تلفزيون نابلس
حفل تأبين للدكتور علام جرار في نابلس
3/21/2018 2:22:00 PM

 نظمت المبادرة الوطنية الفلسطينية حفل تأبين للمناضل الوطني والمجتمعي الدكتور علام جرار، بمناسبة الذكرى السنوية الاولى لرحيله، وذلك بالتعاون مع فصائل العمل الوطني وشبكة المنظمات الاهلية وتجمع مؤسسات المجتمع المدني والاغاثة الطبية واصدقاء وعائلة الفقيد.

وحضر الحفل الذي اقيم في قاعة حياة نابلس حشد غفير من الشخصيات الوطنية والقيادات الفصائلية ومؤسسات المجتمع المدني.

وافتتح الحفل بتلاوة ايات من القران الكريم ثم عزف السلام الوطني والوقوف لقراءة الفاتحة على روح الفقيد وارواح الشهداء.

واستهل الحفل بكلمة لعائلة الفقيد، ألقتها زوجته الدكتورة خديجة جرار التي شكرت كل من حضر الحفل، وجاء ليعبر عن الوفاء لزوجها الراحل.

واستذكرت زوجته السنوات التي قضتها الى جانبه، واشارت الى انه وبرغم انشغاله الكبير في الحياة الوطنية والعملية، الا انه كان حاضرا ومؤثرا في كل تفاصيل الحياة الاسرية لعائلته لحظة بلحظة.

وأضافت: "عشنا حياة اسرية هادئة، متعاونين ومتماسكين، مؤثرين بكل ما يجري من حولنا، الى ان جاء اليوم المحتوم، يوم الرحيل".

واشارت الى ان المرض الذي اصابه في السنوات الاربع الاخيرة من عمره، كان سببا في اكتشافها مدى الانسانية التي تحلى بها زوجها، فطوال هذه المدة لم ينقطع رنين الهاتف من مختلف انحاء العالم من اشخاص يريدون الاطمئنان عليه، سواء من الاصدقاء أو المعارف أو ممن حصلوا على مساعدته.

وختمت كلمتها قائلة: "نعم رحلت، لكن أثرك العظيم فينا وفي الناس باقٍ، رحلت وتركت لعائلتك كلها إرثا عظيما، إرثا يؤهلنا ان نفتخر بك".

وفي كلمة لفصائل العمل الوطني، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية د. واصل ابو يوسف أن د. جرار كان مناضلا كبيرا، يتقدم الصفوف دائما، وكان حاضرا في الفعاليات، ويبحث عن القواسم المشتركة.

واشار الى انه عمل معه في لجنة القوى الوطنية والاسلامية، وكان دائما حاضرا وصاحب رأي راجح وغير متطرف، ويشكل قاسما مشتركا لدى الجميع.

واضاف انه كان حريصا على التمسك بالوحدة الوطنية، وكان يتحدث عن اهمية انهاء الانقسام، وكان حاضرا في العديد من اللقاءات التي عقدت بهذا الصدد.

وأكد ان الشعب الفلسطيني الآن احوج ما يكون الى الاهداف التي جسدها د. جرار، وحرصه على الوحدة والكفاح والنضال من اجل الحرية والاستقلال، وبناء مجتمع خال من الفساد ويتمتع بالحريات العامة.

وألقى عمر هاشم كلمة لجنة المؤسسات والفعاليات الوطنية في نابلس، واستذكر فيها د. جرار الانسان والقائد والناشط المجتمعي والمناضل الوطني والقيادي في حركة المبادرة الوطنية.

واشار الى انه كان له دور وبصمة بالعمل الوطني منذ كان شابا وحتى نهاية حياته، وكان قادرا على رؤية الامور بصورة تحليلية عميقة خاصة بالقضايا الوطنية والسياسية والاجتماعية.

واضاف انه كان من ابرز نشطاء العمل المجتمعي والمدني، وكان طبيبا انسانا له باع طويل بالعمل الصحي، ومؤسسا رياديا للعديد من الفعاليات الصحية في مجال رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة.

وأكد انهم خسروا برحيله طبيبا انسانا ومكافحا مجتمعيا ترك بصمات لن تنسى في صفحات الشعب الفلسطيني، وكان يبذل مجهودا كبيرا لانهاء الانقسام وترسيخ الوحدة الوطنية، مضيفا ان نابلس وفلسطين خسرت حكيما يشهد له الجميع بانسانيته ووطنيته وعطائه للمجتمع المدني والعمل الصحي.

وألقى عصام العاروري كلمة شبكة المنظمات الاهلية، وتحدث عن علاقة الصداقة التي ربطته بالدكتور جرار، وعن دوره في تأسيس الشبكة، وأشار الى انهم كانوا يسمونه بالحكيم، ليس لانه طبيبا فحسب، بل بفضل ما تمتع به من حكمة وسعة صدر وطول نفس.

وأضاف: "كان متحدثا لبقا واضحا متسلسل الافكار، وكان وجها مشرقا للعمل الاهلي، نظيف اليد والقلب واللسان، لم يتشوه ولم ييأس او يلقي الراية، وبقي منافحا صلبا عن حرية العمل الاهلي واستقلاليته في وجه كل من حاول المساس به، وبقي محاميا صلبا الى ان فقد النطق وبقي بكامل يقظته".

واشار الى انهم خسروا د. جرار مرتين، الاولى حين أقعده المرض، والثانية عند رحيله، وانهم يشعرون بفراغ تركه، ويفتقدون لحكمته ولبقاته وجسارته.

