
قد تبدو قطعة العلكة مجرد تفصيلة يومية صغيرة، لكنها تخفي وراءها تأثيرات واسعة تمتد من تحسين المزاج إلى تقوية الذاكرة ودعم الأداء الرياضي. ومع حلول موجة من الدراسات الحديثة، يتبيّن أن مضغ العلكة ليس مجرد إنعاش سريع للنَفَس، بل «عادة بسيطة بتأثير مذهل»، بحسب تقرير نُشر في Times of India ومواد بحثية استعرضتها الجامعة الأميركية في بيروت.
لماذا يمضغ الرياضيون العلكة؟
مشهد الرياضيين وهم يمضغون العلكة خلال المباريات لم يعد مجرد لفتة عفوية. الدراسات تشير إلى أن المضغ الإيقاعي يرفع مستوى اليقظة ويُخفّض هرمونات التوتر، ما يمنح اللاعب قدرة إضافية على التركيز وتحسين ردّات الفعل.
ويتكرر هذا المشهد في مقطع فيديو واسع الانتشار للمدرّبة غورجيت كاور، التي توضح أن العلكة تساعد الرياضيين على تنظيم التنفس وتقليل قلق الأداء. دراسة نشرتها مجلة Scientific Journal of Sport and Performance خلصت إلى أن مضغ العلكة يحسّن سرعة رد الفعل في المنافسات عالية الضغط.
وسيلة فعّالة لخفض التوتر
بحسب أبحاث تناولتها الجامعة الأميركية في بيروت، يُعيد المضغ الإيقاعي للدماغ شعور «الأمان» الذي يخفّض مستويات الكورتيزول. إحدى الدراسات (2018) وجدت أن مضغ العلكة مرتين يومياً لمدة 20 دقيقة يقلل توتر المشاركين بشكل ملحوظ، بينما أظهر بحث آخر (2009) انخفاضاً واضحاً في مستويات الكورتيزول لدى الماضغين.
هذه النتائج تجعل العلكة خياراً بسيطاً لتخفيف الضغط في مواقف مثل الامتحانات وضغط العمل والمواعيد النهائية.
تعزيز الذاكرة والانتباه
يعرض عالم النفس البريطاني أندرو سكولي تفسيرين محتملين لقدرة العلكة على تحسين الذاكرة:
تنظيم الشهية وحرق سعرات خفيفة
المثير أن العلكة—حتى من دون نكهة—تعمل كوسيلة لتشتيت الدماغ عن الجوع والرغبة بالأكل العاطفي. كما يحرق المضغ نحو 11 سعرة حرارية في الساعة. ليست وسيلة لخسارة الوزن، لكنها تساعد في ضبط السلوك الغذائي بأقل مجهود.
فوائد للفم والأسنان
وفق جمعية طب الأسنان الأميركية، مضغ العلكة الخالية من السكر لمدة 20 دقيقة بعد الوجبات يساهم في تقليل خطر تسوّس الأسنان عبر:
الخلاصة
من التركيز في الجامعة إلى السيطرة على الضغط في العمل أو تعزيز الأداء تحت الأضواء الرياضية، يمكن لقطعة علكة صغيرة أن تُحدث فرقاً ملحوظاً.
ليست «عصا سحرية»، لكنها أداة سهلة ومتاحة تترك أثراً صحياً وجسدياً ونفسياً يفوق ما يتوقعه الكثيرون.
أخبار محلية
أخبار الاقتصاد
أخبار فلسطينية
تكنولوجيا وعلوم
أخبار عربية
|
تصميم وتطوير: ماسترويب 2016 |