تلفزيون نابلس
تأثير رائحة فمك على علاقتك العاطفية
10/12/2017 5:25:00 PM

إذا كنت تواجه مشكلات تتعلق دائماً بالتقرب العاطفي من شريك حياتك أو من الجنس الاخر بوجه عام، أو حتى التواصل عن قرب مع زملائك في العمل، فهناك عدة أسباب نفسية أو اجتماعية أو شخصية قد تكمن وراء ذلك، ومن ضمنها واحداً يسهل علاجه ولكنه قد يقف وراء كل ذلك الرفض، نظراً للحرج اتجاه الإشارة إليه من قبل الاخرين، وهو: رائحة الفم الكريهة.

لماذا تظهر رائحة الفم الكريهة؟

تظهر رائحة الفم الكريهة أو ما يعرف طبياً باسم "النفس النتن (Halitosis) لعدة أسباب، على رأسها:

-جفاف الفم: إذ يعمل اللعاب على تنظيف الفم من بقايا الطعام والبكتيريا، لذا، فإن قلته بسبب عدم تناول قدر كافي من المياه قد تتسبب في ظهور رائحة الفم الكريهة.

-تراكم بقايا الطعام داخل الفم: وعدم التخلص منها بانتظام عن طريق العناية بنظافة الفم، واهمال تنظيفه بانتظام بالفرشاة والمعجون وغسول الفم، واستخدام الخيط.

-إهمال نظافة أطقم وتركيبات وتقويم الأسنان والأسنان التعويضية: بشكل يومي.

-تناول بعض أنواع الأطعمة المعكرة لرائحة الفم بكثرة: مثل البصل والثوم ومنتجات الألبان.

-قلة تناول الكربوهيدرات: إذ يؤدي ذلك إلى إنتاج نوع من المواد الكيميائية ذات الرائحة النفاذة والمعروفة باسم "الكيتونات" "Ketones".

-بعض إصابات الأنف والفم والحلق: مثل حصى اللوزتين Tonsilloliths والتهابات الأنف والحلق والجيوب الأنفية، أو وجود جسم غريب داخل الأنف، وهو أمر أكثر شيوعاً لدى الأطفال.

-التدخين: بسبب رائحة التبغ، بالإضافة إلى كونه يزيد من فرص الإصابة بمرض اللثة الذي يسبب بدوره رائحة الفم الكريهة.

-تناول بعض أنواع الأدوية: ومن أبرزها أدوية السكري وضغط الدم المرتفع، أو تناول جرعات كبيرة من الفيتامينات والمكملات الغذائية.

-الإصابة ببعض الأمراض: مثل السرطان والفشل الكبدي ومرض الجزر المعدي المريئي Gastroesophageal reflux disease وبعض الأمراض الأخرى المتعلقة بالتمثيل الغذائي (الأمراض الاستقلابية).

كيف تؤثر رائحة الفم الكريهة على علاقاتك العاطفية والاجتماعية؟

تؤثر رائحة الفم الكريهة سلباً على علاقات الشخص الذي يعاني منها في العمل والحياة الاجتماعية بوجه عام، على النحو التالي:

-نفور الاخرين من التفاعل عن قرب معه لتجنب رائحة فمه.

-عدم القدرة على تكوين علاقات اجتماعية حميمية، خاصة مع الجنس الاخر.

-قلة الثقة بالنفس والانطواء بسبب الرفض الاجتماعي المستمر.

-الشعور بالغضب والإحباط نتيجة عدم التحقق الوظيفي والاجتماعي.

وعندما يتعلق الأمر بالعلاقات العاطفية أو الزواج، فإن الأمر يزداد سوءاً، بسبب طبيعة العلاقة والحميمية التي تتطلبها، كالتالي:

تؤدي رائحة الفم الكريهة إلى النفور من التقبيل والعلاقة الحميمة: وهو ما ينعكس سلباً بطبيعة الحال على قوة العلاقة وجودتها بصفة عامة، إذ يعد التقارب الجسدي و العلاقة الحميمية مكونان رئيسيان للزواج لا يمكن بأي حال الاستغناء عنهما طويلاً.

