تلفزيون نابلس
كوكا كولا
هل التثاؤب معدٍ حقًا؟ رحلة علمية في أسرار الغريزة الأكثر انتشارًا في العالم
12/10/2025 8:38:00 PM

 يتثاءب الجميع: الأطفال، البالغون، الحيوانات… وحتى الأجنة في الأرحام. مشهد واحد بسيط — فم يُفتح وعينان تُغلقان للحظة — لكنه يخفي خلفه واحدة من أقدم الغرائز التي رافقت البشر عبر التطور. واليوم، وبينما يصادفك شخص يتثاءب ثم تفعل الشيء نفسه دون تفكير، يطرح السؤال نفسه مجددًا: لماذا نتثاءب؟ وهل التثاؤب فعلًا معدٍ؟

ما هو التثاؤب؟

التثاؤب عملية جسدية لا إرادية تبدأ بشهيق عميق مصحوب بانخفاض الفك، يليها توقف قصير للتنفس، ثم زفير طويل قد يرافقه دموع خفيفة. تستغرق هذه الحركة ثواني معدودة، لكنها جزء ثابت من السلوك البشري منذ آلاف السنين.

هل يتثاءب الجميع؟

نعم. تشير الدراسات إلى أن التثاؤب موجود لدى جميع الفقاريات، وحتى بعض الأسماك. وهذا يدل على أنه ليس حركة عشوائية، بل سلوك تطوّري مهم للبقاء.

هل يتعلق التثاؤب بالأكسجين؟

المفارقة أن فكرة “نقص الأكسجين” ليست دقيقة. فالأبحاث تُظهر أن مستويات الأكسجين لا تتغير كثيرًا أثناء التثاؤب، ما يعني أن تفسيره أبعد من مجرد محاولة لجلب هواء إضافي.

كم مرة نتثاءب يوميًا؟

قد يبدو الرقم مفاجئًا: حتى 20 مرة يوميًا طبيعي جدًا، فيما يتثاءب الإنسان العادي نحو تسع مرات.

لماذا نتثاءب؟ الدماغ يعلن الاستعداد لتغيير كبير

أحدث النظريات تشير إلى أن التثاؤب ليس مجرد علامة تعب بل رسالة مبكرة يرسلها الدماغ عند توقع انتقال مفاجئ من حالة خمول إلى حالة نشاط.

  • عندما يشعر الإنسان بالنعاس على الأريكة، يتثاءب دماغه ليس لأنه يريد النوم، بل لأنه يتوقع الحركة نحو السرير.
  • وعند الاستيقاظ صباحًا، يحدث الشيء نفسه: تثاؤب يستعد به الدماغ لبدء اليوم.

إنه نوع من “التهيئة العصبية” قبل الانتقال بين وضعين مختلفين… كأن الدماغ يقول:
انتبه، تغيّر قادم.”

لماذا التثاؤب معدٍ؟ العلم يربطه بغريزة التعاطف والبقاء

مجرد رؤية شخص يتثاءب قد يجعلك تقوم بالفعل ذاته. هذا السلوك يسمّى “التثاؤب المعدي”، وقد رُصِد في كل الثقافات. لكن لماذا؟

الأبحاث الحديثة تربطه بشيء أعمق: التعاطف.

التعاطف ليس مجرد إحساس؛ إنه آلية تعلم أساسية، خاصة لدى الأطفال الذين يلتقطون مشاعر والديهم ويتعلمون منها. وبحسب العلماء:

  • عندما يتثاءب الوالد، يتثاءب الطفل تعاطفًا واستجابة استعدادية.
  • التثاؤب كان بمثابة إشارة جماعية لدى أسلاف البشر للدخول في حالة تيقّظ مفاجئ — سواء لبدء المطاردة أو الهروب من خطر.

تخيل مجموعة صيادين قبل آلاف السنين… تتثاءب كلها قبل لحظة الانقضاض.
إنه تناغم عصبي جماعي يؤسس للوعي المشترك.

هل يمكن أن يكون التثاؤب علامة خطر طبي؟

نادرًا، قد يرتبط التثاؤب المتكرر بسكتة دماغية، لكنه يكون دائمًا مصحوبًا بأعراض أخرى مثل:

  • ضعف أو خدر مفاجئ
  • صعوبة الكلام
  • اضطراب الرؤية أو التوازن

أما التثاؤب وحده فليس مؤشرًا كافيًا للقلق.

لماذا تدمع العينان عند التثاؤب؟

عندما تنقبض عضلات الوجه بقوة أثناء التثاؤب، تضغط على الغدد الدمعية، فيسيل قليل من الدمع. كما يمكن أن يسبب الإرهاق جفاف العينين، ما يعزّز الظاهرة.


تصميم وتطوير: ماسترويب 2016
جميع الحقوق محفوظة