لم أجد أنجح من الزواج التقليدي في كل ما سمعت وشاهدت من قصص زواج، وما يسبقها من علاقات للحب بين الجنسين على مدار سنوات من التعامل بينهما.
في السابق كانت الأم تذهب لطلب فتاة لابنها للزواج منه حسب معايير تضعها الأم مثل حسن الأخلاق للفتاة وأهلها وعائلتها وصفاتهم وسمعتهم بين الناس، وعلى هذا الأساس يكون الرضى والقبول أو الرفض.
في حقيقة الأمر أنه في هذا الزمان الذي نعيشه وفي آخر السنوات الماضية وبشكل ملفت للانتباه تغيرت تفاصيل كثيرة في مجتمعنا الفلسطيني وهذا الشيء لا يستطيع أحد أن ينكره، والملفت أكثر أن هذا التغيير قد حصل بشكل كبير وفي فترة زمنية قصيرة من حيث الانفتاح الذي أصبح بين الجنسين وخصوصاً في مرحلة الشباب في أماكن العمل والجامعات والمؤسسات التعليمية وغيرها ونحن هنا لا نتحدث عن طبيعة اللبس للمرأة أو الرجل فالجنسين أصبحا على اطلاع دقيق في تفاصيل حياتهم وأصبحت العلاقات بينهم متنوعه ومتعددة ومن ضمنها علاقة الحب التي ذكرتها في البداية ورسم مستقبل جميل بينهما ومواكبة الحاضر لرسم مستقبلا أجمل.
ولكن يبدوا لهم في الوهلة الأولى أنه من الأمور السهلة والقريبة المنال، ولكن عند الاصطدام بهذا الواقع الذي نعيشه تبدأ الأمور بالتغير والانحراف عن مسارها الذي رسمت عليه، وتبدأ المشاكل من كل صوب، وأبرز هذه المشاكل هي المشاكل المادية التي من خلالها لا يستطيع الرجل توفيرها للمرأة، وأيضاً قبول الأهل للزوج ومكان السكن وطبيعة حياة أهل الزوج و الزوجة، ومشاكل كثيرة لها اول وليس لها آخر ونهاية ذلك هو إنهاء العلاقة بينهما التي كانت مبنية على الألفة والمحبة.
لقد عمدت أن أتحدث بشكل موجز في البداية عن موضوع الزواج التقليدي كي أوضح المشاكل التي تحصل اذا أصر البعض على إبقاء الزواج التقليدي في زاوية التخلف .... من هنا سندرك بشكل واضح ان الزواج التقليدي كان وما زال من أنجح العلاقات بين الجنسين وسيبقى كذلك. وخير دليل على ذلك هو واضح وجلي في قرانا ومدننا الفلسطينية، فالمرأة التي تزوجت بشكل تقليدي تحملت من العناء والشقاء مع زوجها الشيء المضني ورغم صعوبة وقساوة الحياة التي عاشوها معا من أول يوم زفافهم إلا أنهم كانوا وما يزالوا يسطرون أروع قصص التحدي دون الذهاب إلى المحاكم الشرعية، ودون اللجوء إلى الأهل والعائلة ليفضوا بينهم خلافا ما.. فهم يشاركون بعضهم العمل داخل وخارج المنزل، بل وليس ذلك فحسب، فالمرأة كانت أول من حمل السلاح في الثورة الفلسطينية بجانب زوجها صاحب الشماغ الأبيض والحطه السمراء في السهول والجبال.
فلننظر إلى أيامنا هذه بكل صدق وهذا الجيل الصاعد المنفتح والذي سمح له ما لم يسمح لغيره..... علاقات تعارف من الطراز الأول، وقد يفهم الطرفين بعضهم أكثر من مما يفهمونهم آبائهم، ولكن ما النتيجة؟
النتيجة واضحة للجميع، فارتفاع حالات الطلاق بشكل كبير حسب آخر الإحصائيات بين فئة الشباب خصوصاً بين حديثي الزواج، وكلها لأسباب تافهة بعد أن مر الطرفين بعلاقات حب وتعارف قبل الزواج.
في النهاية أعتقد أن الزواج التقليدي هو أنجح من الزواج الذي يمر بعلاقة بين الطرفين، ورأية زوجتك لأول مرة ليلة الدخلة فقط. من هنا تبدأ حياة زوجية أفضل.
تصميم وتطوير: ماسترويب 2016 |