تلفزيون نابلس
كوكا كولا
"ابدأ بالخضار وانتهِ بالنشويات".. هل هو سرّ الرشاقة أم مجرد ترند صحي جديد؟
12/8/2025 1:43:00 PM

 يتصاعد على منصات التواصل الاجتماعي اتجاه صحي جديد يطلق عليه "تسلسل العناصر الغذائية"، ويعد باتباعه كثيرون ممن يبحثون عن وزن مثالي وضبط الشهية. تقوم الفكرة على تناول الطعام بترتيب محدد يبدأ بالخضروات، يليه البروتين والدهون، ثم يأتي دور الكربوهيدرات في النهاية. والهدف: خفض ارتفاعات سكر الدم بعد الوجبات وتقليل الجوع وتحسين التحكم بالوزن.

ورغم أن الظاهرة تحظى بشعبية كبيرة، إلا أنّ الأدلة العلمية حول فعاليتها ما تزال محدودة لكنها واعدة، وفق ما نشرته صحيفة نيويورك تايمز. فمعظم الدراسات التي تناولت هذا النهج صغيرة الحجم، لكنها أتت متفقة في النتائج، خصوصاً لدى مرضى السكري من النوع الثاني أو من يعانون من مقدماته.

ففي مراجعة علمية شملت 11 دراسة عام 2023، تبين أن تناول الكربوهيدرات في نهاية الوجبة أدى إلى انخفاض واضح في مستويات السكر مقارنة بتناولها أولاً. كما كشفت دراسة أُجريت عام 2019 بقيادة الدكتورة ألبانا شوكلا في مركز وايل كورنيل للطب، أن تأخير الخبز إلى آخر الوجبة خفّض ارتفاع سكر الدم لدى المشاركين — وجميعهم يعانون من ما قبل السكري — بنسبة وصلت إلى 46%. ويرجع الخبراء ذلك إلى أن البروتينات والدهون والألياف تُبطئ إفراغ المعدة، ما يقلل سرعة امتصاص السكريات في الدم.

ويتفق مختصون في جمعية السكري الأميركية مع هذه النتائج، مؤكدين أن الاستراتيجية قد تمنح فوائد حقيقية للمصابين بالسكري أو المهددين به، بل تشير أبحاث مبكرة إلى أن تأثيرها قد يقترب من تأثير بعض أدوية خفض السكر — لكن مع الحاجة إلى مزيد من التجارب السريرية الواسعة.

أما الأشخاص الأصحاء، فلا حاجة ملحّة لديهم لاعتماد ترتيب صارم في تناول الطعام، فالجسم قادر على تنظيم سكر الدم بشكل طبيعي. ومع ذلك، قد يساعد البدء بالخضراوات أو البروتينات في تعزيز الشعور بالشبع ورفع هرمون GLP-1 ولكن بدرجة أقل بكثير مما تفعله أدوية التخسيس مثل الإبر الشهيرة.

في المحصلة، يبدو أن "تسلسل الوجبات" ليس مجرد ترند، لكنه أيضاً ليس حلاً سحرياً. هو أداة غذائية مساعدة قد تفيد البعض — خاصة مرضى السكري — لكنها لا تلغي أهمية النظام الغذائي المتوازن ونمط الحياة الصحي.


تصميم وتطوير: ماسترويب 2016
جميع الحقوق محفوظة