قد يضطر الطبيب في بعض الحالات لإجراء عملية الإجهاض للمرأة الحامل بالاتفاق معها ومع زوجها في ظروف استثنائية منها الخوف من تعقيدات طبية محتملة قد يسببها الاحتفاظ بالجنين.

للاجهاض الطبي طرق عديدة وسنتعرف في هذا المقال على احداها وهي حبوب الاجهاض.

ماهي حبوب الاجهاض؟

هي عبارة عن حبوب يتم اخذها لانهاء الحمل (اقرا: 4 مشاكل صحية نسائية ممنوع تجاهلها!). وتتكون حبوب الاجهاض من حبتي دواء يتم اخذهما تباعا:

الحبة الاولى او الدواء الاول هو الميفيبريستون (Mifepristone): يتم اخذ هذه الحبة عبر الفم، وتقوم بايقاف عمل هرمون البروجسترون (Progesterone).

الحبة الثانية او الدواء الثاني هو الميسبروستل (Misoprostol): يتم اخذ هذه الحبة عبر المهبل، لتجعل الرحم يتقلص وينقبض، ما يتسبب في حدوث نزيف وانقباضات بعد حوالي ساعتين من تناولها.

متى تستعمل حبوب الإجهاض وكم تستغرق من الوقت؟

يعتمد هذا على عمر الحمل:

في مراحل الحمل المبكرة (عمر الحمل أقل من 9 أسابيع): تأخذ الحامل الحبتين مع فاصل زمني بينهما يتراوح بين 12 - 24 ساعة أو حسب تعليمات الطبيب. ويبدأ بعد ذلك النزيف والانقباضات ليتم إجهاض الجنين خلال 4-5 ساعات.

في مراحل متأخرة من الحمل (عمر الحمل 9-20 أسبوع): تأخذ الحامل الحبة الثانية بعد تناولها للحبة الأولى بفاصل زمني يترواح بين 1-3 أيام، ليتم إجهاض الجنين بعد تناول الحبة الثانية بحوالي 6 ساعات.

في مراحل متأخرة جداً من الحمل (عمر الحمل أكبر من 20 أسبوع): قد تستمر الانقباضات لفترة 12 ساعة، ويتوجب على الحامل التي تجهض في هذه الفترة من الحمل البقاء في المستشفى تحت إشراف الأطباء لمدة ليلة واحدة على الأقل.

عموماً، عند اللجوء لحبوب الإجهاض، يفضل أن يكون عمر الحمل لا يتجاوز 9 أسابيع، أي في مراحل الحمل المبكرة. ولا يتم تناول حبوب الإجهاض إلا بعد استشارة الطبيب المختص الذي سيقوم بالإشراف على المرأة للتأكد من عدم حصول أية مضاعفات صحية.

الطريقة الطبية لتناول حبوب الإجهاض

مهما كانت أسباب اللجوء للإجهاض، إلا أن العملية تبقى مثيرة للقلق والتوتر، لذا على المرأة التي سوف تقدم على القيام بهذه العملية أن تكون على وعي تام بكيفية حدوث العملية ومضاعفاتها وغيرها من الأمور الصحية المتعلقة.

قبل البدء بأخذ حبوب الإجهاض، يجب على المرأة أن تتحدث مع طبيبها وعائلتها لتناقش وضعها والخيارات المتاحة بناء على سجلها الطبي، والحصول على الفحوصات المخبرية اللازمة، والفحوصات الجسدية اللازمة مثل فحص الأمواج فوق الصوتية (Ultrasound).

مراحل الإجهاض باستخدام حبوب الإجهاض

المرحلة الأولى - تناول الحبة الأولى:

يتم إعطاء الحامل حبة الدواء الأولى في عيادة الطبيب، كما يتم إعطاؤها بعض المضادات الحيوية لتأخذها كذلك في هذه المرحلة، وتقوم هذه الحبة بإيقاف عمل هرمون البروجسترون (Progesterone) الذي يؤدي غيابه إلى انهيار بطانة الرحم وبالتالي عدم استمرار الحمل.

المرحلة الثانية - تناول الحبة الثانية:

يقوم الطبيب بإعطاء الحامل الإرشادات اللازمة لأخذ الحبة الثانية والتي تختلف من امرأة لأخرى، ولكن بالعادة يتم تناولها بعد الحبة الأولى بفاصل زمني مقداره 12-24 ساعة. وقد يبدأ النزيف عند المرأة قبل تناول الحبة الثانية، ولكن في معظم الحالات يبدأ النزيف والانقباضات بعد تناول الحبة الثانية. ويستمر النزيف لعدة ساعات، ومن المتوقع أن تجد المرأة في الدم النازف بعض التكتلات أو بقايا الأنسجة. وقد يحصل الإجهاض بعد أخذ الحبة الثانية بعدة ساعات أو عدة أيام، ومن الطبيعي أن تلاحظ المرأة إفرازات معينة (اقرأ: 6 أسباب طبية للإفرازات المهبلية!) ونزيف خفيف لفترة قد تمتد لأسابيع بعد الإجهاض.

المرحلة الثالثة - المتابعة بعد الإجهاض:

عدا أن على المرأة أن تتابع حالتها عن كثب طوال مراحل الإجهاض المختلفة مع الطبيب المختص، عليها كذلك متابعة حالتها مع طبيبها لفترة 1-2 أسبوع بعد الإجهاض، حيث يتم إجراء فحص دم وفحص الأمواج فوق الصوتية (Ultrasound) للتأكد من نجاح عملية الإجهاض، وفي حال فشلها، إما أن يلجأ الطبيب لإعادة العملية باستخدام حبوب الإجهاض أويقوم بعملية طبية مستعجلة حسب وضع الحالة.

