شيعت جماهير محافظة الخليل، اليوم السبت، جثمان الشهيد محمد أمين محمود عقل، في العشرينات من عمره، بمسقط رأسه في بلدة بيت أولا غرب الخليل.

وانطلق موكب التشييع من المستشفى الأهلي بمدينة الخليل، وصولا إلى بلدته، ومن ثم إلى منزل عائلته، وبعد إلقاء ذويه نظرة الوداع الأخيرة عليه، أدى المشيعون صلاة الجنازة على جثمانه الطاهر في المسجد العمري الكبير وسط البلدة، قبل أن يوارى الثرى في مقبرة بيت أولا.

ورفع المشاركون في موكب التشييع، الأعلام الفلسطينية، مرددين هتافات مطالبة برص الصفوف في فلسطين، وأن تتوحد جميع الفصائل، ودول وأحرار العالم في الدفاع عن القدس.

وندد المشاركون، بالجرائم الإسرائيلية المتواصلة بحق الأطفال والنساء والشيوخ، ودعوا دول العالم للتدخل والوقوف مع شعبنا الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي متواصل منذ عام 1948، مشددين على ضرورة تجسيد الوحدة الوطنية واقعا بين جميع أبناء شعبنا، لتتكاتف كل الجهود في محاربة الاحتلال حتى تحرير القدس عاصمة دولة فلسطين.

وشارك في تشييع الشهيد، شخصيات رسمية وأهلية من المحافظة، أكدوا تشبث شعبنا بحقوقه المشروعة في النضال حتى نيل حريته وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وشددوا على أن شعبنا لن يرضخ وسيواصل دفاعه عن مقدساته وممتلكاته ومقدراته الوطنية.

وحمل محافظ الخليل كامل حميد، الرئيس الأميركي دونالد ترمب المسؤولية الكاملة عن تدهور الأوضاع في فلسطين، عقب قراره الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، مطالبا إياه بالعدول عن قراره وإعادة الحقوق إلى أصحابها الشرعيين.

وقال حميد، إن القدس خط أحمر لا يمكن تجاوزه، هذه عاصمتنا المقدسة نحن الفلسطينيون مسلمون ومسيحيون، أهميتها تنبع من ما تحتضنه في أكنافها من مقدسات إسلامية ومسيحية، والقرار الأميركي يضع العالم على المحك ليتحمل مسؤولياته في الدفاع عن قراراته واتفاقياته ومعاهداته التي صدرت عن مجلس الأمن وغيره من المؤسسات الدولية والحقوقية والإنسانية خلال الأعوام والعقود السابقة.

من جانبه، قال منسق اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في بيت أولا عيسى العملة ، إن القدس ستبقى عاصمة فلسطين كما كانت عبر التاريخ، وقرار الرئيس ترمب لن يمر وهو لا يسوى حتى الحبر الذي كتب به.

وأضاف ان دماءنا رخيصة فداء للقدس، والمقاومة الشعبية سبيلنا حتى دحر الاحتلال وكنسه من العاصمة المقدسة، وعلى دول العالم والهيئات والمؤسسات الحقوقية الدولية التدخل لإلغاء قرار ترمب المخالف للقانون الدولي والمجحف بحق المسلمين والمسيحيين ليس في فلسطين فقط، بل على مستوى العالم.

من الجدير بالذكر، أن الشاب عقل استشهد متأثرا بجروحه التي أصيب بها بعد ظهر أمس الجمعة على المدخل الشمالي لمدينة البيرة، حيث أطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي النيران بكثافة صوبه، ما أدى إلى إصابته بجروح بالغة الخطورة استشهد على إثرها في وقت لاحق.