يعاني ملايين الأشخاص حول العالم من تساقط الشعر، وهو ما يثير القلق ويحفز الكثيرين للبحث عن علاج سريع، لكن الخبراء يؤكدون أن تحديد السبب أولًا هو الخطوة الأهم قبل أي تدخل علاجي.

غالبًا ما يرتبط تساقط الشعر بالصلع الوراثي المعروف بالصلع الذكوري النمطي، الذي يصيب الرجال بمناطق محددة على فروة الرأس، بينما يظهر عند النساء في شكل ترقق منتشر. وهو النوع الأكثر شيوعًا، ويتطور أحيانًا على مدى عقود طويلة، وقد يؤدي إلى فقدان الشعر بالكامل لدى الرجال، بينما يكون أقل حدة عند النساء. العلماء يربطون هذا الصلع بمزيج من العوامل الوراثية والهرمونية، ويزداد احتمال حدوثه إذا أصيب أحد الأقارب به.

الأنواع الأخرى لتساقط الشعر لا تقل غموضًا:

• الصلع الناتج عن العلاج الكيميائي: يستهدف أدوية العلاج الكيميائي الخلايا السرطانية سريعة النمو، لكنها تؤثر أيضًا على خلايا الشعر، مما يؤدي إلى تساقطه مؤقتًا في معظم الحالات، مع احتمالية عودته بلون أو ملمس مختلف بعد انتهاء العلاج.
• الثعلبة الشدية: وهي نتيجة شد الشعر المستمر في تسريحات مشدودة أو وصلات الشعر، وقد تسبب ترقق الشعر وحتى تساقطه في بقع محددة، لكن التوقف عن التسريحات الضاغطة قد يسمح للشعر بالنمو مجددًا، بينما استمرار الضغط لفترة طويلة قد يؤدي إلى تلف دائم.

أنواع أقل شهرة لكنها مهمة:

1.   الثعلبة البقعية: اضطراب مناعي ذاتي يسبب تساقط الشعر بشكل مفاجئ وموضعي. الأسباب الدقيقة غير معروفة، لكن العوامل الوراثية، الهرمونات، وبعض الأحداث المجهدة قد تساهم في حدوثها. ويمكن أن تتراوح أنماطها بين فقدان جزئي للصلع إلى فقدان كامل للشعر في الجسم، مع إمكانية عودة الشعر في بعض الحالات، فيما لا تتوافر علاجات شافية حتى الآن.

2.   تساقط الشعر الكربي: ينتج عن اختلال دورة نمو الشعر بعد أحداث جسدية أو نفسية مرهقة، مثل الولادة أو أمراض حادة أو فقدان الوزن، ويظهر بعد شهرين إلى أربعة أشهر من الحدث المسبب. غالبًا ما تتحسن الحالة تلقائيًا خلال 6 إلى 9 أشهر دون الحاجة إلى علاج.

3.   الثعلبة الندبية: تسبب تلفًا دائمًا في بصيلات الشعر، وينتج عنها ندوب تمنع نمو الشعر مجددًا. وتشمل أنواعها الثعلبة الندبية المركزية والطاردة والثعلبة الليفية الجبهية، مع ارتباط محتمل بالعوامل الوراثية أو عادات تصفيف الشعر.

4.   هوس نتف الشعر: اضطراب نفسي يؤدي إلى نتف الشعر قهريًا، غالبًا بين سن 10 و13 عامًا، وقد يسبب إحراجًا نفسيًا شديدًا ومشكلات صحية إذا ارتبط بابتلاع الشعر. العلاج يعتمد على أساليب العلاج السلوكي المعرفي لتدريب المريض على استبدال سلوك النتف بسلوكيات أقل ضررًا.

في النهاية، يؤكد الخبراء أن معرفة السبب وراء تساقط الشعر خطوة أساسية قبل البحث عن علاج، فلكل نوع أساليب مختلفة للتعامل معه، بعضها مؤقت وبعضها يحتاج إلى تدخل طويل الأمد أو تغيير عادات حياتية.