تلفزيون نابلس
انتصار المقدسيين ضربةٌ موجعة تنسف رواية العاصمة الموحدة
7/28/2017 12:45:00 PM

 يُجمع المحلّلون على أن ما حققه المقدسيون على مدار أسبوعين كاملين في مدينتهم، يشكل انتصاراً للإرادة الشعبية في وجه كل الإجراءات التي اتخذتها دولة الاحتلال مؤخراً في الحرم القدسي الشريف، ومحاولتها تغيير الوضع التاريخي القائم هناك.

وقال المحلل السياسي، أكرم عطا الله إن "الجمهور الفلسطيني في القدس وجه ضربة في العمق لإسرائيل، التي تدّعي يومياً أن القدس عاصمتها الموحدة، رغم أن هذه المدينة لم تعرف الاستقرار يوماً، وهذا ما يؤكد أن القدس مدينة محتلة، وهو أمر يقلق إسرائيل بشدة".

ولفت عطا الله إلى "أن تراجع إسرائيل عن إجراءاتها الأخيرة، لا يُنهي الصراع في الحرم القدسي الشريف، بل يجنب التصعيد مؤقتاً، لكنّ ذلك لا يلغي إمكانية أن يهبّ الفلسطينيون في وجه المحتل إذا ما وصلت الأمور إلى ذروتها، لأنهم يعتبرون القدس عاصمة دولتهم".

وأكد عطا الله أن ما حدث في القدس على أهميته، ليس حاسماً في مفاوضات الحل النهائي، مشيراً إلى أن ذلك حل حزئي لمرحلة معينة، ويساعد الفلسطينيين على تثبيت ملف القدس في المفاوضات النهائية، معتبراً أن ما تم في المدينة هو إشارة للإسرائيليين أن قضايا الحل النهائي ومنها القدس، أهم من القضايا الفرعية في الصراع.

بدوره اعتبر أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر بغزة، مخيمر أبو سعدة أن "تراجع الاحتلال عن كل إجراءاته في القدس هو سابقة تاريخية، مرجعاً السبب في ذلك إلى هبّة المقدسيين ومرابطتهم في محيط الأقصى خلال الأسبوعين الماضيين".

وبيّن أبو سعدة أن تخوف سلطات الاحتلال من تكرار ما حدث في القدس يوم الجمعة الماضي، حين فقدت الشرطة الإسرائيلية سيطرتها على المدينة هو سبب آخر، دفع حكومة نتيناهو للتراجع والانسحاب.

ولفت أستاذ العلوم السياسية إلى أن الدعم العربي الشعبي والرسمي، وقرار الرئيس محمود عباس، وقف الاتصالات مع إسرائيل ما لم تتراجع عن إجراءاتها في القدس، دفعا أجهزة الأمن الإسرائيلية وعلى رأسها الشاباك لرفع تقارير إلى الكابينت، تحذر فيها من خطورة الأوضاع في المدينة المقدسة والأراضي الفلسطينية، وأن الأمور قد تنزلق إلى ما هو أخطر من ذلك بكثير.

ورغم توقف المفاوضات بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل منذ عام 2014، أكد أبو سعدة أن ما حدث خلال الأسبوعين الأخيرين هو رسالة لإسرائيل أن القدس والمسجد الأقصى خط أحمر لا يمكن تجاوزه في أي مفاوضات قادمة. مشيراً إلى أن إسرائيل لن تجرؤ على تكرار ما فعلته في الأقصى، وستفكر ملياً في المستقبل في فرض أي إجراءات من شأنها أن تغير الوضع التاريخي القائم في الحرم القدسي الشريف.

في غضون ذلك، أشار أستاذ الإعلام في جامعة بيرزيت، نشأت الأقطش، إلى أن انتصار الفلسطينيين في القدس هو دلالة على "أن الشعوب إذا أصرت على تحقيق أهدافها، فسوف تنتصر، وأن الشعوب لا تهزم".

وذهب الأقطش إلى أبعد من ذلك، عندما اعتبر أن ما حدث في القدس "عرّى الأنظمة العربية التي تآمرت على المدينة المقدسة وأهلها"، قائلا إنها "ستسقط قريبا بفعل الربيع العربي الذي سيعود هذه المرة بقوة، بعدما أعادت هبّة القدس والمسجد الأقصى القضية الفلسطينية إلى صدارة الأحداث عند الشعوب العربية، التي قد تعتبر الهبّة دافعاً قوياً لكي تغيّر واقعها السيء".

وشدّد الأقطش على أن استعادة الحقوق الفلسطينية في القدس يكون عبر الصمود على المبادئ، وعدم التفاوض مع إسرائيل، لأن المفاوضات أثبتت عدم جدواها على مدار أكثر من ربع قرن.

من جهته، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير واصل أبو يوسف، إن "الانتصار الذي تحقق في القدس جاء بفضل الصمود والوحدة والمرابطة لأبناء شعبنا في القدس ومختلف المحافظات الفلسطينية، ورفض كل الاجراءات الاحتلالية في المدينة".

وأضاف أبو يوسف" إن الصمود الأسطوري، والتضحيات التي قدمها أبناء شعبنا على مدى الأيام القليلة الماضية، تؤكد على رفضهم لكل ما من شأنه أن يغيّر الوضع التاريخي القائم في الحرم القدسي الشريف".

وحول انعكاس انتصار المقدسيين، على ملف القدس في مفاوضات الحل النهائي، أكد أبو يوسف أن "ذلك يفتح الأبواب أمام إنهاء الاحتلال على كل أراضي عام 1967، ويؤكّد بما لا يدع مجالاً للشك أن القدس ستبقى العاصمة الأبدية لدولة فلسطين".

وأشار أبو يوسف إلى أن الانتصار في القدس يضاعف المسؤولية على المجتمع الدولي لإنهاء الاحتلال على كل الأراضي الفلسطينية، وفقاً لقرارات الأمم المتحدة، ومجلس الأمن، واليونكسو، وكل المنظمات الدولية، التي تطالب إنهاء الاحتلال، وإقامة دولة فلسطين.

 


تصميم وتطوير: ماسترويب 2016
جميع الحقوق محفوظة