المستشفى الوطني في نابلس، حملَ صفة وطنٍ بأكمله، فكل حجرٍ فيه يشهدُ على تاريخ طويل من الخدمة الصحيَّة المُقدَّمة للمواطنين في فلسطين، أسسه الطبيب نور الدين الكريدي عام 1888 وأداره لمدة 17 عاماً، حيث جاء من تركيا وعالج الفلسطينيين، ومات على أرضهم، ودفن في ضريح يتوسط المستشفى.

كلُّ حجر في المستشفى وكل قوس ونقش وكتابة تدلُّ على التاريخ الطويل من الخدمات الطبيَّة التي قدّمها المستشفى لسكان نابلس والمناطق المجاورة.

يتكون المستشفى من عدة مبانٍ، تضمُّ أقسام الباطني للرجال والباطني للنساء وقسم العناية المكثّفة وقسم الأورام وقسم أمراض الدم ( الثلاسيميا) وقسم العيادات الخارجية وقسم العناية النهارية وقسم الأشعّة والمختبر وقسم غسيل الكلى ومستودع الأدوية ومستودع اللوازم والمستهلكات الطبيّة وقسم الإعاشة والتدبير المنزلي والصيدلية والعلاج الطبيعي، وتضمَّ هذه الأقسام 106 أَسرَّة تخدّم نحو مليون مواطن من محافظة نابلس والمحافظات المجاورة.

بلغت نسبة إشغال المستشفى خلال النصف الأول من العام الجاري 89%، حيث كان عدد مراجعي قسم الطوارئ فيه نحو 26 ألفَ مراجع، فيما زار العيادات الخارجية ما يقارب 18 ألفَ مواطن ومواطنة، وأجرى مختبر المستشفى أكثرَ من 330 ألفَ فحصٍ مخبري خلال الفترة نفسها، فيما كان عدد صور الأشعة أكثر من 6 الاف صورة.

وبلغَ عدد مرضى غسيل الكلى الذين زاروا المستشفى خلال الشهور الستة الأولى من العام الجاري 105 مرضى، كما بلغ عدد مرضى الأورام خلال تلك الفترة 2406 مرضى، واستقبل قسم أمراض الدم (الثلاسيميا) 1560 مريضاً.

وشهد المستشفى منذ نحو عام العديد من الإنجازات والتطويرات على كافة الأصعدة، حيث تم إعادة ترميم وتأهيل قسم العناية المكثفة، وافتتاح قسم جديد للطوارئ، وإعادة تأهيل مستودع اللوازم وإجراء صيانة لعدد من الأقسام فيه، كما بدأ المستشفى بتطبيق نظام المعلومات المحوسب في كافة تعاملات المرضى.

وقال وزير الصحّة د. جواد عوّاد: "إن المستشفى الوطني بنابلس يعدُّ من أقدم المشافي في فلسطين، حيث يدلُّ على تاريخٍ عريق من الخدمات الطبية التي تفتخر بها فلسطين".

وأضاف إن الوزارة تعمل على ترميم مباني المستشفى خلال الفترة القريبة القادمة، بتبرّع من مؤسسة TIKA التركيَّة بمبلغ 4 مليون دولار.

وأشاد الوزير عواد بالدور الكبير الذي يوليه الرئيس محمود عبّاس ورئيس الوزراء د. رامي الحمد الله في دعم وتطوير ومتابعة النظام الصحي في فلسطين وتقديم كلِّ ما يلزم لتحسين جودة الخدمات الصحيَّة المقدَّمة للمواطنين، مؤكداً على سياسة الوزارة في سعيها المتواصل لتوطين العلاج في الوطن.

من جهته، أكد مدير المستشفى د. عبد الخطيب على سعي المستشفى الدائم لتقديم العلاج الأمثل للمواطنين، من خلال توفير خدمة صحيَّة مُثلى في الوقت المناسب، كما أشاد بدور كافة العاملين في المستشفى.

وأضاف الخطيب أن التاريخ الطويل الذي قدّم فيه المستشفى وكافة الكوادر الطبية التي عملت فيه خلال 130 عاماً، يوّكد على أن فلسطين كانت وما زالت مركزاً مميزاً للعلاج، وأنّها تُنافس دول الجوار من حيث جودة الخدمات وتوفيرها لكافة المواطنين.

المصدر القدس دوت كوم