ما الذي على المرأة أن تتوقع حدوثه لجسمها أثناء الإجهاض؟

بالإضافة إلى ما ذكر سابقاً من نزيف وانقباضات، يتوقع أن تشعر المرأة بالتالي كذلك:

الدوخة والدوار.

انقباضات قوية.

غثيان وتقيؤ.

الإسهال (شاهد: أغذية تسبب الإسهال!).

آلام مؤقتة في البطن.

الشعور بحمى خفيفة أو قشعريرة.

ومن الممكن التخفيف من هذه الأعراض عبر استخدام المسكنات العادية إلا إذا شعرت المرأة بإحدى الأعراض التالية والتي تستدعي تدخلاً طبياً عاجلاً:

ألم شديد لم تنجح المسكنات في إيقافه.

نزيف شديد يستدعي تبديل الفوط الصحية أكثر من مرتين خلال ساعة واحدة، ووجود كتل حجمها أكبر من حجم حبة الليمون مع الدم النازف.

ارتفاع كبير في درجة حرارة الجسم (أعلى من 38 سلسيوس) بعد الإجهاض بيوم.

إفرازات مهبلية ذات رائحة قوية (شاهد: متى تثير الإفرازات المهبلية القلق؟).

علامات دالة على استمرار الحمل، مثل تورم الثدي والغثيان.

غثيان أو إسهال أو تقيؤ يستمر لأكثر من 24 ساعة.

ما بعد الإجهاض

مشاعر المرأة: قد تشعر المرأة بمشاعر سلبية كثيرة بعد انتهاء العملية، بسبب التغييرات الهرمونية السريعة الحاصلة.

الدورة الشهرية: تعود الدورة إلى طبيعتها بعد حوالي 4-8 أسابيع من عملية الإجهاض.

الجماع ومنع الحمل: ينصح بالابتعاد عن الجماع لفترة أقلها أسبوع بعد عملية الإجهاض، ولأن هناك احتمال كبير لحصول حمل بعد الإجهاض مباشرة، تنصح المرأة بأن تستشير الطبيب حول وسائل منع الحمل المناسبة لحالتها.

الخصوبة وفرص الحمل المستقبلية: غالباً، لا يؤثر الإجهاض على فرص الحمل المستقبلية بل إنه وفي كثير من الحالات يحدث حمل جديداً فوراً بعد عملية الإجهاض.

ولكن وفي حالات قليلة قد يؤثر خاصة عندما تتسبب عملية الإجهاض بعدوى أو التهاب في الرحم ولم تتم معالجته كما يجب، ولكن لهذا يتم إعطاء الحامل مضادات حيوية مع الحبة الأولى للتأكد من عدم حصول هذا السيناريو. ولكن الإجهاض المتكرر قد يتسبب بولادة مبكر (قبل الأسبوع 37 من الحمل) في حالات الحمل المستقبلية.

الرضاعة الطبيعية: سوف يحتوي حليب الأم على القليل من الدواء الأول (Misoprostol)، ووجود الدواء في حليب الرضيع قد يسبب الإسهال للرضيع. لذا، إذا كانت المرأة مرضعة فإن عليها استشارة الطبيب لإيجاد الطريقة المثلى دون إيذاء الرضيع.

رأي الطب في مدى أمان حبوب الإجهاض؟

مثلها مثل الكثير من الأدوية والإجراءات الجراحية، قد تكون لهذه العملية مضاعفات خطيرة في بعض الحالات، مثل:

رد فعل تحسسي لحبوب الإجهاض.

عدم الإجهاض بشكل كلي، وبقاء جزء من الحمل داخل الرحم، وهي حالة تحدث كل 1 من 20 حالة إجهاض.

خثرات دموية في الرحم.

حمل خارج الرحم صعب التشخيص.

نزيف حاد، ويحدث في 1 من كل 1000 حالة إجهاض، وقد تتطلب بعض الحالات الحرجة نقل دم مستعجل.

التهاب في الرحم (ويحدث في 1 من كل 10 حالات إجهاض)، ويتم بالعادة علاجه بالمضادات الحيوية.

الاستمرار في الحمل، ويحدث في 1 من كل 100 حالة إجهاض.

إلحاق ضرر بالغ بالرحم، ويحدث في 1 من كل 100 حالة إجهاض بالحبوب تتم بين أسابيع الحمل 12 -24.

وغالباً فإن خطر الموت من الإجهاض بالحبوب فرصه أقل من فرص الوفاة بعد عملية الولادة الطبيعية.

حالات لا ينصح فيها بحبوب الإجهاض

إذا كان عمر الحمل أكبر من 70 يوماً أو 10 أسابيع.

إذا كانت المرأة لا تستطيع متابعة وضعها الصحي مع الطبيب أو التواصل معه بعد الإجهاض لظرف ما.

في حالة الشك بوجود مشاكل معينة وأمور غير طبيعية في المشيمة.

إصابة المرأة بمشاكل في الغدة الكظرية أو القلب أو الكلية أو الكبد.

استخدام المرأة لأدوية معينة قد تتفاعل بشكل سلبي مع حبوب الإجهاض.

في حال استخدام المرأة لأدوية مميعة للدم.

في حالة وجود لولب، إذ يجب إزالته قبل البدء بحبوب الإجهاض.

مدى فعالية حبوب الإجهاض؟

تعتبر حبوب الإجهاض فعالة بنسبة 90%، وفي حالة لم تسبب حدوث الإجهاض كما هو متوقع أو فشلت في ذلك، من الممكن إعادة المحاولة بعد ثلاثة أيام حسب دراسة أصدرتها منظمة الصحة العالمية. أو من الممكن اللجوء إلى الإجهاض في عيادة.