تلفزيون نابلس
هل بات التطبيع العربي مع إسرائيل القاعدة وليس الاستثناء؟ نائب إسرائيليّ سابق يجول في الخليج ويُشارك في مؤتمرٍ اقتصاديٍّ بالدوحة
11/14/2017 11:41:00 AM

 هل نحن ماضون في الطريق إلى تحوّل التطبيع بين الدول العربيّة والإسلاميّة مع دولة الاحتلال من الاستثناء إلى القاعدة؟ وماذا الذي يدفع الدول العربيّة، التي لا تُقيم علاقاتٍ مع تل أبيب، لإقامة علاقاتٍ مع الدولة التي زُرعت في الشرق الأوسط على حساب تهجير وتشريد الشعب العربيّ-الفلسطينيّ من أرضه في النكبة عام 1948؟

في الفترة الأخيرة بات التطبيع بين الـ”أعداء” إلى أمرٍ عاديٍّ، على الرغم من أنّ الشعوب العربيّة ترفض الرضوخ لهذه العلاقات شبه السريّة، التي تُقيمها أنظمةٍ عربيّةٍ من المُحيط إلى الخليج. في الأسبوع الماضي، شارك المنتخب الإسرائيليّ في لعبة الجودو في بطولة العالم التي أُجريت في المغرب، وكان اللافت أنّ المُنظّمين سمحوا لمنتخب دولة الاحتلال بارتداء الزيّ الإسرائيليّ الرسميّ وبإسماع نشيد (هتكفا)، وهو النشيد الوطنيّ الإسرائيليّ الرسميّ.

وجاءت هذه المُشاركة في المغرب، بعد أنْ اشترك المنتخب الإسرائيليّ في الجودو في “غراند سلام أبو ظبي”، ولكنّ السلطات هناك منعت المنتخب الإسرائيليّ من المُنافسة بلباسٍ إسرائيليٍّ رسميٍّ، كما رفضت إسماع النشيد الوطنيّ الإسرائيليّ، فما كان من اللاعبين الفائزين في الميداليات الذهبيّة والبرونزيّة من دولة الاحتلال، إلّا أنّهم أسمعوا لوحدهم النشيد الوطنيّ في تحدٍّ سافرٍ ووقحٍ للمُنظّمين في أبو ظبي.

وقد احتفت إسرائيل الرسميّة وغير الرسميّة، وبشكلٍ خاصٍّ وسائل الإعلام العبريّة ومواقع التواصل الاجتماعيّ بالدولة العبريّة بالميدالية الذهبيّة التي فاز بها لاعب الجودو الإسرائيليّ في أبو ظبي.

ولفت الإعلام الإسرائيلي إلى أنّه شارك في البطولة إلى جانب اللاعب فليكر 5 لاعبين آخرين، وصلوا إلى أبو ظبي ونشروا صورًا لهم مشيدين بالمضيفين وبتنظيم البطولة، رغم اشتراط مجلس أبو ظبي الرياضي، على البعثة الإسرائيلية بعدم رفع شعارات دولتهم.

وقد عنونت الصحافة الإسرائيلية خبر فوز اللاعب “من دون النشيد الوطنيّ والعلم، ميدالية ذهبية لإسرائيل في أبو ظبي”. وفي مقاطع فيديو تداولها متابعون إسرائيليون للبطولة كُتب أنّ النشيد الإسرائيلي لم يعزف لكن ذلك لم يمنع اللاعبون الإسرائيليون من إنشاده.

 

وفي هذا السياق اعتبرت صحيفة (يديعوت أحرونوت)، من أوسع الصحف العبريّة انتشارًا بأنّ الحصول على الميداليّة الذهبيّة ليس فوزًا رياضيًا فقط، بل هو فوز سياسيّ بامتياز، إذْ أنّ اللاعب الفائز، الذي مُنع من رفع العلم الإسرائيليّ، أوْ أيّ شيء آخر يدُلّ على أنّه من إسرائيل، تحدّى المًنظمين، عندما تسلّم الجائزة، حيث عُزف نشيد الاتحاد العالميّ للجودو، فيما قام اللاعب الإسرائيليّ بإنشاد النشيد الوطنيّ للدولة العبريّة، الأمر الذي لم يتمكّن من منعه المُنظمين العرب، على حدّ قول الصحيفة.

