية 1 تيرابايت إلى 219.99 دولار مقابل 4 تيرابايت. وإلى وقت كتابة هذا التقرير، بلغ سعر الجهاز ذي سعة تخزين 4 تيرابايت203.39 جنيه إسترليني على موقع Amazon.co.uk.

ويكلف جهاز بسعة تخزين قدرها 1 تيرابايت 162.10 جنيه إسترليني (من دون ضريبة). مع ذلك، تحصل جهاز My Passport Wireless Pro على تقييمات ضعيفة بقدر ما حصل على تقييم من فئة 5 نجوم، وقد علّق أحد المستخدمينللجهاز، على الموقع أنه "جهاز رائع، لكن طريقة استخدامه لا تخلو من العقبات".

جهاز يشحن هاتفك وينقل صورك.. يبدو أنه الأفضل

بعد قراءته لعدد مهول من التعليقات بشأن العديد من المنتجات على موقع أمازون، يعتقد غراهام أن أفضل خيار يتمثل في جهاز RAVPower FileHub Plus الذي أطلقته شركة Sunvalley، كما أن ثمنه يعد منخفضاً، إذ يبلغ 39.99 جنيه إسترليني.

ولا يعتبر جهاز تخزين بقدر ما هو جهاز لاسلكي محمول لنقل البيانات، يتوافق مع خاصية DLNA.

بالإضافة إلى ذلك، يحتوي هذا الجهاز على بطارية خارجية سعة 6000 مللي أمبير تمكنك من شحن بطارية هاتفك. وتعتبر كل هذه الميزات عمليّة بالنسبة للعائلات التي تتنقل باستمرار. كما يتضمن الجهاز قارئ بطاقة ذاكرة "SD" وهو ما يُمكنّك من استخدامه لنسخ محتوى بطاقة الذاكرة من الكاميرا إلى جهازك أو إلى أي جهاز آخر دون استخدام حاسوبك المحمول. ومن المؤكد أنك ستحتاج إلى تحميل تطبيق على هاتفك الذكي لتنفيذ ذلك.

ويحصل جهاز RAVPower على تقييمات من فئة 5 نجوم، بنسبة 73%، ويبدو أنه يستحق التجربة، إذا ما احتاج المرء يوماً إلى أي من وظائفه الأخرى.

أما أحد المصورين فيقول بعد تجارب مع بعض هذه الخيارات: "لقد أدركت أن الحاسوب المحمول سيمثل الجهاز الوحيد الذي سأستمر في استخدامه للاحتفاظ بنسخ احتياطية من الصور".