تلفزيون نابلس
كوكا كولا
الموت يغيّب الممثل والمخرج الفلسطيني القدير محمد بكري
12/24/2025 5:03:00 PM

غيّب الموت، اليوم الأربعاء، الممثّل والمخرج القدير محمد بكري، عن عمر يناهز 72 عاما، وبعد مسيرة فنيّة حافلة بالإنجازات، نقل خلالها معاناة شعبه الفلسطينيّ إلى مختلف أنحاء العالم.

توفي الفنان والمخرج الفلسطيني القدير، في مستشفى نهريا، بعد معاناة مع أمراض القلب، وفق ما أفادت أسرته، وذلك بعد أن تدهور وضعه الصحيّ خلال الأيّام الأخيرة، ليرحل عن عالمنا، اليوم.

ويُعدّ بكري أحد أبرز الأسماء في السينما والمسرح الفلسطيني، إذ ترك بصمة لا تمحى في المشهدين العربي والدولي، عبر عشرات الأعمال التي شارك فيها تمثيلًا وإخراجًا وإنتاجًا.

ولاحقت السلطات الإسرائيلية، الفنان القدير بكري، لسنوات طويلة، أُجبر خلالها على خوض محاكمات عديدة تتعلّق بعمله الفنّي، والقضيّة الفلسطينية، وبخاصّة الملاحظات المطوّلة التي تعرّض لها الممثل القدير بشأن قضية فيلمه "جنين جنين".

وأكّد بكري مرارا، مواصلة مسيرته الفنية، وأنه عازم على نقل الاضطهاد الذي يواجهه الشعب الفلسطيني، ونقل معاناته إلى كلّ العالم، غير آبه بمحاولات إسرائيل طمس الرواية الفلسطينية.

وسبق أن قال في معرض تعقيبه على قرار المحكمة بمنع عرض فيلمه، إنه "غير نادم على شيء، ولو عاد الزمان بي إلى الوراء لكنت سأعيد تصوير الفيلم لفضح الجرائم غير الإنسانية التي ارتكبها جيش الاحتلال في اجتياحه لمخيم جنين البطل".

بكري خلال العرض المسرحي المونودرامي ذائع الصيت، "المتشائل" في مركز خليل السكاكيني، عام 1996

وأضاف بكري أن "محاولة اعتماد المحكمة على إفادات شهود العيان من سكان المخيم الذين تواجدوا في المكان خلال الاجتياح الإسرائيلي للمخيم والاتهام بأنها مفبركة هو بمثابة ذرّ للرماد بالعيون، لأنني كفنان لم أتدخل في مضمون الشهادات أو توجيههم، وهذه هي الحقيقة التي لا يريد الاحتلال سماعها لأنها تفضح جرائمه".

مسيرة فنيّة فارقة وحافلة بالأعمال والإنجازات

ووُلد بكري في قرية البعنة بالجليل، ودرس في مدارسها قبل أن يلتحق بثانوية عكا، وتابع دراسته الجامعية في جامعة تل أبيب عام 1973، حيث تخصص في الأدب العربي والمسرح، وتخرج بعد ثلاث سنوات. تميز بحب كبير للتمثيل والثقافة، وشارك في مشاريع فنية في بلدان عديدة بينها هولندا وبلجيكا وفرنسا وكندا.

الممثل الراحل بكري خلال عرض مسرحية "الموت والعذاء"

في مسرح وسينماتك القصبة

وانطلقت مسيرته المسرحية بعرض "مشهد من الجسر" للكاتب آرثر ميلر، ثم واصل المشاركة في أعمال مسرحية محلية، إلى جانب أعمال سينمائية بارزة مثل "وراء القضبان"، و"حيفا"، و"برايفيت"، و"تحت أقدام النساء". وكان لفيلمه الوثائقي "جنين جنين" تأثير بالغ أثار جدلا واسعًا في الأوساط الإسرائيلية، حتى وصل الأمر إلى منعه وملاحقته قضائيًا.

وعمل بكري مع مسارح عدة، منها "هابيما" في تل أبيب، و"مسرح حيفا"، و"مسرح القصبة" في رام الله. وخلال مسيرته الطويلة، شارك في أكثر من 43 عملًا فنيًا، واعتبر أن الفن هو مساحة لتحرُّر الإنسان، وتعبيره عن قضاياه.

بكري خلال عرض مسرحية "الليل والجبل" في مسرح وسينماتك القصبة

وترك بكري خلفه زوجته ليلى وستة أبناء، من بينهم آدم وزياد وصالح الذين يعملون كذلك في مجال التمثيل، ليواصلوا مسيرة فنية مميزة، لعائلة شكّلت علامة فارقة في المشهد الثقافي الفلسطيني.

محمد بكري وجورج إبراهيم في عرض مسرحية "الموت والعذاء"

في مسرح وسينماتك القصبة

نقلا عن موقع"عرب 48" 


تصميم وتطوير: ماسترويب 2016
جميع الحقوق محفوظة