تلفزيون نابلس
قصة أشهر شخصية قدمها الفنان الراحل عبدالحسين عبدالرضا
8/12/2017 7:30:00 PM

 قدم النجم الراحلعبد الحسين عبد الرضا عددا كبيرا من الشخصيات في مشواره الذي بدأ مطلع الستينات الميلادية، ومن أشهر الشخصيات التي قدمها في تاريخه الكبير وخلدت لدى الجمهور شخصية "حسين بن عاقول" في مسلسل "درب الزلق" إنتاج عام 1977، وحظي بشهرة واسعة على الشاشات العربية.

في هذه الشخصية قدم النجم الراحل نفسه كشاب باحث عن الثراء يطرق أبواباً كثيرة بداية من تجارة الأحذية التي فشلت، ثم الاتجاه إلى تجارة لحوم الكلاب قبل أن يتحول إلى محامٍ، وبعد إصابته بانهيار عصبي نتيجة زواج أمه يسافر الى القاهرة وهناك يتعرض لمحاولة إقناع من محتال بشراء الأهرامات ونقلها إلى الكويت  لتنشيط السياحة ومن بعدها يقوم بشراء مصنع للكبريت، وفي آخر المسلسل يقوم بحرقه لأخذ التأمين إلا أن حيلته انكشفت فيقدم على الانتحار، ويجد التفافاً حوله من العائلة، وينتهي بـ"حسينوه" الحال إلى العودة للعمل في دكان خاله "قحطة" الذي يبيع "النعل" – مسمى محلي للأحذية - وأدى دور الخال علي المفيدي باقتدار.

 

في هذا المسلسل الذي جمع سعد الفرج وخالد النفيسي وعلي المفيدي وعبدالعزيز النمش، وطد النجم حسين عبدالرضا علاقته بالناس من خلال شخصية "حسينوه"، وكانت هذه الشخصية لديها سحرها من خلال انفعالاتها وحركاتها الجسدية وطريقة اللبس و"الأفيهات" التي يرميها لها تأثير كبير على متابعي تلك المرحلة حينما عاصروا "حسينوه" وإحباطاته بترقب وحذر، وعكس العمل جزءا من اهتمامات الناس في تلك الفترة التي شهدت طفرة اقتصادية في الخليج ونهضة صعود في مختلف المجالات، حتى على مستوى النكتة الشعبية كان التهكم بـ"حسين بن عاقول" مصير كل تاجر تجبره الظروف على الانسحاب أو تغيير تجارته، وهذا جزء من التأثير.

"درب الزلق" الذي كتبه عبدالأمير التركي أعقبته تجارب درامية مشابهة (بعضها فشل) كانت فيه كل شخصية مرسومة بعناية خاصة ولها خطها الذي تسير فيه، والعمل الذي تم تصوير مشاهده داخلياً في استوديو لا يتجاوز 150 متراً له هويته المحلية الخاصة وجمع نخبة من كبار النجوم في الدراما الكويتية، وبالنسبة إلى النجم الراحل فإن المهتمين بتفاصيل أدواره يعرفون أنه لا يحرص كثيراً على تغيير سمات الشخصية من الخارج كثيراً ولا يهتم بذلك، فـ"أبو ردح" في مسلسل "قاصد خير" بنفس هيئة "أبو حابس" في مسلسل "سوق المقاصيص"، وقس على ذلك في أغلب أعماله، وتكمن قوة الشخصية لديه من الداخل، وهي قوة الأداء والكاريزما التي تجعل المشاهد يغوص معه في تفاصيله الجديدة بتناغم دون الربط أو التوقف عند "ستايل" لبس الغترة ولون الدشداشة، إضافة إلى أن أحد أسرار النجم الكبير أنه لا يتكلف الأداء، فهو تلقائي حاضر البديهة وقادر على صنع النكتة الظرفية والإسقاط على الواقع دون ضجيج.


تصميم وتطوير: ماسترويب 2016
جميع الحقوق محفوظة