تلفزيون نابلس
"ضرب والدته" وحرم شقيقه من الطعام.. وفي النهاية قتله
8/12/2017 11:58:00 PM

 

اعتقدت الأم وطفلاها أنه بمجرد عودة «محمد.ر» نجلها من زوجها الأول للعيش والإقامة معهم سيتغير كل شيء، وأنها ستنال قسطًا من الراحة بعد ما عانته على مدار السنوات الماضية، وأن نجلها سيحتل منزلة أبيهم خاصة أنه يكبرهم بسنوات، ولكن لم تتوقع يوما بأنه سيكون السبب وراء حرمانها من نجلها الصغير الذي لم يرتكب ذنبا سوى أن له شقيقا مجرما تجرد من كل مشاعر الإنسانية والرحمة، وعذبه حتى لقي مصرعه.

«البوابة» انتقلت إلى مساكن عثمان بمنطقة أكتوبر في القاهرة لمعرفة ما حدث مع الطفل «علاء»، وكيف فقد حياته على يد شقيقه الأكبر، قال «محمد. ا»، أحد جيران المجني عليه بالمنطقة: «المتهم حضر منذ فترة إلى المنطقة للعيش مع زوجة أبيه وأشقائه، ومنذ لحظة وجوده، وقد أصبح معروفا بالمنطقة من كثرة المشاكل والشغب مع الآخرين، ودائما ما كان يتعدى بالضرب المبرح على أشقائه حتى والدته كان لها نصيب من ذلك، ففي الكثير من الأوقات كنا نسمع أصوات استغاثاتهم، فنسرع نحوهم لمساعدتهم وإنقاذهم من بين يديه، لم يفكر وللحظة بأن أشقاءه صغار، ونصحناه كثيرًا، ولكن تقول لمين أهو ربنا ريحهم منه».

وعلى بعد أمتار قليلة، يوجد المسكن الذى شهد ساعات التعذيب والتعدي على المجني عليه «علاء-٥ سنوات» وشقيقه «عمر» الذي يكبره بأعوام، صعدنا إلى الطابق الذي كانت تقطن فيه الأسرة، لم نجد أحدا هناك سوى جارتهم «أم عبد الرحمن» التي بدأت تروي تفاصيل كثيرة عن الواقعة، قالت: «منذ عدة سنوات حضرت الأم بصحبة زوجها الثاني والد المجني عليه وشقيقه، لتقيم بمنطقة أكتوبر، كانت تخرج كل يوم للبحث عن لقمة عيش من بيع المناديل في إشارات المرور، وشاءت الأقدار أن تنفصل عن زوجها للمرة الثانية بسبب بعض الخلافات، وقد ترك لها المنزل وغادر، وبعد أشهر شاهدنا لديها المتهم «محمد»، تعجب أهالي المنطقة منه، ولكن سرعان ما أخبرتهم بأنه نجلها من زوجها الأول الذي انفصلت عنه منذ ما يقرب من ١٢ عامًا».

وتكمل الجارة: «علمت منها أنها تركت له «محمد» ولم تعلم عنه شيئًا حتى لحظة حضوره، ووقتها أخبرها بأن والده تزوج من أخرى وطرده خارج المنزل بعدما اعتاد تعذيبه وجلده على ظهره بالخرطوم، فأخذ يجوب الشوارع حتى قادته قدماه إلى دار أيتام ورعاية أحداث بالإسكندرية، وقضى بها ما يزيد على ١٠ سنوات، وعندما وصل إلى عامه السادس عشر استخرجت الدار له بطاقة الرقم القومي، وأخبرهم باسمه الكامل، وقرر العودة والبحث عن أسرته، فعاد إلى منزل والده، وعلم أنه توفى، فبحث عنهم حتى عثر عليهم، وقد فرحت كثيرًا بحضوره واعتقدت بأنه جاء للعيش معها وتعويضها عما سبق، ولكن حدث ما لم تتوقعه، وزادت الأعباء عليها، رغم عمل المتهم في ورشة كاوتش سيارات، كان يأخذ منها المال فى بعض الأحيان على خلاف رغبتها، وإذا رفضت يتعامل معها بطريقة سيئة، ويتعدى على أشقائه بالضرب المبرح، وخاصة شقيقة الأصغر «علاء» المجنى عليه الذى نال الكثير من العذاب، بحكم أنها كانت تتركه معه، وتذهب لعملها، وكان المتهم يستغل هذه الفرصة ليعطي أشقاءه علقة موت، وعندما كنا نتدخل يقول لنا: محدش ليه دعوة، أنا راجل البيت وبربيه».

والتقطت «حنان.م» الجارة التي تسكن أعلى شقة أسرة المجني عليه، طرف الحديث، قائلة: «في ذات يوم وقبل الواقعة وجدت «علاء» يطرق باب شقتي، فتحت له فوجدته في حالة صعبة، تظهر عليه علامات الخوف، أدخلته ومكث مع نجلي الصغير، جلست بجواره أسأله عما حدث له، قال إن شقيقه «محمد» تعدى عليه بالضرب، وأحرقه بالسجائر، وكشف عن جسده فوجدته مليئًا بجروح وكدمات وحروق في أماكن متفرقة، وقال إنه جعان ويريد طعامًا لأن شقيقه منع عنه الطعام».

تختتم الجارة حديثها قائلة: «محمد كانت طباعه مش كويسة، كان أشقائى يهربون من المنزل، وينامون في الشارع خوفا منه، وعلاء بالنسبة له كان ضحية سهلة، لأنه كان طفلًا ولم يتمكن من الهروب منه، وكنا نسمع صوت صراخه وبكاءه من شدة الضرب، وأكثر من مرة نتدخل لإنقاذه، وكنا نراه يحرقه بالسجائر، كل ده عشان بيطلب منه إنه ينزل يلعب في الشارع والمتهم بيرفض، وآخر مرة نزل من غير ما يقول له، ومحمد اعتبرها إهانة له وأخذه من الشارع، وفضل يضرب فيه ويعذبه، وبعد مرور ١٠ أيام بدأت حالة «علاء تتدهور» .


تصميم وتطوير: ماسترويب 2016
جميع الحقوق محفوظة