علي عبيدات

يتفاجأ المواطنون الفلسطينيون في أزقة البلدة القديمة ومحيطها في مدينة القدس المحتلة، بكتبٍ متروكة على الأدراج ومعلقة على الشبابيك، مزينة بخيوط زاهية، ومركونة بشكل جميل، ومتروك برفقتها رسالة كتب فيها "هذا الكتاب هدية لك اقرأه واتركه بمكانٍ ما هدية لمجهول".

عدد من الكُتب من مختلف الثقافات العالمية وجدت متروكة على شبابيك المنازل والمحال التجارية، من مجهولين إلى مجهولين، والفكرة هي انتشار وتعزيز ثقافة القراءة، ونقل تجربة ما عرف عالمياً بـ "جنيات الكتب" إلى الأرض الفلسطينية المحتلة.

وتقف خلف هذه الحملة الجميلة الفلسطينية سما البرغوثي التي تعمل في مجال طب الأطفال في القدس، أحبت أن تلعب دور جنية الكتب في المدينة بعد أن رأتها على وسائل التواصل الاجتماعي، فقررت إخراج الكتب من المكتبة ومشاركة الناس فيها.

وقالت البرغوثي: "إن وظيفة جنية الكتب هي مشاركة كتبها لشخص آخر يمكن أن يكون في أي مكان ويمكن أن يكون أي شخص تعرفه، اختار بعض الكتب المهمة والتي قرأتها أكثر من مره واربط عليها شريط ملون وارفق رسالة للقارئ بأن: هذا الكتاب هدية اقرأه واستمتع به وأرسله لغيرك، وانشرها بشكل عشوائي مرئي للمارة".

وأضافت "فكرة جنيات الكتب هي فكرة دولية يقوم من خلالها نشطاء مثقفين بتبادل كتبهم بالمدينة أو حول العالم لتشرك أي شخص بالإثارة وشغف القراءة، ونشر الوعي عن أهمية الكتاب في هذا العصر واهمية القراءة للنهوض بمستوى ثقافي أعلى".

ولفتت البرغوثي إلى أن الحملة أطلقت في مارس (آذار) 2017 لتبادل الكتب في جميع أنحاء العالم، ويشترك بها حالياً أكثر من 5000 شخص تبادل الكتب في 100 دولة، ولقيت الفكرة في القدس إقبالاً كبيرة في فترة قصيرة تبادل خلالها العشرات عشرات الكتب.