
بعد عقود من الإخفاقات والبحث المضني، يفتح الأطباء والعلماء اليوم نافذة أمل جديدة أمام مرضى ألزهايمر، أحد أكثر الأمراض انتشارًا وتدميرًا لقدرات الإنسان. فبين علاجات دوائية حديثة واختبارات دم مبتكرة، يلوح في الأفق تقدّم قد يغيّر مسار المرض، رغم استمرار الجدل حول فعاليته وتكلفته ومخاطره.
علاجات تبطئ المرض لأول مرة لكن بثمنٍ باهظ
أحدثت أدويـة «دونانيماب» و«ليكانيماب» تحولًا مهمًا في مسار الأبحاث، إذ أصبحت أول علاجات تثبت قدرتها على إبطاء تقدم ألزهايمر لدى المرضى في مراحله المبكرة. لكن هذه الفعالية المحدودة ترافقها تكلفة عالية وآثار جانبية خطيرة، بينها احتمال حدوث نزيف في الدماغ قد يهدد الحياة.
هذا الجدل دفع دولًا لاتخاذ مواقف متباينة؛ فالولايات المتحدة وافقت على استخدام «ليكانيماب»، بينما رفضت فرنسا وبريطانيا تغطيته باعتبار فوائده غير متناسبة مع سعره.
ثورة في التشخيص: اختبار دم قد يغيّر قواعد اللعبة
لطالما كان تشخيص ألزهايمر يعتمد على فحوص مكلفة ومرهقة مثل البزل القطني، ما يجعل الوصول المبكر للعلاج تحديًا كبيرًا. إلا أن اختبار دم جديد قادر على كشف المؤشرات الحيوية للمرض يشكل نقطة تحول مهمة.
ورغم موافقة الولايات المتحدة على استخدامه، لا تزال أوروبا أكثر حذرًا وتشترط فحوصًا سريرية مكثفة قبل اعتماد هذا النوع من التشخيص.
يقول الطبيب الهولندي إيدو ريتشارد: «كثيرون ممن يظهرون مؤشرات حيوية غير طبيعية لا يصابون بالخرف أبدًا»، معربًا عن شكوكه حيال التعويل الكامل على هذه الفحوص أو على الأدوية الجديدة.
الوقاية: مجال واعد… لكن الأدلة لا تزال محدودة
تتفق الدراسات على أن عوامل مثل السمنة، وقلة النشاط البدني، والتدخين، وفقدان السمع تسهم بما يقارب نصف حالات الخرف.
لكن التجارب التي حاولت تقليل الخطر من خلال تحسين نمط الحياة أظهرت نتائج متواضعة. آخرها دراسة نشرت في JAMA، حيث تباطأ الانخفاض الإدراكي قليلًا لدى مرضى تلقوا دعمًا مكثفًا لمدة عامين.
ورغم تواضع النتائج، وصفت عالمة الأوبئة الفرنسية سيليسيا ساميري هذا التقدم بأنه «إنجاز ضخم» مقارنة بما كان متاحًا قبل سنوات، مؤكدة أن التجارب الطويلة المدى وحدها ستكشف حقيقة تأثير هذه البرامج الوقائية.
خلاصة:
رغم أن الطريق نحو علاج حاسم لألزهايمر ما يزال طويلًا، فإن التطورات الأخيرة في العلاج والتشخيص والوقاية تمثل أكبر خطوات يحققها العلم منذ عقود، وتمنح المرضى وعائلاتهم أملاً متجددًا في مواجهة أحد أقسى أمراض العصر.
أخبار الاقتصاد
أخبار فلسطينية
أخبار فلسطينية
أخبار فلسطينية
أخبار فلسطينية
|
تصميم وتطوير: ماسترويب 2016 |