فشلت كافة الجهود لاطلاق سراح الأسير الجريح شادي غازي فريد محاجنة (36 عاما)، لانقاذ حياته من آثار الاصابة برصاص الاحتلال الاسرائيلي الذي دمر حياته وسبب له اعاقة حركية للابد، ورغم ذلك، ما زالت عائلته تقرع الابواب وتناشد المؤسسات الانسانية والدولية تبني قضيته لان استمرار زجه خلف القضبان في ظل ظروف سيئة وعدم توفر الرعاية الصحية والعلاج سيكون له نتائج ومضاعفات خطيرة على حياته، كما تعبر زوجته "أم طه"، التي أكملت المشوار وما زالت ترعى الاطفال الاربعة وتربيهم كما يحب ويتمنى والدهم.
اللحظة المروعة
في منزلها ببلدة رمانة غرب جنين ورغم مرور السنوات، ما زالت زوجة الاسير شادي، تحتفظ بتفاصيل تلك اللحظات التي تعرض فيها للإصابة برصاص الوحدات المستعربة الخاصة الذي حكم عليه بالإعاقة والشلل النصفي، وتشعر بحزن وألم، كلما استعادت لحظة إصابته في 1-7-2013، عندما هاجمت الوحدات المتخفية بالزي المدني منزل أحد اقرباء زوجها في رمانه، وأطلقت النار عليهم دون سبب.
وتقول "شادي لم يكن مطلوبا، ومنذ إطلاق سراحه من اعتقاله الاخير، كرس حياته لأسرته وتربية الأبناء الأربعة الذي رزقنا به ، ومساء ذلك اليوم الأسود، وخلال زيارة شادي وإخوانه لقريب لهم، سمعوا إطلاق نار غزير حول المنزل".
وتضيف "تعرض شادي لجريمة اغتيال منظمة حاولت تنفيذها قوة من جيش الاحتلال ومستعربيه دون سبب، فعندما سمعوا صوت النار، خرجوا من المنزل، ففوجئوا بالمستعربين يوجهون أسلحتهم نحوهم".
وتكمل "توقف زوجي، ورفع يديه في إشارة منه لتسليم نفسه، لكنهم أطلقوا عليه مجموعة من الرصاصات الحية، ورغم وقوعه على الأرض، تقدموا منه وأطلقوا عليه المزيد من الرصاص".
رواية شادي
تروي أم طه، ان الاحتلال رفض السماح لطواقم الهلال الأحمر بالوصول إليه، ورغم صرخاته من شدة الألم وهو ينزف، احتجزوه وبقي ممددا على الارض عدة ساعات، ثم اعتقلوه، مع شقيقيه محمد وفريد وأبناء عمه، وهي نفس الرواية التي أكدها الأسير شادي، لمحامي نادي الاسير، خلال زيارته له في سجن "مجدو"، موضحاً أنه وبالرغم من خطورة إصابته التي لامبرر لها، قاموا بنقله لمعسكر سالم الاسرائيلي، وبدلا من تقديم العلاج والإسعاف اللازم له، أخضعوه للتحقيق في ظل نزيفه الشديد، ويضيف الأسير شادي "رغم مكوثي داخل المستشفى لمدة من الزمن، وتركيب بلاتين بركبتي، وإجراء عملية جراحيه لي لإزالة 7 رصاصات في أماكن متفرقة من جسدي، لا زلت أستخدم الكرسي المتحرك بصعوبة، ووضعي الصحي لم يطرأ عليه أي تحسن يذكر" .
شادي المناضل
لعائلة مناضلة، ولد شادي الذي عاش وتربى ببلدة رمانه، درس للمرحلة الاعدادية ، وخلال رحلة حياته، التحق بصفوف حركة "فتح "، وعندما إندلعت إنتفاضة الأقصى،إنضم لصفوفها،واصبح من قادة الجناح العسكري للحركة ،وتقول زوجته " منذ صغره ، إمتلك روح النضال والمقاومة ، شارك بالفعاليات النضالية والوطنية ،وكرس حياته لتادية واجبه ببطولة ، لم يهاب الاحتلال يوماً ودوماً كان في مقدمة الصفوف "، وتضيف " عندما اندلعت الانفاضة الثانية ، شارك مع رفاقه في تأسيس كتائب شهداء الاقصى ، ومع إشتداد ملاحقته ، إلتحق بصفوفها بمخيم جنين وشارك بمعاركها حتى أعتقل بمعركة شهر نيسان الشهيرة عام 2002 ".
قبل ذلك ، كان شادي ، نجا من إنفجار عبوة ناسفة قرب جنين ، إصيب بآثارها مع عدد من رفاق دربه ، لكنه تابع المشوار،ولم ينال منه الإعتقال ،وبعد تحرره ، واصل مشواره النضالي مع الكتائب ، فاعتقل بعملية خاصة في مخيم جنين مع صهره جبريل الزبيدي عام 2005 ، بعدها تزوج من رفيقة دربه ام طه من مخيم جنين ،التي تنحدر من عائلة مناضلة والدها الشهيد المحرر محمد الزبيدي ووالدتها الشهيدة سميرة الزبيدي" ام العبد" ، وصهره القائد بسرايا القدس طه الزبيدي الذي استشهد خلال معركة المخيم، وهو رفيق دربه وأسمى ابنه البكر باسمه تيمنا به ،ويقبع خلف القضبان أصهاره يحيى وداود الزبيدي، بينما تحرر جبريل مؤخراً .
خلف القضبان
منذ إعتقاله الاخير ، لم تهتم ادارة السجون بحالة شادي ، والمحكمة لم تراعي ظروفه الصحية ،وتقول زوجته " بسبب ظروف اعتقاله السيئة ، أصبحت حالة شادي صعبة وقاسية ، فالرصاص ما زال يتوزع بين يديه وقدميه ، وبحاجة لرحلة علاج شاقة وطويلة بعدما اصبح طريح الفراش لا يمكنه قضاء حوائجه دون مساعدة "، وتضيف "رغم وضعه الصحي ومسؤولية الإحتلال عنه ،وإنكاره للتهم التي وجهت إليه ، حوكم بالسجن 7 سنوات وغرامة 7 آلاف شيكل ، على قانون "تامير" بزعم وجود إعترافات حول نشاطه بمقاومة الاحتلال ".
مقابر الاحياء
"انقذوا زوجي من مقابر الأحياء ".. قالت الزوجة أم طه التي إحتضنت أطفالها الأربعة طه 10 سنوات ، سبيل 9سنوات ، والتوأم نادية ومنة 7 سنوات ، لا تتأخر عن زيارة زوجها القابع في سجن "جلبوع "،وتضيف " رغم الممارسات والعقبات ، نحرص على التواصل معه ومتابعته ،وحالته الصحية صعبة وبحاجة لرعاية وعلاج ، أشعر بألم لا تصفه كلمات عندما أشاهده محمولاً على الأكتاف أو على الكرسي عند زيارته "، وتكمل" أطفالي يبكون ويصرخون من هول المنظر ، ونتمنى من مؤسسات حقوق الانسان تبني قضيته والضغط على الاحتلال لإطلاق سراحه لنتمكن من علاجه ، فكل لحظة تأخير يدفع ثمنها ، وإذا بقي بمقابر الأحياء حتى إنهاء محكوميته فإنه مهدد بمضاعفات خطيرة ومؤلمة ".
تصميم وتطوير: ماسترويب 2016 |