بالإضافة إلى الرياضة، فإنّه ليس سرًّا أنّ رجال أعمال من إسرائيل يُقيمون علاقاتٍ تجاريّةٍ مع دولٍ عربيّةٍ لا علاقات دبلوماسيّة لها مع الدولة العبريّة، كما أنّ هذه الدول، وبشكلٍ خاصٍّ، دول الخليج، لا تُخفي وجود هذه العلاقات مع الإسرائيليين، والتي تعود بالفائدة الماليّة الكبيرة على الشركات الإسرائيليّة، التي تغلغلت كثيرًا في الفترة الأخيرة في دولٍ عربيّةٍ وإسلاميّةٍ على الرغم من عدم وجود علاقات مع تل أبيب.

ونقلت صحيفة  (THE JERUSALEM POST) عن النائب السابق في “المُعسكر الصهيونيّ” ورجل الأعمال الإسرائيليّ البارز، إيريل مرغليت، وجود فرص عمل للشركات الإسرائيليّة في مشروع “نيوم” السعوديّ.

مرغليت، الذي زار عددًا من الدول الخليجيّة في الفترة الأخيرة، تابع قائلاً إنّ ما لا يفهمه القادة السياسيون أنّ الأمور لن تحدث، والقصد تطبيع العلاقات، ما لم يكن هناك فرص عمل اقتصادية مشتركة، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّ الأمير محمد بن سلمان جاء بمشروع للتعاون الإقليميّ، وشدّدّ على أنّه بذلك وجّه دعوةً للإسرائيليين للتحدّث باسم التعاون الاقتصاديّ الإقليميّ من خلال مفهوم الابتكار، على حدّ وصفه.

ونشر رجل الأعمال الإسرائيليّ على صفحته الشخصيّة في (فيسبوك) أنّه يوجد اليوم في المملكة العربيّة السعوديّة، وفي دولٍ أخرى، قادة الذين من المُمكن جدًا التعاون معهم، لافتًا إلى أنّ المُستقبل يكمن في المُشترك والمُوحّد، بحسب تعبيره.

في السياق عينه، نشر مرغليت، ومن نافس مرة على زعامة الحزب، أمس الاثنين، صورًا له خلال مشاركته في “مؤتمر إثراء المستقبل الاقتصادي في الشرق الأوسط” في العاصمة القطرية، كاتبًا “يجب على إسرائيل أنْ تكون رائدة في مجال التعاون الاقتصادي في المنطقة”.

وأضاف أنّه يجلس إلى جانب ممثلين عن دول عربية براغماتية، خلال أسبوع مبادرات الهايتك الدولي، في الدوحة، والهدف المشترك هو إيجاد سبل لتعزيز التعاون المشترك بين إسرائيل والعالم العربي.

وشدّدّ على أنه اقتنع في المؤتمر أن المفتاح لأيّ تسوية في المنطقة سيكون عبر التعاون الاقتصادي، وذلك بعد الاستماع والحديث مع عشرات المبادرين وريادين من دول عربية وأوروبية وأمريكا في مجال الهايتك.

وأردف: الحداثة الإسرائيلية وقدرة الاختراع يمكنها أن تكون جسرا متينا لتغيير الواقع في المنطقة. المصالح المشتركة تخلق فرصًا جديدة والجدير أن لا نفوتها، على حدّ تعبيره.

يذكر أنّ مرغليت رجل أعمال ثري صنع ثروته من الهايتك. كان استقال من السياسة شهر أكتوبر (تشرين الأول) هذا العام. وتميّز خلال نشاطه السياسي من خلال نضاله من أجل دمج العرب في الهايتك الإسرائيلي، وكان من الأصوات الداعمة للسلام مع الفلسطينيين.

 


تصميم وتطوير: ماسترويب 2016
جميع الحقوق محفوظة