تلفزيون نابلس
في ذكرى ميلادها.. هدى سلطان.. ست الحسن التي تبرأ منها محمد فوزي
8/16/2017 10:31:00 PM

 فنانة بألف وجه، عصفورة كالحرباء التي يتغير لونها فتارة الرومانسية الحالمة وأخرى سيدة الإغراء، وثالثة الغجرية والأم ، بصوتها الجميل غردت في سماء النجومية ، موهبتها الفنية توجتها سلطانة على عرش الغناء والتمثيل..إنها الفنانة هدى سلطان التي تحل اليوم ذكرى ميلادها.

“بهيجة حسن عبدالعال الحو”، ولدت في 15 أغسطس 1925، في قرية كفر أبوجندي، التابعة لمركز قطور بمحافظة الغربية، وهي شقيقة الفنان محمد فوزي. بالرغم أن دخول شقيقها محمد فوزي للفن كان أمرا صعبا وشاقا، إلا أنه هو من زرع داخلها حبها للفن.

غنت لأول مرة أمام الجمهور عام 1937 في إحدى حفلات المدرسة التي أقيمت على مسرح البلدية في طنطا، بأغنية لأم كلثوم،ومنذ ذلك الوقت ظل يروادها حلم النجومية. بدأت حبها للغناء يسيطر عليها وعندما علمت أسرتها قررت تزويجها وهي لا تزال في عمر 14 عاما، وأنجبت ابنتها الكبرى نبيلة، لكنها انفصلت عن زوجها، بسبب رغبتها في احتراف الفن

 

بدأت مشوارها الغنائي في القاهرة، ورغم معارضة أهلها، دعمها شقيقها، فمارست الغناء في حفلات أعياد الميلاد والخطوبة والزواج في محيط محدود، وزادت دائرة علاقاتها ودرست على يد الملحن أحمد عبد القادر الذي وصل بها فيما بعد للاعتماد كمطربة في الإذاعة، وسمعها الموسيقار رياض السنباطي فتنبأ لها بمستقبل باهر في عالم الغناء وأبدى استعداه للتلحين لها.

في عام 1950، وقعت عين المنتج جبرائيل نحاس عليها، وأعجب بموهبتها، وأقنعها أنها ممثلة سينمائية ذات وجه فريد وجميل، وعرض عليها أن تعمل في فيلم “ست الحسن” للمخرج نيازي مصطفى، وعرض عليها عقد احتكار لـ3 أفلام دفعة واحدة، لتوافق على الفور.

دخولها التمثيل لم يمرر مرور الكرام، فهددتها أسرتها بالقتل، وذهب محمد فوزي إلى المنتج جبرائيل نحاس، صاحب أستوديو «نحاس» للتصوير السينمائي، وطلب منه فسخ العقد ولكنه رفض، ليتبرأ شقيقها منها. ورغم تعدد زيجاتها، إلا أن أبرز قصص الحب التي عاشتها كانت مع فريد شوقي، فشاركها أول بطولة لها في فيلم “حكم القوي”، الذي شهد بداية تعارفهم، وانتهى بزواجهم في أخر يوم تصوير.

قدمت مع فريد شوقي خلال فترة زواجهما أكثر من عشرين فيلما حيث شكلا ثنائيا متميزا في السينما المصرية جذب جمهورا كبيرا من عامة الشعب، وهي الشعبية التي دفعت النقاد والجمهور لاطلاق لقب «ملك الترسو» على الراحل فريد شوقي.

تقول ابنتها ناهد أن والدتها هدى سلطان هي الوتد العائلة فهي كانت حازمة وفريد شوقي كان يخاف منا. ظهرت هدى على الشاشة بأدوار كالزوجة الثانية في فيلم “الشيخ حسن»” و الضريرة في فيلم «بورسعيد»، والعاشقة الرومانسية في فيلم «المجد»، إلى أن أخرجها المخرج عزالدين ذوالفقار من هذه النمطية عام 1958 في فيلم «امرأة في الطريق» الذي غير مسارها السينمائي بشكل كامل، حيث جسدت في هذا الفيلم شخصية «لواحظ» امرأة غجرية طاغية الأنوثة، تستخدم جميع أسلحتها الأنثوية للإيقاع بالرجال في حبائلها.

هذا الدور جعل المخرجين يحصرونها في أدوار الإغراء والتي برعت في تقديمه بدون عري فاضح ومكشوف، ولكنها بعد فترة قررت أن تختفي 4 سنوات ثم عادت لتقف أمام طليقها فريد شقي في “العائلة الكريمة”، 1964، بعدها انفصلت عنه. قررت هدى تغيير جلدها بتقديم دور الأم وكانت البداية في مسلسل “أرابيسك”، وفاطمة تعلبة الأم القوية التي تدير العائلة في “الوتد”، والأم القوية في فيلم “بيت بلا حنان”.

تعد هدى الفنانة الأولى التي ترتدي الحجاب في هدوء وتكمل مشوارها مع الفن ووعن ارتدائها الحجاب، أوضحت في أحد حوارتها الصحفية “كنت أؤدي العمرة وأعود أخلع غطاء رأسي وفي إحدى السنوات عدت من العمرة وخرجت للشارع وشعري مكشوف، فوجدت نفسي أشعر كأني عارية، فعدت لبيتي لألبس الحجاب ولا أخلعه أبدًا، لقد كنت أعرف أنه فرض لكنني كنت مخطئة وأستغفر الله”. توفيت هدى في 5 يونيو 2006، عن عمر ناهز 81 عامًا .


تصميم وتطوير: ماسترويب 2016
جميع الحقوق محفوظة