تلفزيون نابلس
مياه نابلس العادمة تدمّر سلة الخضار والفواكه لشمال الضفة
10/13/2017 5:55:00 PM

عماد سعادة- لا يزال اهالي قرى شمال شرق نابلس، وبشكل خاص الباذان والنصارية والعقربانية والمناطق المحيطة ينتظرون الوعودات التي طال انتظارها لتخليصهم من مشكلة المياه العادمة التي تتدفق الى مناطقهم من مدينة نابلس عبر وادي "الساجور"، مدمرة أراضيهم وحقولهم وبياراتهم وبيئتهم وصحتهم ومهددة وجودهم ومستقبلهم.

عّلق الاهالي والمزارعون في المنطقة آمالهم خلال السنوات الاخيرة على ما قيل أنه مشروع كبير تسعى بلدية نابلس لاقامتة في المنطقة الشرقية من المدينة ويتمثل باقامة محطة تنقية للمياه العادمة بتمويل ألماني كحل لهذه المعضلة، لكن المشروع برمته يبدو أنه حُفظ في الثلاجة بعد اصطدامه بمعيقات، وهو ما بدد آمال اهالي هذه القرى بقرب تخليصهم من هذه المشكلة التي تنغص عليهم حياتهم.

ويقول سكان المنطقة بانهم جزء مهم من منطقة الاغوار وسلة الخضار والفواكه الرئيسية لشمال الضفة، وبالتالي فان منطقتهم التي يسعى الاحتلال للسيطرة عليها تستحق تنفيذ مشاريع تنموية وليس اغراقها بالمياه العادمة وتدمير مختلف اشكال الحياة فيها، وهو ما يخدم في المحصلة اهداف الاحتلال.

ويتذكر الاهالي في تلك القرى كيف كانوا حتى اوائل التسعينات يصطادون الاسماك من وادي الفارعة الذي يجري في اراضيهم، يوم كانت المياه المتدفقة عبر الوادي من ينابيع الباذان ومنطقة الفارعة عذبة وصافية، حتى انهم كانوا يشربون منها ويسقون بياراتهم ومزارعهم ومواشيهم. كما يتذكرون كيف كانوا يصنعون برك سباحة طبيعية في الوادي.

كما يتحدث الاهالي عن عشرات اصناف الطيور التي كانت تعيش في المنطقة ومنها، الحسون والهدهد والقبّرة وحمام الرقطي، والسِّمّن، والبلبل، وابو السمك، ونقار الخشب، والسوّدي، والشنار، والبوم وغيرها، ويتذكرون كذلك كيف كانت قطعان الغزلان الجميلة التي تعيش في التلال المجاورة ترد الى الوادي وقنوات المياه كي تروي ظمأها.

ينظر الاهالي بحسرة الى تلك الايام ويقولون ان كل شيء قد تغير، فقد قضت المياه العادمة على الاسماك والطيور، وحلًت قطعان الخنازير مكان الغزلان، في حين تم القضاء على مساحات شاسعة من البيارات، ولم يعد بالامكان زراعة الاصناف التي كانوا يزرعونها سابقا واهمها محصول (الفستق) بسبب التلوث الذي أصاب الارض وحولها من تربة خصبة الى تربة ملوثة غير صالحة للزراعة.

اصبحت المنطقة الجميلة النضرة بمثابة مكرهة صحية، حيث تمر المياه العادمة عبر القنوات بمحاذاة المنازل، فتنبعث منها روائح كريهة تزكم الانوف، وتشكل مرتعا للقوارض والحشرات والذباب والبعوض، وسببا لانتشار الامراض الجلدية مثل "اللشمانيا" وغيرها.

ويقول اهالي قرية الباذان تحديدا، بأن المياه العادمة المتدفقة عبر وادي الساجور تضر بالوضع السياحي للقرية التي تعتبر من اهم المناطق السياحية في فلسطين، حيث تختلط المياه العادمة بمياه الينابيع العذبة التي ترفد المنتجعات والمشاريع السياحية في المنطقة ما يشكل عنصر طرد للسياحة.

يشار الى ان مشروع محطة التنقية الشرقية الذي كان من المقرر الشروع بتنفيذه الى الشرق من مدينة نابلس، كان يمكن ان يشكل حلا لمشكلة المياه العادمة، ولكن المشروع تعثر بسبب اعتراض عدد من المجالس المحلية للقرى الواقعة شرق المدينة والذين يتخوفون من الاضرار البيئية والصحية التي يمكن ان تنجم عن وجود محطة للتنقية على مقربة منهم.

وكانت بلدية نابلس قد اعلنت ان المشروع الذي تبلغ تكلفته نحو (43 مليون يورو) والممول من بنك التنمية الألماني (KFW) يهدف الى تنقية المياه العادمة لقرى شرق نابلس (سالم، دير الحطب، عزموط، بيت فوريك، كفر قليل)

اضافة الى مخيمات بلاطة وعسكر القديم والجديد، والمنطقة الشرقية من مدينة نابلس، وكذلك إنهاء الكارثة البيئية المتمثلة في جريان المياه العادمة في الحقول والأراضي الزراعية دون أي عملية معالجة مما يتسبب بالعديد من الأمراض والمكاره البيئية.

ج القدس 


تصميم وتطوير: ماسترويب 2016
جميع الحقوق محفوظة