تلفزيون نابلس - مثل بقية عاهرات جوهانسبرج راود زانديل حلم الثراء من وراء مشجعي كأس العالم لكرة القدم.
لكنها الآن تشكو من أن الأجانب سيشعرون بالخوف بسبب مرض نقص المناعة المكتسب (الايدز) والجريمة ولن تكون هناك ثروة في كأس العالم.
وفي جنوب افريقيا أعلى معدل للإصابة بالايدز في العالم بوجود 5.7 مليون حالة وتلقى المشجعون الأجانب تحذيرات متكررة في بلادهم من مخاطر ممارسة الجنس بطريقة عابرة.
والعام الماضي حذر بعض المسؤولين من أن 40 ألف عاهرة ستفدن إلى البلاد من افريقيا لكن بما أن البطولة ستقام بعد اقل من شهر فان الواقع يبدو مختلفا.
وقالت زانديل التي تعمل في شوارع ساندتون وهي واحدة من الضواحي الغنية في جوهانسبرج وتعد مركزا للترفيه والأعمال "إقامة كأس العالم هنا أمر رائع.. أتمنى فقط أن يكون لنا نصيب من الكعكة."
وتخشى زانديل ومثيلاتها أن يتسبب رفض السلطات إنشاء مناطق آمنة للدعارة أثناء البطولة في جعل مسألة جذب الزبائن أمرا مستحيلا.
وقالت موديوا وهي عاهرة من زيمبابوي "لا يبحث الأجانب والسائحون عن الفتيات في الشوارع. على الحكومة إنشاء منطقة آمنة لنا ليعرف الزبائن أين يمكن الوصول الينا. حين تركب سيارة لا تعرف إن كنت ستشاهد ابنك مرة أخرى."
ودعا بعض السياسيين العام الماضي لإنشاء مناطق تتمتع بالحماية للدعارة أثناء كأس العالم على غرار ما حدث في البطولة السابقة في المانيا 2006.
لكن بدلا من ذلك فضلت بعض المدن مثل كيب تاون تنظيف الشوارع مثلما فعلت نيويورك في سياستها المتشددة حيال الجريمة.
ولم تفلح دعوات وجهتها جماعات مؤيدة للدعارة إلى الحكومة لإيقاف العمل بقوانين الاعتقال المتعلقة بالدعارة.
وقالت مارليس ريشتر الباحثة التي تتعاون مع جماعات مؤيدة للعاهرات " هناك الكثير من الأمور التنظيمية والسياسية المتعلقة بكأس العالم التي تسبق في أهميتها الدعارة.. تجاهل المشكلة أسهل من الناحية السياسية من التعامل معها."
وقالت ريشتر إن المانيا غيرت قانون الجريمة فيها فيما يتعلق بالدعارة قبل كأس العالم لكن تلك الفرصة ضاعت "في جنوب افريقيا."
وليس لدى المدن التي ستستضيف البطولة الكثير من الخطط لحماية العاهرات أو زبائنهن حيث تقول إن الدعارة لا تزال غير قانونية.
وقالت سيبونجيل مازيبوكو رئيس فريق كأس العالم بجوهانسبرج إن المدينة ستوفر الواقي الذكري لكنها لا تملك خططا لكيفية التعامل مع بقية جوانب القضية.
وقالت "لا يمكننا توفير اي مكان لهن لأننا لا يمكن أن نكون جزءا من جريمة. لا يمكن أن نقيم جمهورية موز تسن قوانين لحدث سيستمر لشهر فقط."
كما يمثل انتشار الايدز عاملا آخر لهروب الزبائن.
وقالت مفو وهي فتاة شوارع أخرى في ساندتون "يعتبرنا الناس مرتعا للايدز ويتسبب هذا في القضاء على عملنا."
وبسبب طبيعة عملهن السرية من الصعب التحقق من عدد العاهرات في جنوب افريقيا صاحبة أكبر اقتصاد في القارة حيث تعمل العديد منهن في مواخير المدن ومنازل في الضواحي وبعضهن في شقق فخمة تخصص فقط للزبائن الأجانب.
وتجرب أخريات مثل زانديل حظهن في الشوارع رغم الخوف الدائم بسبب العنف والإساءة والاعتقال.
وقالت لرويترز "سيسيء الناس إلينا. سيأخذوننا إلى قسم الشرطة أو سيطلبون ممارسة الجنس."
والعاهرات خاصة من تعملن في الشوارع معرضات للاعتداء الجنسي والبدني بينما تقع أخريات ممن تعملن لدى عصابات أو جماعات جنس منظمة تحت رحمة مجرمين يمتهنون أيضا الإتجار في المخدرات.
وقال ايريك هاربر مدير جماعة تسمى قوة العمل لتعليم وتأييد العاهرات "هذه المهنة الآن خاضعة لمجرمين وتوفر (كأس العالم) 2010 فرصا لأولئك المجرمين لارتكاب جرائم خطيرة جدا على نطاق أوسع."
ومن غير الواضح إن كان الطلب على الجنس مدفوع الأجر سيرتفع خلال النهائيات التي ستقام بين 11 يونيو حزيران و11 يوليو تموز.
تصميم وتطوير: ماسترويب 2016 |