مجد حلبي
تزدحم الأحداث في ذاكرتي .ترتفع أصوات تدعو إلى الثورة ..أخذت تبحث بين الممرات الضيقة عن فسحة أمل تبعثها للنور مرة أخرى ...وفي منتصف الدرب شعرت بأنها وحيدة ..تصارع أناتها وما من سامع لها أو مجيب ... خفتت كل الأنوار التي أضاءت لها عتمتها في زمن غابر ...بات أملها كفيفا ..تدافعه الآلام كي توقعه في بئر ليس له نهاية ... غريبة تلك المشاعر التي باتت تتدفق فجأة ..مجهولة الهوية والنسب ...طرقت باب القلب ..أوقفها الحراس .. طلبوا منها بطاقة تعريف ...فلم تجب ...ظهر ضوء أحمر .: الزائر خطير ...لم تحدد هويته .... تمالكت المشاعر نفسها .وباتت تتلون كالحرباء ..تتمايل برشاقة وحب ؛ حتى أوقعت الحراس في شباكها ..ودخلت ........ كان الأخضر منتشرا في هذا القلب ...تنمو الأزهار في بعض زواياه ...ينبع فيه نهر من الأحاسيس ..تفيض مياهه في كل زاوية منه فينتعش رقة وجمالا .. توجهت نحو النهر لتسبح فيه ... هي تعلم ما تريد ...خلعت عنها كل ستر ..وألقت بنفسها داخل النهر ...كانت تعلم أن ما تحمله من عذاب وقهر سيذوب داخل المياه وبالتالي .....ستغزو هذا القلب بسهولة .. أنهت رياضتها المفضلة ..جففت نفسها وخرجت ..اتخذت من قمة القلب مكانا لها ..وظلت تراقب ما سيحدث ...مر ألقت ولم يتغير شيء ..ماذا جرى ؟ ماذا حصل ؟ هل هناك من خلل ؟ وفي تلك اللحظة التي شعرت فيها بطعم الهزيمة يتسلل ...لاحظت اصفرار زاوية هناك ..بدأت أزهارها تذبل ..وحتى طيورها يبدو أنها تحمل متاعها لترحل .... لم تستطع المشاعر إخفاء ضحكاتها المتعالية فرحا بالانتصار ....لكن تلك الضحكات أيقظت الحراس ..فانطلقوا بحذر ؛يعدون خطة لتدارك الأمر ...أحضروا ما لديهم من تقوى وأمل ..كان محفوظا في زجاجة داخل أدراج خزانة قديمة ..تسلل احد الحراس وأفرغ محتويات الزجاجة داخل النهر ....ثم عاد كأن شيئا لم يكن ...مرت ساعات وساعات ... تفاجأ سكان القلب بهزة عنيفة تضرب لم يشهدها أحد من قبل ....سُمع صوت ارتطام كبير ..هبوا جميعا لرؤية ما حصل ...وإذ بجسم غريب قد هوى من قمة القلب ..مسخ متلون ...قذر الرائحة .........أضرموا بجسده النار ..ثم تخلصوا من رماده في مياه الصرف الصحي .... وها هي الزهور قد عادت تنمو مرة أخرى ....
تصميم وتطوير: ماسترويب 2016 |