تلفزيون نابلس
مخاوف من أن تكون حرائق المستوطنين دمرت مقام بلال في نابلس
6/9/2013 7:13:00 PM
 

يخشى أهالي محافظة نابلس، من ان تكون نيران ضخمة اضرمها المستوطنون، في "جبل بلال"، شمال شرق المدينة، دمرت احد المقامات الدينية التاريخية في المنطقة.

 واندلعت النيران منذ عصر أمس السبت، من منطقة قريبة من مستوطنة "الون موريه"، المقامة على اراضي قرى عزموط وسالم ودير الحطب، وحملتها الرياح باتجاه "مقام الشيخ بلال" في اعلى الجبل الذي يحمل اسم "جبل بلال"، ومن ثم انتشرت في السفح الجنوبي للجبل المقابل لقرى الباذان والنصارية والعقربانية وبيت حسن، محولة آلاف الدونمات من المراعي الطبيعية الخصبة الى مجرد رماد اسود تذروه الرياح.

وراقب سكان المنطقة النيران الضخمة التي تواصلت، اليوم الاحد، وهي تقترب من "مقام الشيخ بلال" الذي تحيط به عدة اشجار بلوط تمتد اعمارها الى مئات السنوات، دون ان يتمكنوا من فعل شيء، لان المنطقة مغلقة عسكريا من قبل الاحتلال الاسرائيلي منذ عام 1967.

ويعتبر "مقام الشيخ بلال" من الاماكن الدينية والتاريخية في منطقة نابلس، حيث يسود الاعتقاد ان مؤذن الرسول عليه الصلاة والسلام، بلال بن رباح، قد أقام في المكان في فترة ما.

ويرتبط كثيرون بذكريات جميلة في المقام، حيث كان مزارا لسكان المنطقة قبل الاحتلال عام 1967، وكانت تقام فيه الصلوات والنذور والابتهالات الدينية. الا ان الاحتلال منع الفلسطينيين من الوصول اليه، ولا احد يعرف عنه شيئا منذ عشرات السنين.

ويعتبر "جبل بلال" منطقة استراتيجية من الناحية العسكرية، فهو جبل مرتفع يطل على الاغوار الفلسطينية والاردنية برمتها، ومن يسيطر عليه يستطيع التحكم عسكريا بهذه المساحات الغورية الشاسعة.

وبالاضافة الى المصير المجهول للمقام الديني، فقد التهمت النيران اكثر من الفي دونم من المراعي الطبيعية الخصبة في السفح الشمالي للجبل.

وقال المزارع أحمد سليم جوده، بان "النيران التي اشعلها المستوطنون قد ابادت المراعي بالكامل، الامر الذي من شأنه ان يلحق خسائر فادحة بأصحاب الثروة الحيوانية في المنطقة".

واوضح جودة بان اصحاب المواشي يعتمدون على هذه المراعي الطبيعية الخصبة لاطعام مواشيهم طوال العام، ولكنهم سيضطرون الان لشراء الاعلاف باهظة الثمن، داعيا الحكومة الجديدة الى مساعدة المزارعين واصحاب الثروة الحيوانية المتضررين من الحريق.

وفي بيان له، اليوم الاحد، استنكر محافظ نابلس جبرين البكري، "هجمات واعتداءات المستوطنين المتزايدة والمنظمة على المواطنين الفلسطينيين وممتلكاتهم ومقدساتهم في محافظة نابلس".

واشار المحافظ الى ان "المستوطنين اعدموا منذ مطلع الشهر الحالي اكثر من 2500 شجرة زيتون في محافظة نابلس لوحدها، وذلك عن طريق الاقتلاع او الحرق او الرش بالمواد الكيماوية لهذه الاشجار، اضافة الى حرق اكثر من 40 دونما مزروعة بالحبوب.

واوضح ان الضرر الاكبر وقع في قرى عورتا، وبورين، ومادما، وعزموط، ودير الحطب.

وحذر المحافظ من ان "تصاعد اعتداءات عصابات المستوطنين دون رادع من الجهات السياسية والامنية الاسرائيلية، سيدفع الامور، بقصد او من غير قصد، نحو دائرة العنف، لانه من غير المنطقي ان يظل الفلسطينيون في موقف المتفرج، في وقت تطال فيه اعتداءات المستوطنين لقمة عيشهم وتهدد حياتهم بالخطر"، مؤكدا ان لجان "الحراسة الشعبية واهالي القرى التي تتعرض للاعتداءات سيكونوا بالمرصاد لكل من يقترب من املاكهم ومزروعاتهم".


تصميم وتطوير: ماسترويب 2016
جميع الحقوق محفوظة