م . محمود الصيفي*: جنين كما هي دائما لا تتغير، تعودت على صد العدوان وتنتصر فكانت مركزا لمقاومة الاحتلال البريطاني اثناء ثورة عام 1936 وفي حرب ما سميت بحرب ال48 (عام 1948) سقطت مدينة جنين بأيدي العصابات الصهيونية ولم تستغرق عملية تحريرها سوى عشرة ايام بقيادة العقيد عمر العلي رحمه الله قائد الجيش العراقي حيث ارغمت عصابات الكيان الصهيوني على الانسحاب تحت ضربات ابناء العراق وابناء جنين .
وفي الاول من نيسان عام 2002 شنت قوات الاحتلال الصهيوني هجوما واسعا على مدينة جنين ومخيمها ضمن عملية ما سميت السور الواقي والتي ادت الى احتلال الضفة الغربية من جديد واستبسل ابنا جنين وابلوا بلاء حسننا على مدى 15 يوما من الحصار المحكم تخلله قصف بالطائرات الحربية والعمودية والدبابات ورغم ضخامة القوة المهاجمة والتي زادت عن ال 5000 جندي و400 دبابة استطاع ابناء المقاومة الفلسطينية من قتل 13 جنديا وضابطا في كمين داخل مخيم جنين واضطرت قوات الاحتلال للانسحاب من المخيم بعد مقتل 50 جنديا وجرح اكثر من 70 جنديا اخر .وصمدت المقاومة وتجسدت الوحدة الوطنية وكانت في ابهى صورها واستمرت الثورة جيل يسلم جيل ولم يمت الشيوخ ولم ينسى الابناء
وبعد 21 عاما من عملية ما سميت السور الواقي الصهيونية شنت قوات الاحتلال في الثالث من تموز 2023 هجوما واسعا شارك فيه 1000 جندي صهيوني واكثر من 150 الية عسكرية واستخدمت فيه الطائرات الحربية والعمودية والمسيرة في قصف منازل المواطنين مدعية انها تستهدف المقاومين الذين يشكلون خطرا على امنها المزعوم وقتلت 12 من ابناء المخيم الابرار وجرحت المئات وشردت الالاف وعندما ايقنت ان عمليتها العسكرية فشلت في اقتلاع جذور المقاومة حولت حقدها وبساديتها المعروفة الى تدمير البنية التحتية للمخيم باقتلاع خطوط المياه والكهرباء ودمرت المنازل والشوارع وتهجير السكان تحت تهديد السلاح واطلاق مئات القنابل المسيلة للدموع .
نعم هكذا هي جنين ومخيمها صدت العدوان الصهيوني ودافعت عن فلسطين وعن الامة العربية والاسلامية بل وعن احرار العالم . امام هذا العنفوان المقاوم في جنين ومخيمها لأعتى قوة في العالم والمدعومة من مغول العصر واتباعه من عرب الجنسية وفرس وغرب و صهيونية وامبريالية توالت الادانات والاستنكارات والتعبير عن القلق والانزعاج لاستخدام جيش الاحتلال القوة المفرطة ضد الفلسطينين والتي لا تسمن ولا تغني من جوع والتي ايضا لا ترقى لحجم الدمار الشامل الذي خلفه جيش الاحتلال النازي في مخيم جنين فاستشهاد 12 مواطن وجرح 123 منهم 20 جريحا في حالة الخطر وتدمير 800 منزل وتدمير مساجد ومراكز صحية هل كل هذا التدمير والقتل لا يستدعي عقد اجتماع للجامعة العربية حتى هذا اصبح ممنوعا عليهم ...
واليوم المخيم واهله الابطال وفلسطين والامة واحرار العالم يفتقدون العراق العظيم ونظامه الوطني والقومي .يفتقد المخيم اليوم القائد الحنون وزعيم الامة الرئيس الشهيد صدام حسين رحمه الله
ومثلما استنجدت المرأة العربية المسلمة بالخليفة المعتصم وجاءها ملبيا
افتقدت فلسطين وافتقد المخيم ذلك القائد العظيم الذي كان لفلسطين السند والمعين الذي امر بتقديم كل ما يلزم من معونات مادية لاصحاب البيوت التي هدمها جيش الاحتلال النازي في مخيم جنين عام 2002..
احدى خنساوات المخيم قالت للاعلام موجهة كلامها لجيش الاحتلال الصهيوني ومستوطنيه (( انجبنا اطفالا اثناء حصاركم للمخيم عام 2002 وهاهم اليوم يجابهونكم ويطردوكم من المخيم .))
وهنا نقول ان فاشية جيش الاحتلال تحطمت على صخرة اللحمة الوطنية وتوحدت كل البنادق في وجه مغول العصر الجديد .
*م . محمود الصيفي
عضو اللجنة المركزية لجبهة التحرير العربية
عضو المجلس الوطني الفلسطيني 7/7/2023
تصميم وتطوير: ماسترويب 2016 |