تلفزيون نابلس
أمير يُقاسم صفاء وجع المرض ويبني معها الأمل
9/22/2017 9:42:00 AM

  

محمود أبو عواد- لا زالت صفاء الحرازين (25 عاما) من سكان حي الشجاعية شرق مدينة غزة، تعيش حلما لم تكن تتخيله في أسعد الليالي التي كانت تمر بها دون أن تكابد اوجاع وآلام الكلى التي تعانيها منذ 6 سنوات.

حلم صفاء الذي تعيشه وتتمنى أن يكتمل قريبا، هو الارتباط بالشاب أمير إبراش (32 عاما) الخريج الجامعي الذي أجبرته الأوضاع الصعبة في قطاع غزة على العمل في احدى شركات النظافة التي تقدم خدمتها لمستشفى الشفاء حيث ترقد صفاء.

ولم يتأخر أمير الذي قهرته ظروف الحياة مرارا وتكرارا في أن يكون سببا في التخفيف عن الآخرين وخاصةً المرضى الذين يعمل على خدمتهم، حتى جمعه القدر بصفاء في قسم غسيل الكلى، ليبدأ هذه المرة رحلة أخرى تحولت فيها حياته وحياتها الى فصل من السعادة والامل رغم المرض الذي لا تكاد أوجاعه تفارقها.

وقال أمير أنه كثيرا ما كان يرى صفاء خلال عملية غسيل الكلى تفكر وتسرح بخيالها بسبب مرضها وهي مكتئبة، وكلما اقتربت منها كنت أطلب منها أن تبتسم من أجل نفسها ومن أجل حياتها وأن لا تفكر بما قدره الله لها، وأن تتحمل آلام المرض وتواجهه بعزيمة ونفس قوية.

وبين أن الحديث تطور بينهما مع مرور الوقت حتى تعارفا على ظروف بعضهما بشكل أكثر حتى فاجأها بأنه مستعد للزواج بها، وتحدث بذلك لوالدتها التي كانت ترافقها الى المستشفى.

واشار إلى أنه عرض الزواج عليها وفقا للطرق التقليدية من خلال والدها، إلا أنها وعائلتها رفضوا أكثر من مرة، فاقترح عليها أن يتبرع لها بكليته فرفضت حتى تقدم مع عائلته بشكل رسمي إلى عائلتها وجدد طرحه بالتبرع بإحدى كليتيه لها.

وأشار إلى أنهما يعيشان في ظروف سعيدة رغم قهر المرض وظروف الحياة، ومسؤوليته عن عائلته المكونة من أربعة أفراد رغم محدودية راتبه الذي يبلغ 730 شيكلا فقط. مبينا أنه لم يجد عملا أفضل يتناسب مع تخصصه الجامعي (تعليم أساسي) او مع دبلوم الفنادق الذي حصل عليه ما اضطره للعمل في قسم النظافة بالمستشفى.

وقال "هي مثل أي بنت، واكتشفت أنها أحسن من كثير من بنات وتتعامل مع مرضها بحكمة وصبر واحتساب رغم قسوته وكثرة تفكيرها به" مشيرا إلى أنهما يجريان فحوصات من أجل التأكد من تطابق الأنسجة لنقل احدى كليتيه لها، مؤكدا استعداده لتحمل المسؤولية عن نفسه وعنها وأن يبنيا سويا مستقبلهما.

من جانبها كتبت صفاء قصة تعارفهما على صفحتها على فيسبوك بلغة امتزج فيها الخوف بالأمل والرجاء، حيث كتبت تقول "تقدم أمير لطلب يدي من عائلتي قبل أسبوعين. نعرفُ بعضنا بحكم عمله في خدمة مرضى قسم الكلى في المستشفى الذي أغسلُ فيه كليتي بشكلٍ شبه يومي. كان يلحظُ عليَّ الخوف، والوجه العابس، والجو الأقرب إلى العزلة في كل مرةٍ أزورُ فيها القسم، لكنه كان يكسرُ حدّة كل شيء باطمئنانه وسؤاله واهتمامه. لم أكن أعلم أنه مُعجبٌ بي إلى هذا الحد. لقد عرض عليَّ الزواج والتبرع لي بكليته وبناء حياةٍ مشتركة. ترددتُ قبل أن أوافق لأني لا أريد أن أكون عبئًا على أحدٍ، لكنه أقنعني وطلب يدي. معه استطعتُ أن أُدرك معنى الحياة أكثر، معنى الأمان والاهتمام الذي أنا بحاجةٍ إليه، نسيرُ حاليًا في إجراءات الفحص والتحاليل، وسأعود لأُكمل دراستي في تخصص اللغة الإنجليزية لأتخرج قريبًا، مُتحمسة لدرجة كبيرة، ومؤمنة أن هناك ما يستحق الحياة".

وبعد محاولات حثيثة بالتواصل معها، قالت صفاء أن وقوف الناس بجانبهما أعطاها الأمل لتكون أكثر قوة، ولتكون بجانب أمير الذي وصفته بأنه "شاب مثقف ولديه طاقة وحب وأمل من الممكن أن يلهمها للتغلب على كل المخاوف التي تحيط بها".

واشارت الى انها رفضت في البداية الزواج بأمير لشعورها بالخوف من المستقبل الذي كان مبهما بالنسبة لها، إلا أنها في النهاية قررت السير معه في طريق بناء المستقبل رغم ظروف الحياة الصعبة التي يمر بها كليهما.

وأضافت وقد بدت سعيدة "لدي شعور قوي بالفرح والرغبة ببدء حياة سعيدة مع أمير، الآن أمتلك طاقة إيجابية كبيرة أريد أن تكون نهايتها سعيدة".

المصدر .. ج- القدس


تصميم وتطوير: ماسترويب 2016
جميع الحقوق محفوظة