تستعد فرقة الفنون الشعبية الفلسطينية لتقديم عرضها الجديد "صاحب الطير" يومي السبت والأحد، 6 و7 كانون الأول/ديسمبر 2025، في أمسية فنية تحمل ملامح التراث بروح معاصرة، وتعيد إحياء الذاكرة الجمعية الفلسطينية على الخشبة عبر الرقص والغناء والحكاية.

فرقة تُجسّد الهوية منذ عقود

تُعد فرقة الفنون الشعبية الفلسطينية من أبرز الفرق التراثية التي كرست حضورها في المشهد الثقافي الفلسطيني والعربي منذ تأسيسها. وقدّمت عبر مسيرتها الطويلة عدة عروض تركّز على توثيق الحكاية الشعبية، طقوس الحياة الريفية، الأغاني التراثية، ورموز المقاومة والصمود.

ومن بين أعمالها السابقة التي لاقت حضوراً واسعاً:

• "عالباب" الذي تناول حكايات المدن والبوابات الفلسطينية القديمة.
• "زمن البنادقة" الذي أعاد تقديم مراحل من المقاومة الشعبية عبر الرقص المسرحي.
• "حيفا" الذي روى ذاكرة المدينة المنكوبة عبر سرد بصري غنائي.

تميزت أعمال الفرقة بقدرتها على المزج بين الرقص الشعبي والدبكة والمسرح والموسيقى الحية، وباستخدامها الأسطورة الشعبية كجسر بين الماضي والحاضر.

"صاحب الطير"... رمزية البحث عن الحرية

يأتي عرض "صاحب الطير" كعمل جديد يستند إلى حكاية فلسطينية رمزية، يتخذ فيها الطير رمزاً للحرية والانعتاق، وللقدرة على التحليق فوق الجدران والحواجز.
يركّز العمل على العلاقة بين الإنسان الفلسطيني وأرضه، وبين الحلم الذي يحلّق رغم القيود، مستلهماً من القصص الشعبية أسئلة الهوية والصمود والحنين.

في العرض، تظهر شخصية "صاحب الطير" بوصفها حارس الحكايات، وصوت الذين لم تُسمَع أصواتهم، وحامل الذاكرة التي لا تموت. وتوظّف الفرقة عناصر الحركة الجماعية والدبكة والرقص التعبيري لتقديم قراءة فنية جديدة لمعنى الحرية في ظل واقع الاحتلال.

عمل يعانق الجمهور

تقول مصادر داخل الفرقة إن العمل سيقدَّم بروح احتفالية، لكنه يحمل طبقات من الرمزية تعكس وجدان الفلسطينيين اليوم. وسيشهد العرض مشاركة عدد من الراقصين المحترفين، إضافة إلى موسيقى مستلهمة من الأهازيج التراثية ممزوجة بتوزيع حديث.

تؤكد الفرقة أن "صاحب الطير" ليس مجرد عرض فني، بل رحلة بين الذاكرة والحلم، تحلق بالجمهور نحو فضاء أرحب من مقاومة النسيان وإحياء التراث وتأكيد حضور الهوية الثقافية الفلسطينية على الخشبة.