رغم إعلان إنفيديا عن نتائج مالية قوية ورغم الاستثمارات الضخمة لعمالقة التكنولوجيا السبعة، فإن المخاوف من فقاعة في قطاع الذكاء الاصطناعي ما تزال تضغط على الأسواق الأميركية، التي تتجه نحو أسوأ أداء لها منذ مارس/آذار الماضي.

ويشير محللون إلى عدة أسباب خلف هذه المخاوف، أبرزها الإنفاق الهائل على بناء مراكز البيانات وشراء الرقائق، والذي تجاوز 90 مليار دولار عبر سندات أصدرتها شركات مثل أمازون وغوغل ومايكروسوفت. هذا الإنفاق ممول بالديون بدرجة كبيرة، ما يزيد القلق من "فقاعة تمويلية" داخل القطاع.

كما أدى التشابك الكبير بين الشركات — بما في ذلك استثمارات متبادلة مثل استثمار مايكروسوفت وإنفيديا حتى 15 مليار دولار في "أنثروبيك"، مقابل شراء الأخيرة مليارات الدولارات من خدماتهما — إلى مخاوف من صفقات "دائرية" تضخّم القيمة الحقيقية للسوق.

وتتزايد المخاوف أيضاً بسبب تركّز قوة القطاع في أيدي سبع شركات فقط، تمثل نحو 33% من مؤشر S&P 500، ما يجعل السوق حساساً لأي اهتزاز في نتائجها.

أما التحدي الأكبر فيتعلق بالطاقة: فطفرة الذكاء الاصطناعي رفعت الطلب على الكهرباء بشكل غير مسبوق، ما دفع أسهم شركات الطاقة للصعود ثم الهبوط لاحقاً بعد اكتشاف أن توسعات مراكز البيانات أبطأ وأقل حجماً مما كان متوقعاً. شركات مثل Constellation وVistra خسرت جزءاً كبيراً من مكاسبها بعد تباطؤ إعلانات التوسع.

ومع بدء الشركات في خفض توقعاتها للأرباح، يتساءل المستثمرون اليوم: هل النمو في قطاع الذكاء الاصطناعي حقيقي ومستدام؟ أم أن السوق يعيش بالفعل مقدمات فقاعة عملاقة قد تنفجر بقيمة تتجاوز التريليون دولار؟