أما سامر عنبتاوي فتحدث في كلمة اصدقاء الفقيد عن علاقة الصداقة الشخصية مع الراحل والتي امتدت لعشرات السنوات، مبينا أنه رحل جسدا لكنه بقي روحا وفكرا.

واستذكر مناقبه ومآثره وصفاته الحسنة التي تحلى بها، حيث كان انسانا وطنيا جامعا ووحدويا، ومثقفا واعيا مبدعا، وطبيبا انسانا، وكان من افضل سفراء القضية الفلسطينية في الخارج.

وقال ان عزاؤهم بفقدانه انه ترك سيرة طيبة ومحبة كل من عرفه، وترك من تربوا على فكره ومن قدم لهم المساعدة، وزوجة وفيّة وعائلة تحمل ذكراه.

وفي كلمة لتجمع مؤسسات المجتمع المدني، تحدثت سمر هواش عن مساهمته بتأسيس التجمع، وقالت ان رحيله كان له وقع مؤلم على كل من عرفه، مؤكدة انه كان شخصية مميزة بنضالاته المتراكمة، وحمل قضية الوطن الى اروقة المؤتمرات المحلية والعربية والدولية، ودافع عن قضايا الوطن بكل اخلاص وتفان.

واضافت: "ستبقى روحك رمزا للصلابة والتحدي ووضوح الرؤية والبصيرة، وستبقى روحك حارسة لكل القيم الانسانية والنضالية التي كرست حياتك من اجل تحقيقها"، مبينة أن عطاءه في مختلف الميادين شكل اضافة نوعية لمسار الشعب الفلسطيني النضالي لنيل الحرية والعدالة، ولمسار رواد الحركة الوطنية الذين رفعوا راية الحرية والعدالة والمساواة.

وفي كلمة للاغاثة الطبية، تحدث د. محمد العبوشي عن الصداقة التي جمعته بالدكتور جرار لاكثر من 30 عاما كان فيها نموذجا للبذل والعطاء، وشكل نموذجا للايثار، ووهب كل ما لديه من فكر وطاقة ووقت للوطن والشعب الفلسطيني.

وأكد انه كان متفائلات ومليئا بالحيوية والنشاط، وقد بدأ العمل المجتمعي من خلال الاغاثة الطبية التي كان احد اركانها المؤسسين، وعمل متطوعا فيها، واستقال من عمله بوكالة الغوث وتفرغ للعطاء بلا حدود في الاغاثة الطبية، مبينا انه دمج ما بين الصحة بمفهومها الواسع والعمل المجتمعي والنشاط السياسي، فشكل الاطار الجامع والوحدوي، وتمتع بالاحترام العالي من الجميع.

كما ساهم بتطوير برامج الاغاثة الطبية، واسس لعلاقة جدلية ما بين العمل المجتمعي والوطني وتغيير النظرة الخيرية الى نظرة مجتمعية مقاومة خلال الانتفاضة الاولى، من خلال تاسيس مراكز للرعاية الصحية الاولية وعيادات الطوارئ والتعامل مع الجرحى والاستجابة لظروف واحتياجات الشعب في فترة منع التجول والحصار.

أما الامين العام للمبادرة الوطنية د. مصطفى البرغوثي، فاستذكر الصداقة التي ربطته بالراحل منذ التحاقه بالدراسة بكلية الطب وعملهما معا وسويا طيلة السنوات التي تلت ذلك.

واضاف ان د. جرار كان منذ سنوات صباه شابا ذكيا مبدعا مفكرا ومعطاء اسر الناس بتواضعه واسلوبه الهادئ وحسن تعامله في ادق الظروف، وأحب شعبه وناضل من اجله، وأحب الفقراء والمهمشين وضحى من اجلهم.

وقال ان الراحل أحب عمله وابدع فيه كمناضل سياسي، وكطبيب وانسان، وكناشط اجتماعي، وشارك في قيادة الكفاح ضد الاحتلال قبل واثناء الانتفاضتين، وربى المئات من المناضلين.

وتحدث عن دوره كأحد مؤسسي وقادة المبادرة الوطنية، وفي تأسيس شبكة المنظمات الاهلية، واللجنة الوطنية لتأهيل ذوي الاعاقة، ومركز تطوير المنشآت، والعديد من المؤسسات المجتمعية، وكان من مؤسسي وقادة الاغاثة الطبية لاكثر من 35 عاما، ومن خلالها عمل على بناء افضل نموذج في العالم للتأهيل المجتمعي لذوي الاعاقة، وحقق نجاحا في دمج الاطفال ذوي الاعاقة في المدارس الحكومية والاهلية.

وأكد أنه لم يترك مناسبة او فرصة دولية الا واستثمرها لرفع راية فلسطين وتقوية حركة التضامن معها، ولم يكل او يمل ابدا، وحتى في اصعب لحظات مرضه كان يقسو على نفسه وعلى صحته.

واضاف انه كان نموذجا للانسان الصادق الوطني المخلص الشريف المتقن لعمله والمتفاني من اجل شعبه، ونموذجا للصدق في مواجهة النفاق والكذب والخداع، ونموذجا للوطنية الصادقة ونكران الذات.

وتخلل الحفل عرض فيلمين قصيرين تناولا سيرة حياة الراحل، وشهادات من اصدقائه وممن عرفوه، وقامت لجنة التأبين في ختام الحفل بتكريم عائلة الراحل.


تصميم وتطوير: ماسترويب 2016
جميع الحقوق محفوظة