تلفزيون نابلس
فيلم "قضيّة رقم 23" يتحدّى BDS، وقد يفوز بالأوسكار
1/22/2018 9:29:00 AM

نشر موقع فوروورد الأميركيّ، والذي يُعني بالقضايا والأفكار والمؤسّسات التي تهمّ اليهود الأميركيّين كما يعرّف نفسه، حوارًا مع المخرج اللبنانيّ الفرنسيّ الأميركيّ، زياد دويري، إثر الإعلان عن ترشيح فيلمه، "قضيّة رقم 23"، لجائزة الأوسكار. وقد أثار ما جاء في الحوار استغراب واستهجان جهات عدّة، وتحديدًا في لبنان وفلسطين، بسبب تصريح دويري بأنّه لا يرى في إسرائيل اليوم قضيّة، وأنّها مجرّد تفصيل، وأنّ معركته في المرحلة القادمة مع حركة مقاطعتها العالميّة – BDS، ما جعل أصواتًا تطالب وزارة الثقافة اللبنانيّة بسحب ترشيحها للفيلم للأوسكار. كما ذهب البعض إلى أنّ دويري منح هذا التصريح لموقع فوروورد، الذي يتابعه قرابة المليون شخص شهريًّا، ليسهّل مهمّة فوزه بالجائزة، من خلال دغدغة مشاعر مراكز القوى الداعمة لإسرائيل في أمريكا، ذات التأثير الكبير في قطاع صناعة السينما هناك.

وكانت السلطات اللبنانيّة قد أوقفت دويري لدى وصوله إلى لبنان في أيلول (سبتمبر) 2017، وحقّقت معه بشبهة التطبيع، بسبب تصوير أجزاء من فيلمه "الصدمة" في تل أبيب، واعتماده على طواقم عمل إسرائيليّين، مستغلًّا جنسيّته الأميركيّة. كما منعت بلديّة رام الله في تشرين الأوّل (أكتوبر) الماضي عرض فيلم "قضيّة رقم 23" في أحد مرافقها، قصر رام الله الثقافيّ، ضمن مهرجان "أيّام سينمائيّة" الذي تقوم عليه مؤسّسة "فيلم لاب" الفلسطينيّة.

تنشر فُسْحَة – ثقافيّة فلسطينيّة ترجمة الحوار الذي أجرته شيرلي أفني مع زياد دويري في موقع فوروورد، ضمن زاوية روزنة المختصّة بنقل شؤون الثقافة الفلسطينيّة المنشورة عبر المنابر العالميّة إلى العربيّة.

في تشرين الأوّل (أكتوبر) الماضي، حصل الممثّل الفلسطينيّ كامل الباشا على جائزة كأس فولبي لأفضل ممثّل في مهرجان البندقيّة السينمائيّ، وذلك عن دوره في فيلم زياد دويري "قضيّة رقم 23" (أو الإهانة - The Insult). في هذا الفيلم، أدّى كامل الباشا، الممثّل المسرحيّ المغمور نسبيًّا، دور ياسر، اللاجئ الفلسطينيّ المعتدّ بنفسه في بيروت، حيث يتبادل ياسر الشتائم والإهانات مع طوني، المسيحيّ اللبنانيّ، وهو يحاول إصلاح أنبوب التصريف الخارج من عمارة طوني. لكن، ما كان يُفترض به أن يكون لحظة غضب واهتياج عابرة، كالمعتاد في حياة المدينة المليئة بالضغوطات، قد انفجر في كلّ اتّجاه حين قرّر طوني أن يأخذ ياسر إلى المحكمة.

"قضيّة رقم 23"، دراما مكثّفة ومتوتّرة ومدروسة جيّدًا، تتفحّص كيف ألقى الاضطّهاد الإسرائيليّ للفلسطينيّين بظلاله على نفسيّة اللبنانيّين. ترشّح الفيلم، بالفعل، إلى القائمة القصيرة للأوسكار. كان ينبغي أن يُنظر إلى نجاح الفيلم على أنّه انتصار للفلسطينيّين: فهو يقدّم بورتريه مؤنسن بعمق للتعقيد الذي يكتنف التجربة الفلسطينيّة، كما أنّه قدّم الاعتراف الدوليّ لممثّل فلسطينيّ بناء على موهبته.

لكن، وللمفارقة، أُزيل فيلم "قضيّة رقم 23" من قائمة الأفلام المقرّر عرضها في تشرين الأوّل (أكتوبر) 2017 في رام الله، واتّهمت حركة مقاطعة إسرائيل - BDS، دويري، بتطبيع العلاقات مع إسرائيل (حيث صوّر أجزاءً من فيلمه "الصدمة - The attack " عام 2012). إنّ هذه الاستجابة المربكة والمشوّشة للعالم الواقعيّ، تؤكّد مزيد التأكيد أهمّيّة هذا الفيلم الراهنة، ومدى صلته باستكشاف الطرق التي تعبّر بها السياسات والانقسامات والصدمة عن نفسها في هذه المنطقة: بفوضى عارمة. ببنائه المتوتّر المدروس، يفضح "قضيّة رقم 23" هذه الفوضى، ويكاد يقدّم إشارات ترشدنا إلى كيفيّة الشروع بتنظيفها.

يتحدّث دويري معنا، من منزله، حول الحادثة التي ألهمت هذا الفيلم، وحول صراعه مع حركة مقاطعة إسرائيل - BDS، وعن تفاصيل الكتابة المشتركة للسيناريو بينه وزوجته وشريكته في الكتابة، لوقت طويل، جويل توما، وعن طلاقهما.

 

 

 

 


تصميم وتطوير: ماسترويب 2016
جميع الحقوق محفوظة