قصة نجاح تقودها السيدة الفلسطينية أم محمود وزوجها وابنتيهما في خطوة منهم لإعادة إحياء واحدة من الصناعات التقليدية والتي كانت في الماضي جزءا أساسيا من تراث واقتصاد مدينة نابلس.

فلم تكتف أم محمود بالنظر إلى تاريخ صناعة الصابون النابلسي والتغني بالتراث، بل رأت أن تضع بصمتها فيه باستحداث الصابون النابلسي المصنع بزيت شجر الغار (اللاورا) حاملا فوائد كثيرة.

وبدأت أم محمود داخل بيتها الصغير في نابلس منذ أعوام نسج خيوط حلم كبير راودها عندما سجلت نقلة نوعية في تاريخ صناعة الصابون النابلسي بإضافة الزيت المستخلص من أوراق شجر الغار (اللاورا) - كمكون أساس له بالدرجة الأولى ومواد طبيعية منها زيت الزيتون - على الصابون التقليدي.

وخصصت معملا في منزلها لتصنيع الصابون النابلسي المعدل لتواجه تكاليف الحياة وأيضا رغبة منها في المحافظة على هذه الصناعة التي قاربت على الاندثار..فبعد أن كان هناك عشرات المصانع في نابلس لم يبق إلا ثلاثة مصانع فقط ( والتي يطلق عليها صبانات) ليصبح "صابون هواش البلدي النابلسي" - الذي سمته على اسم العائلة - علامة تجارية يبحث عنه الزبائن بالاسم.

وعن كيفية التصنيع قالت السيدة أم محمود - لمراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط - أستخدم مستخلص أوراق الغار وزيت الزيتون مع الصودا الكاوية والماء والملح وأقوم بالتقليب بشكل يدوي إلى أن تصبح عجينا مختلطا ثم تحتاج إلى 24 ساعة حتى تيبس وتصبح صابونة..ثم تأتي مرحلة تقطيع الصابون بمقاس معين ونقوم بتنشيفها نهائيا والذي يستغرق قرابة الشهرين ثم تغليفها".

وأدخلت أم محمود أفكارا جديدة على الصابون النابلسي لنجد صابونا نابلسيا بالنعناع وأيضا البابونج ولكل منهما استخداماته وفوائده المختلفة، إلا أن صابون الغار هو الأفضل بفضل فوائده للبشرة، والتي تساعد على إزالة حب الشباب وعلاج الصدفية وتفتيح مسامات الجلد وتبييض الأماكن الداكنة.

وقال زوجها عماد هواش" فحصنا المنتج في جامعة النجاح في مدينة نابلس في قسم السموم وأثبت نجاحه وحصل على نسبة 0.16 وهي أفضل نسبة للصابون، كما قمت بتسجيله في وزارة الاقتصاد بإدارة حقوق الملكية الفكرية وأخذت شهادات".

فيما قالت الابنة رزان عماد هواش "شاركنا بمنتجاتنا في عدة معارض في فلسطين في أكثر من محافظة، والشهر المقبل سنشارك في معرض في الأردن، ونتطلع إلى المزيد من الانتشار في الوطن العربي خاصة مع رخص أسعار منتجاتنا وكفاءتها العالية بشهادة زبائننا".