بقلم: بدر أبو نجم.. ومضة أنثوية
بعد أن لف ربطة عنقه في الصباح ورش القليل من العطر الفاخر الهادئ , وبعد أن أطلق لحيته السوداء متوسطة الكثافة بحيث تصبح ناعمة الى خشنة محددة في الاربعة زوايا على وجهه البيضاوي الرجولي العربي , وبقامته كاملة, ركب سيارته واتجه لمتابعة بعض قضاياه في المحكمة بالمدينة التي أصبح الربيع يخيم عليها حالياً , وسط كومة من الغيوم الخجولة في بعض الاحيان.
لم يترك هذا الرجل ثغرة واحدة لمبسمه ليكون كما المطلوب!!! وكما هي العادة أحياناً يصعد المصعد بمرافقة المتدربة التي تعمل معه في بعض القضايا. القضية هنا هي ما الت اليه هذه القصة الان , هي تلك المتدربة التي ترافقه بتلك التفاصيل الجميلة جدا , وقبل كل تلك التفاصيل أضف الى ذلك بعض الرموش التي تجدتاح وجهها , والجبين الذي قد يؤرقك قليلا عند الوهلة الاولى من رؤيته , بالاضافة أيضا على سر الجمال الذي تتمتع بها عيونها من ألوان ربما!! أو رموش سوداء متناثرة بشكلٍ دائري تبدو لي كأنها متغطرسة على الطبية من حولها.
في ذات الحلقة:
عند صعود المصعد الى المكتب ... كيف تنظر اليه بثيابها الربيعية .. ربما مخملية نوعا ما لا أدري لكنه مناسبٌ جدا لبشرتها وأنوثتها تماماً , وكأنك بحاجة الى أن ترى ذلك الترتيب في الانثى العربية كما هي حاجتك الى شمس الشتاء.
ومضة: قال لها الياسمين: مالي أميل مسائلاً أين القمر , فيرد حضن الغيم إنه في دفئ أحضان الغمام وعطرها.
في تلك الحظة التي كانت تصعد معه المصعد في العمارة التجارية وسط مدينة مزدحمة بالزائرين والمتبضعين بالاشياء التي ليسوا بحاجة اليها , ووسط ركامٍ من الابجديات التي لا تفهمها في تخوم الشوارع , ووسط المتزاحمين على مصعدٍ مهترئ يعود عهده الى زمن التكنلوجيات القديمة: كانت تتبطئ بعض أوراقها المحشوة بالقضايا المشمئزة المليئة بالمشاكل الاجتماعية , بالنصب .. ربما بالإحتيال.... وكما هو الرجل الماثل بجانبهها يهمس في أذنها ببعض الكلمات التي تغري الانثى وتجعل من خدودها حقل من الألغام التي لا يمكنك الهروب منها أو من مجابهتها.. تجعلك قليل الزهد الى حدٍ بعيد... لا يمكنها مقاومة ذلك الملتحي طويل القامة حتى أثناء صعودهم الى المكتب أصبح الأمر مهيئ الى ما بعد حيفا...
مذاق العنب في بداية موسمه واخر موسمه له لذة خاصة حتى لو كنت لا تشتهيه لكنك تفضل أن تمتلك بعض العناقيد في أدراجك . عفوا في ثلاجتك المنزلية ... تتذوق منها حبات متفرقة كلما مللت . عفوا كلما خطر ببالك أو ربما كلما خطر ببالك أنها فاكهة شهية وفريدة في وجودها في ذلك الوقت تلتف على العنقود وتأخذ منه حبة واحدة أو حبتين أو أنك في لحظة ما تكتشف أنك جائع تماماً وتلتهمه كله في وقت قياسي قصير.
في الفقرة الاخير من هذا المقال تذكرت العنب الذي لا أشتهيه كثيرا خصوصا اذا كان في اخر موسمه فعلمت أن هذا الوقت من نضوجه يكون قد تعرض لكثيرٍ من الأدوية الزراعية لذلك قد تكون حبة العنب الواحدة لا تتصف كما غيرها من العناقيد في النمو الطبيعي له وفي وقته المحدد.
في الفقرة الاخيرة أيضا لا يوجد علاقة بين العنب والمحامي والمتدربة والمكتب! إلا رائحة عطر الشانيل التي كانت تنبعث من تلك الفتاة التي كانت تراقب ذلك المشهد... كان ذلك الموقف إستثنائياٌ بحت.
تصميم وتطوير: ماسترويب 2016 |