تلفزيون نابلس
كوكا كولا
هل يقود الذكاء الاصطناعي العالم إلى فقاعة ديون جديدة؟ تحذيرات مالية من انفجار محتمل
12/22/2025 8:34:00 PM

 يشهد الاقتصاد العالمي موجة استثمار غير مسبوقة في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي، تُقدَّر بتريليونات الدولارات، وسط سباق دولي محموم لإعادة تشكيل ملامح المستقبل التقني. غير أن هذه الطفرة، التي باتت تُقارن بفقاعة “الدوت كوم” مطلع الألفية، لم تعد قائمة على السيولة النقدية وحدها، بل أصبحت تعتمد بشكل متزايد على الديون، ما يثير مخاوف جدية بشأن الاستقرار المالي العالمي.

وفي تحذير لافت، دقّ بنك إنجلترا ناقوس الخطر، مشيرًا إلى أن الارتفاع الكبير في تقييمات أسهم شركات الذكاء الاصطناعي، إلى جانب التوسع الواسع في إصدارات ديون الشركات العاملة في هذا القطاع، قد يدفع النظام المالي العالمي إلى نقطة انعطاف خطيرة. ووفق هذه الرؤية، قد يتحول الذكاء الاصطناعي من محرك للنمو الاقتصادي إلى بؤرة أزمة مالية محتملة.

تريليونات على حافة المخاطر

بحسب تقارير دولية، من المتوقع إنفاق نحو 5 تريليونات دولار على تطوير البنية التحتية للذكاء الاصطناعي خلال السنوات الخمس المقبلة. اللافت أن نحو نصف هذا المبلغ مرشح للتمويل الخارجي، وغالبيته عبر أدوات الدين، بعد أن كان الاعتماد سابقًا على التدفقات النقدية المباشرة للشركات العملاقة في مجال الحوسبة السحابية.

ويرى بنك إنجلترا أن هذا التحول في مصادر التمويل يمثل “نقطة انعطاف” حاسمة، محذرًا من أن أي خسائر ائتمانية كبيرة، سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة، قد تنعكس سلبًا على شروط الائتمان عالميًا، وتمتد آثارها إلى اقتصادات كبرى، من بينها المملكة المتحدة.

مؤشرات إنذار مبكرة

استند التحذير إلى مجموعة من المؤشرات، أبرزها الارتفاع الحاد في هوامش عقود مقايضة التخلف عن سداد الائتمان (CDS) لشركة “أوراكل”، التي تُعد من أبرز الشركات المنخرطة في تمويل بنية الذكاء الاصطناعي. فقد قفزت هذه الهوامش من أقل من 40 نقطة أساس إلى نحو 120 نقطة أساس خلال فترة قصيرة، في وقت بقيت فيه هوامش الائتمان لشركات أميركية كبرى أخرى أكثر استقرارًا.

ويُنظر إلى “أوراكل” كمقياس لحجم المخاطر الكامنة في قطاع الذكاء الاصطناعي، لا سيما بعد إصدارها كميات كبيرة من الديون لتمويل توسعها التقني، ما يعزز المخاوف من اتساع دائرة التأثير في حال حدوث تصحيح حاد في السوق.

شبح فقاعة “الدوت كوم

يحذر خبراء الاقتصاد من أن أي تصحيح قوي في أسهم شركات الذكاء الاصطناعي قد لا يبقى محصورًا في أسواق الأسهم، بل قد يمتد مباشرة إلى أسواق الدين العالمية، مهددًا الاستقرار المالي الأوسع. وتشبه هذه المخاوف، إلى حد بعيد، الأجواء التي سبقت انفجار فقاعة “الدوت كوم” في عام 2000، حين أدت المبالغة في التقييمات إلى خسائر واسعة النطاق.

وبينما لا تزال الطفرة الحالية في الذكاء الاصطناعي تحمل فرصًا هائلة للنمو والابتكار، فإن التحذيرات المتزايدة تطرح سؤالًا محوريًا: هل يقف العالم على أعتاب ثورة تقنية مستدامة، أم على حافة فقاعة ديون جديدة قد تعيد رسم خريطة الاقتصاد العالمي بثمن باهظ؟

 


تصميم وتطوير: ماسترويب 2016
جميع الحقوق محفوظة