
يسعى كثيرون إلى ترك انطباع أول جذاب في المواقف الاجتماعية، سواء في بيئة العمل أو اللقاءات العابرة أو حتى في المواعيد العاطفية. وبينما يظن البعض أن الحديث عن النفس أو إلقاء القصص المميزة هو الطريق الأسرع للجاذبية، تكشف دراسة حديثة في علم النفس عن عكس ذلك تمامًا.
دراسة أجراها باحثون من جامعة هارفارد ركزت على أكثر المواقف إحراجًا: اللقاءات الأولى مع أشخاص لا نعرفهم جيدًا، مثل زملاء العمل الجدد أو أصدقاء الأصدقاء. وتوصلت إلى أن طرح الأسئلة، وخصوصًا أسئلة المتابعة، هو المفتاح الحقيقي للجاذبية الاجتماعية.
في سلسلة تجارب، شارك فيها ثنائيات من الأشخاص في محادثات مباشرة أو عبر الإنترنت، طُلب من أحد الطرفين طرح عدد أكبر من الأسئلة دون علم الطرف الآخر. وبعد انتهاء الحوار، قيّم المشاركون مدى إعجابهم بشركاء المحادثة. وكانت النتيجة لافتة: الأشخاص الذين طرحوا أسئلة أكثر حصلوا على تقييم أعلى من حيث الجاذبية والانطباع الإيجابي.
وفسر الباحثون ذلك بأن من يطرح أسئلة يبدو أكثر اهتمامًا واستجابة، وهو ما يولد شعورًا بالارتياح والتقدير لدى الطرف الآخر، حتى لو لم يحصل السائل على فرصة للحديث عن نفسه.
ولتعزيز النتائج، حلل الفريق بيانات سابقة من دراسات “المواعدة السريعة”، باستخدام خوارزمية لمعالجة اللغة الطبيعية قادرة على رصد أسئلة المتابعة. وأظهرت النتائج أن الأشخاص الذين يطرحون مزيدًا من أسئلة المتابعة كانوا أكثر حظًا في الحصول على موافقة لموعد ثانٍ، وهو مؤشر واضح على الإعجاب.
المفارقة أن معظم الناس لا يدركون هذه الحقيقة، ولا يتوقعون أن طرح الأسئلة وحده يمكن أن يزيد من جاذبيتهم.
الخلاصة؟
إذا وجدت نفسك متوترًا في محادثة أولى، أو تبحث عن طريقة بسيطة لتحسين حضورك الاجتماعي، توقف عن التفكير فيما ستقوله عن نفسك… وابدأ بالسؤال عن الآخر. فربما تكون هذه الحيلة الصغيرة هي سر الجاذبية الأكبر.
أخبار محلية
أخبار الاقتصاد
أخبار اسرائيلية
أخبار محلية
أخبار دولية
|
تصميم وتطوير: ماسترويب 2016 |