تلفزيون نابلس
كوكا كولا
31 أسيرة في الدامون.. بين الجوع والإذلال والإهمال الطبي
5/8/2025 11:01:00 PM

 في سجن الدامون، حيث تغيب الشمس خلف القضبان وتذبل الحياة في عيون النساء، تتحول الزنزانة إلى شاهدٍ صامت على أبشع فصول القهر والإذلال. هناك، خلف جدران عزلتها جبال الكرمل، تُسحق إنسانية 31 أسيرة بين بردٍ قارس، وجوعٍ دائم، ووجعٍ لا يغيب. لا وقت للصلاة، لا دفء في الغطاء، ولا دواء لوجعٍ يتفاقم. إنه سجن لا يسجن الجسد فقط، بل يخنق الكرامة، ويعيد يوميًا إنتاج المعاناة كأنها عقوبة بلا نهاية.


اقتحامات بلا مبرر وسحب لأبسط الحقوق

في الأسبوع الماضي اقتحمت قوات الاحتلال غرفة الأسيرات رقم (5) ثلاث مرات لأسباب "تافهة"، كما وصفتها الأسيرات منها "رؤية أسيرة تضحك".

اقتحامات تنتهي بعبث المحتويات، سحب الأغراض، وترويع السجينات، و سحب الساعة من القسم، فلا تعرف الأسيرات توقيت صلاتهن أو وجباتهن، ويفرض عليهن الظلام القسري بإطفاء الأنوار في تمام الساعة 9:30 مساء.

ملابس صيفية بالإكراه في برد القهر

مع بداية شهر أيار سحبت الملابس الشتوية وأجبرت الأسيرات على تسليمها مقابل الحصول على غيار صيفي.

بعضهن لا يملكن غير الغيار الشتوي ما اضطرهن للبقاء دون تغيير أو تسليم في واقع لا يرحم ولا يعترف بالاحتياجات الأساسية.

جوع يومي وندرة في الحاجات الشخصية

الطعام في سجن الدامون سيئ للغاية وكميته لا تكفي لتلبية الحد الأدنى من حاجة الأسيرات، فكل أسيرة تحصل يوميا على خمس شرائح صغيرة من الخبز فقط ما يدفعهن إلى جمع طعام اليوم وتناوله دفعة واحدة في محاولة لإسكات الجوع.

أما في الاستحمام فالمعاناة لا تقل قسوة، إذ لا يتوفر سوى 15 ليفة لـ31 أسيرة، ما يضطر بعضهن لتناقل الأدوات الشخصية في غياب تام لأدنى معايير النظافة والخصوصية.

الصلاة بشرشف النوم والمرض بلا علاج

لا توجد ملابس صلاة كافية ما يجبر بعض الأسيرات على لف أنفسهن بأغطية السرير للصلاة.

ومن بينهن مريضات بحاجة إلى عمليات وعلاجات طبية عاجلة، لكن الاحتلال يتعمد الإهمال ويماطل في توفير الرعاية الصحية اللازمة في انتهاك صريح لأبسط الحقوق الإنسانية.

يدعو مكتب إعلام الأسرى المؤسسات الحقوقية الدولية، ولجان المرأة ومنظمات الأمم المتحدة إلى التحرك الفوري لوقف الانتهاكات في سجن الدامون، ومحاسبة سلطات الاحتلال على سياسة التنكيل الممنهج بحق الأسيرات، ورفع الصوت دفاعا عن نساء دفعن حريتهن ثمنا لمواقفهن، ولا يجدن في الزنازين إلا الظلم والعتمة والجوع.

تصميم وتطوير: ماسترويب 2016
جميع الحقوق محفوظة