 

غالباً ما تؤدي قلة الشعور بالحميمية إلى فقدان الثقة بالنفس لدى الطرفين: إذ يشعر الشريك الذي يعاني من مشكلة رائحة الفم الكريهة بالرفض من جهة شريكه، مما يعطيه احساس بعدم الجاذبية والشعور بالتقارب والحب. وعلى الجانب الاخر، قد يشعر الطرف الثاني بالخزي والخيبة والذنب تجاه عدم قدرته على تقبل شريكه ونفوره منه، أو بالغضب والحنق بسبب قلة الحميمية.

 

قد تتسبب بعض حالات رائحة الفم الكريهة في تأخر الحمل لدى الإناث: إذ تشير الدراسات إلى أن الإصابة بمرض اللثة قد تؤدي إلى ذلك أو إلى الولادة المبكرة أو المبتسرة، وهو أحد الأسباب التي تقف وراء رائحة الفم الكريهة.

 

ولعل ما يزيد الأمر سوءاً هو أن معظم الأفراد الذين يعانون من مشكلة رائحة الفم الكريهة، غالباً ما لا يسعون لعلاجها لسنوات طويلة، نظراً لعدم وعيهم بها، فهم لا يشعرون بها تماماً، حتى ينبههم أحد المقربين إليهم ويدفعونهم لاستشارة طبيب متخصص، وهو ما يعرف بـ"مفارقة رائحة الفم الكريهة" أو "Bad Breath Paradox".

كيف تتغلب على رائحة الفم الكريهة

إذ عرفت أنك تعاني من رائحة الفم الكريهة بمساعدة أحد المقربين لك، فمن الأفضل أن تسارع إلى استشارة طبيب الأسنان الخاص بك للوقوف على السبب وعلاجه بالطرق السليمة.

بخلاف ذلك، فهناك عدة عادات يومية ودورية يمكن أن تساعد على الوقاية والتغلب على رائحة الفم الكريهة إذا واظب المرء عليها، من أهمها:

تنظيف الأسنان بالفرشاة والمعجون الغني بالفلورايد أو السواك مرتين يومياً على الأقل: صباحاً ومساءاً لمدة دقيقتين في كل مرة، وتغيير فرشاة الأسنان كل 3 إلى 4 أشهر.

استخدام الخيط يومياً لتنظيف ما بين الأسنان: فالفرشاة والمعجون يقضيان فقط على 60% من الفضلات التي تسبب رائحة سيئة داخل الفم.

استخدام غسول الفم: مرتين يومياً للتأكد من تنظيف الأسنان واللثة بشكل كامل وفعال للوقاية ضد البكتريا. 

تنظيف أطقم وواقيات الأسنان: وأي أجزاء أخرى داخل الفم بشكل يومي لضمان نظافتها وعدم تكون البكتريا عليها.

تنظيف اللسان: بفرشاة خاصة للتخلص من بقايا الطعام ورواسبه.

تناول الكثير من الماء والسوائل: على مدار اليوم للحفاظ على ترطيب الفم وعدم جفافه. إذا كنت تعاني من جفاف الفم لأسباب مرضية، يمكنك أن تطلب من طبيبك المعالج أن يصف لك دواء مدر للعاب.

تجنب التدخين: للابتعاد عن الرائحة غير المحببة التي يخلفها في الفم، وتجنب اثاره السلبية على اللثة والصحة بوجه عام.

التقليل من تناول الأطعمة والمشروبات التي تسبب رائحة كريهة في الفم: والسابق ذكرها.

تناول الكثير من الخضروات والفواكه: فهي تساعد على تنظيف الأسنان وحماية اللثة والوقاية من البكتيريا، كما تساعد على ترطيب الفم. ينصح أيضاً بالابتعاد عن الأطعمة المليئة بالتوابل والبهارات، وتناول كمية كافية من السوائل.

تناول قدر كاف من الكربوهيدرات: لمنع إنتاج الكيتونات، وبالتالي ظهور رائحة الفم الكريهة.

زيارة طبيب الأسنان دورياً: للحفاظ على صحة فمك وتدارك أي إصابات أو عدوى مبكراً.

إذا كان لديك شك حول مدى جودة رائحة فمك، اسأل أحد المقربين منك بصراحة عن رأيه لعلاج هذه المشكلة الصحية البسيطة التي يمكن أن تسبب لك حرجاً أنت في غنى عنه.

ويب طب

 

 

 


تصميم وتطوير: ماسترويب 2016
جميع الحقوق محفوظة