تلفزيون نابلس
الشاعر محمد ضمرة.. "ممرات أمل" تؤرخ سيرة ثورة في سيرته
5/7/2017 9:38:00 PM

 بلال غيث كسواني

محمد ضمرة شاعر فلسطيني معاصر عاش في القرية والمدينة والمخيم والبادية، وعايش حقبات مختلفة من مراحل الثورة الفلسطينية منذ ميلاده في العام 1947 حتى يومنا هذا،

ضمرة أصدر 10 دواوين وكتب آخرها قبل شهر فقط وهو كتابه "ممرات الأمل"، ويتضمن هذا الكتاب رواية وسيرة ذاتية له وهي سيرة ذاتية غير منفصلة عن السيرة الذاتية للشعب الفلسطيني وعن معاناته من العام 1950 لغاية 1970، حيث قسم تلك السيرة إلى أجزاء سيكون الجزء الثاني في العقود التي تلي عقد السبعينيات.

وتتميز تجربة الشاعر ضمرة باكتمال الأدوات الفنية، اضافة الى هدوء صاحبها اللافت وابتعاده عن الضجيج والادعاء الذي احاط بالكثير من التجارب الشعرية التي جايلته وانكرت عليه مكانته الشعرية وتحفيزه لهم على كتابة الشعر منذ العام 1968 الى الآن مكتفيا بما قدمه، ومصرا على عدم تسويق نفسه او إثارة الاسئلة من حوله، خصوصا وانه يمقت اثارة الزوابع واستجداء الانتباه لما يكتب من شعر للكبار وللصغار ايضا.

عن الأحداث التي مرت في كتابه "ممرات الأمل"، يقول إن بعضها أحداث سمعية سمعها من كبار السن في قريته كفر عين شمال رام الله وأراد أن يوثقها حتى ينقل للأجيال، والأحداث الأخرى التي تضمنها الكتاب هي أحداث شاهدها ولم يكن فاعلا فيها وتأثر فيها سلبا وأو إيجابا، والأحداث الثالثة هي التي أثرت فيها.

 

ويتناول ضمرة في "ممرات الأمل" أربعة مواقع عاش فيها الشعب الفلسطيني خلال تلك الحقبة، فقد عشت في المدينة بمختلف أنوائها وعشت في القرى والمخيم، وقد تناولت الحياة للشعب الفلسطيني بمختلف مراحلها فأنا من مواليد العام 1947.

وقال إن الروايات التي عرضها في كتابه، جمع جلها من دكان والده الذي كان يتحول لصالون سياسي واجتماعي، كنت استمع فيه لكيفية حياة شعبنا للحكم التركي وبعدها

الثورات ضد الاحتلال البريطاني ثم العصابات الصهيونية ودولة الاحتلال، وحاولت ربط تلك الأحداث بما شادته فيما بعد.

وشدد الكاتب ضمرة على أنه عاش مراحل تعليمية مختلفة، حيث عايش مرحلة الكتاتيب على يد الشيخ نمر الرفاعي وثم المدرسة والمرحلة ما بعد الثانوية في معهد حوارة، ثم المرحلة الجامعية في بيروت وهذا أثر في تجربته الشعرية و الأدبية، وقد صقلت هذه التجارب المختلفة موهبته.

وجاءت فقرات الكتاب على شكل رواية تضمن سيرة لشخصيات واقعية وحقيقية لأحداث حقيقية، والأحداث الموجدة والزمن موجود، وبعض الأجيال ستفاجئ بما يوجد في الكتاب إذ يوجد الكثير من الاحداث التي لم يجري تغطيتها ونقلها بشكل دقيق.

ويقول الشاعر إنه يصور آلام ومعاناة شعبه الفلسطيني ويدفع شعبه ليمسك زمام المبادرة ليسير نحو الخلاص من الاحتلال، فالشعر ليس للشعر، والأدب ليس للأدب فقط، فالشعر ليس توصيفا أو تصويرا، فليست مهم’ الشاعر هو تسجيل الحدث كما هو بل أن الشاعر يرى الحدث ويتفاعل معه ويكتب ما دار في خلده أو في ذهنه من انفعالات خاصة، فالشعر ليس تاريخا او تأريخا، فالشاعر هو دافع ومحرك للأمة يضيء لهم الطريق وينير لهم المشهد.

ويوضح الشاعر ضمرة أن كل ما مر به شعبنا من ثورات وويلات كان لها تأثيرا قويا عليه وتأطير موهبته الشعرية، فقد تعرض للنزوح في العام 1967 وهذا مذكور في الكتاب لكنني في نفس العام عدت إلى أرض الوطن وكانت تجربة خطيرة دفعتنا لكتابة الشعر عن ما يتعرض له شعبنا في ذلك الوقت.

 

وفي تقيمه للوضع الأدبي في فلسطين والوطن العربي قال إن يوجد تخبط في كتابة الشعر والأدب ونلاحظ ظهور أشباه شعراء يقومون بكتابة ما هب ودب من الكتابات التي لا تضيف شيئا للمجتمع ولا تسهم في تطويره ولا تقوم بالدور المطلوب من الشعر، وهذا انعكس سلبا على كتابة الشعر والرواية والقصة القصيرة، خصوصا مع ظهور قصيدة النثر التي لا تميز الموهبة عن غيرها.

ويستذكر ضمرة عودته إلى فلسطين في العام 1996 مع قدوم السلطة الوطنية لرام الله، وكتابته ديوانا شعريا تحت عنوان "كأنه فرحي"، أظهر فيه فرحه بالعودة إلى أرض

الوطن بعد عقود من الغياب، ولكنها فرحة ليست كاملة لأن الاحتلال لا يزال جاثما على ارض فلسطين.

والشاعر محمد ضمرة عضو رابطة الكتاب الأردني وعضو اتحاد الكتاب العرب وله أكثر من 10 دواوين، وعمل لسنوات طويلة في وزارة التربية والتعليم الأردنية. وبدأ الشاعر كتابة الشعر ثم أصبح له وجهة نظر نقدية في الشعر والنقد.

المصدر وفا


تصميم وتطوير: ماسترويب 2016
جميع الحقوق محفوظة