تلفزيون نابلس
من يوميات الانتفاضة الثانية
3/3/2014 10:12:00 PM

وادي النتش

النتش أو البلان شجيرة صغيرة ذات شوك متداخل أثيث، يكثر في جبال فلسطين، وكان يستخدم وقودا لأفران الخبز، وربما اتخذوا منه مكانس لتنظيف الطرقات. وقفت بنا السيارات على بعد 5 كلم من جامعة النجاح الوطنية بنابلس، منعنا الحاجز العسكري الإسرائيلي من التقدم، كان يقطع الطريق جريا على عادته، اضطررنا إلى مسالك جبلية وعرة، كان معي زميلي د. على بركات، أستاذ الرياضيات، ونفر من الطلبة منهم ابني عبد الله، والطالبات وغيرهم من المواطنين، عرضت عليهم أن نختصر الطريق عبر أحد الأودية، فاستجابوا، كنا نحوا من عشرة؛ سرنا بين حجارة وشجيرات شكسة، لا نعرف المكان جيدا، ولكن بالتقدير، أذكر أنني سلكته صغيرا برفقة والدي حين كنا نزور عمي في قوصين،

وبينما نحن نخبط في الأرض إذ اتصل زميلنا د. حكمت هلال؛ أستاذ الكيمياء في الجامعة، يستفسر من د. علي عما إذا كنا قد وصلنا، أم لا، وكيف الطرق، فقال له ما كان، فسأله أين أنتم الآن؟ قال علي: ما أدري، فسألني علي: أين نحن الآن؟ فسبقني لساني إلى جواب فيه نكتة، أحببت أن أُسرّيَ عن من كانوا بصحبتنا، فقلت اختراعا: قل له : نحن في وادي النتش، فتلقفها علي بقبول حسن، وأخبره بذلك، فسأله: وأين وادي النتش هذا؟ فتابعت مازحا: قل له عند وادي الغبيرة (وهي عشبة برية يميل لونها إلى الغُبرة) وهنا لم أتمالك نفسي، وأيقن زميلي أنني أردت بذلك أن أُضحكهم من باب ( إن كبر همك غنّ له)، وصرنا كلما التقينا نتندر بذلك؛ أين أنتم؟ في وادي النتش! حسبوا أن ينالوا من إرادتنا، ولكن هيهات هيهات لما يحسبون. ومضت المسيرة بين الجبال وفي الحزون حتى أفضت بنا إلى الطريق المعبد بين قوصين ونابلس، حيث تابعنا سيرنا إلى بيت إيبا، ومن هناك ركبنا سيارة إلى الجامعة.


تصميم وتطوير: ماسترويب 2016
جميع الحقوق محفوظة