تلفزيون نابلس
سيري بنا غزّة
8/26/2014 4:39:00 PM

هُو خائنٌ مَن داسَ غزةَ باللسانْ

فالمَجْدُ فيها قد تولَّدَ منذُ أن وُلِدَ الزَّمان

فُرسانُها أبطالُ أنفاقِ الشّهامةِ لم يبيعوا الخَمْرَ يومًا في الدِّنان

أحفادُ مَن ركَع المغولُ لبأسِهِم لن يركعوا

لن يخضعوا

لن يهجعوا إلا على لحنِ الشهادةِ والجِنان

عارٌ على مَن أفرغَ السُّمَّ الثّقيلَ لسانُهُ

عارٌ عليه لباسُهُ وكساؤهُ

عارٌ عليه وجودُهُ في عهدِ مَن حملَ السِّنان

***

ما كُلُّ مَن حملَ الذُّكورَةَ في الهُويّةِ حاملاً وصفَ الرّجولَة

عارٌ عليه ذكورَةٌ نبتت بأحضانِ الرّذيلة

كلُّ البطولةِ في القطاعِ وليسَ فيه سوى البطولة

وغُبارُ أحذيةِ النّشامى صارَ وشمًا للتّحدي

صارَ وشمًا للتّصدّي

للحروب المُستحيلة

ما عاشَ فينا خائنٌ طعنَ القطاعَ بظهرِهِ طَعَناتِ غيلَة

***

يا موطني قد عادَ مَجْدُكَ بالجِهادِ وبالكفاح

في غزّة الشُّهداءِ حاربَ شَعبُنا بأكُفِّهِم من قبلِ ما حملوا السّلاح

ودماؤهم نيشانُ نصرٍ للألى رغم الجراح

سيري بنا يا غزة الأحرارِ مهما جالَ في الأفقِ النُّباح

لا تنثني

لا تحزني

لا صوتَ يعلو فوقَ أصواتِ الرّياح

***

ماذا يضيرُ أبا عُبيدةَ والرّفاق سوى الهزيمة؟

هل يعرفونَ هزيمةً إلا السكوت على الجريمة؟

هل ينثنونَ عن الحقوق؟

هل للدماءِ بهم عقوق؟

أم هكذا ربّاهمُ الضّيفُ الذي أعطى لكل الشعب قيمة؟

كُلّ الخنادقِ والبنادقِ والزُّنود

كلُّ الكتائبِ والسّرايا والمبادئ والعهود

كُلٌّ بميدانِ الوغى جلبَ الجحيمَ على اليهود

وقد رأى العادي جحيمَه

***

من كُلِّ أطيافِ الفصائلِ في القطاعِ مُقاوَمَة

فَتْحٌ وتَوأمُها الجِهاد

وحماسُ والشّعبيّةُ الغرّاءُ بالمرصاد

أيدٍ بأيدٍ عاهدوا وتعاهدوا ألاّ تكونَ على الحقوق مساوَمة

وتعانقوا

وتسابقوا

والكُلُّ يرمي الرّاجمة

يا خائنٌ هلاّ رأيْتَ بأُمِّ عينِكَ ما نراه؟

أم أُمُّ عينِكَ واهمة؟

شعر: د. جهاد شريدة دويكات. بيتا. نابلس. 26-8-2014

 

 


تصميم وتطوير: ماسترويب 2016
جميع الحقوق محفوظة