تلفزيون نابلس
كوكا كولا
لماذا لا تنجح الحمية دائماً؟ دراسة تكشف مفتاحاً بيولوجياً خفياً يتحكم بالشهية
12/22/2025 1:40:00 PM

 كشفت دراسة علمية حديثة عن عامل بيولوجي غير متوقع قد يفسر سبب قدرة بعض الأشخاص على ضبط شهيتهم بسهولة، في حين يعاني آخرون من الإفراط في تناول الطعام رغم الالتزام بالحمية. ووفقاً لتقرير نشره موقع ScienceDaily، فإن السر قد يكمن في بروتين صغير ظل لسنوات خارج دائرة الاهتمام البحثي.

الدراسة، التي نُشرت في مجلة Science Signaling وقادها فريق من جامعة برمنغهام البريطانية، تسلط الضوء على بروتين يُعرف باسم MRAP2، بوصفه عنصراً أساسياً في نظام تنظيم الشهية والطاقة داخل الجسم. وتشير النتائج إلى أن أي خلل في وظيفة هذا البروتين قد يُضعف الإشارات العصبية التي تنقل إلى الدماغ شعور الشبع، ما يمهّد الطريق للإفراط في الأكل وزيادة الوزن.

منظم خفي للجوع

يعتمد الجسم على منظومة دقيقة من الهرمونات والمستقبلات العصبية لضبط الشهية، من أبرزها مستقبل MC3R، المسؤول عن توجيه الجسم نحو حرق الطاقة أو تخزينها. غير أن الدراسة الجديدة توصلت إلى أن هذا المستقبل لا يعمل بكفاءة منفرداً، بل يحتاج إلى دعم مباشر من بروتين MRAP2 كي يؤدي دوره بشكل صحيح.

وعندما يتواجد البروتينان في توازن طبيعي داخل الخلايا، تصبح إشارات تنظيم الشهية أكثر قوة وانتظاماً. أما في حال اختلال هذا التوازن، فإن منظومة التحكم بالجوع تبدأ في الفشل.

خلل وراثي محتمل

استخدم الباحثون نماذج خلوية لدراسة التفاعل بين MRAP2 وMC3R، ولاحظوا أن الطفرات الجينية في بروتين MRAP2 – والتي سبق رصدها لدى بعض المصابين بالسمنة – تعيق قدرته على دعم المستقبل العصبي. ونتيجة لذلك، تضعف الإشارات المسؤولة عن الإحساس بالشبع.

وتشير هذه النتائج إلى أن بعض حالات السمنة قد لا تكون ناتجة فقط عن العادات الغذائية أو نمط الحياة، بل عن خلل وراثي دقيق يؤثر في آلية بيولوجية أساسية تتحكم بالجوع.

ما الذي تضيفه هذه الدراسة؟

كان الباحثون قد أثبتوا في وقت سابق أن MRAP2 ضروري لعمل مستقبل آخر هو MC4R، المعروف بدوره المحوري في ضبط الشهية. إلا أن هذه الدراسة هي الأولى التي تُظهر أن البروتين نفسه يدعم أيضاً مستقبل MC3R، ما يعزز مكانته كلاعب مركزي في تنظيم توازن الطاقة في الجسم.

وقالت الدكتورة كارولاين غورفين، الباحثة الرئيسية في الدراسة وأستاذة مساعدة في جامعة برمنغهام، إن النتائج توفر “فهما أعمق للآليات الهرمونية التي تتحكم بالجوع والطاقة”، مشيرة إلى أن طفرات MRAP2 قد تشكل مؤشراً وراثياً واضحاً لزيادة خطر الإصابة بالسمنة.

آفاق علاجية جديدة

ويرى فريق البحث أن الكشف عن الدور المحوري لبروتين MRAP2 قد يفتح الباب أمام تطوير علاجات دوائية جديدة تستهدف هذا البروتين تحديداً، بهدف تعزيز الإحساس بالشبع وتحسين تنظيم الطاقة، خصوصاً لدى الأشخاص الذين لا تحقق لديهم الحميات الغذائية النتائج المرجوة.

ورغم أن هذه الاكتشافات لا تعني توفر علاج فوري، فإنها تضيف قطعة أساسية إلى لغز السمنة، وتؤكد أن التحكم بالوزن لا يعتمد دائماً على قوة الإرادة وحدها، بل تحكمه أيضاً آليات بيولوجية معقدة قد تكون خارجة عن سيطرة بعض الأفراد.

 


تصميم وتطوير: ماسترويب 2016
جميع الحقوق محفوظة