في زمن تحوّل فيه الهاتف الذكي إلى مركز الحياة اليومية، من التواصل والتصفح إلى الخدمات البنكية والدفع الإلكتروني، لم يعد اختراق الهاتف مجرد مشكلة تقنية عابرة، بل تهديداً حقيقياً للأمن الشخصي والخصوصية والاستقرار المالي للمستخدمين.

وتشير معطيات حديثة إلى أن ملايين الأشخاص حول العالم يعتمدون على هواتفهم كوسيلة الاتصال الأساسية بالإنترنت، ما يجعل أي اختراق محتمل باباً مفتوحاً للوصول إلى البيانات الحساسة والحسابات البنكية والمعلومات الشخصية.

هل يمكن اختراق الهاتف فعلاً؟

الإجابة المختصرة: نعم. فجميع الهواتف الذكية، سواء العاملة بنظام «أندرويد» أو «iOS»، معرّضة للاختراق، رغم السمعة القوية التي تتمتع بها أجهزة «أبل» على صعيد الأمان. ويعتمد القراصنة على وسائل متعددة، أبرزها الروابط الخبيثة ورسائل التصيد الاحتيالي، وشبكات «واي فاي» العامة غير الآمنة، إضافة إلى هجمات تبديل شريحة الاتصال (SIM Swap)، وحتى كابلات الشحن أو منافذ «USB» المصابة ببرمجيات تجسس.

6إشارات خطيرة تكشف اختراق هاتفك:

1.   استنزاف غير مبرر للبطارية: نفاد سريع للطاقة أو سخونة الهاتف قد يشيران إلى تشغيل تطبيقات خبيثة في الخلفية.

2.   ارتفاع مفاجئ في الفواتير: زيادة غير معتادة في استهلاك البيانات أو المكالمات قد تعكس نشاطاً غير مصرح به.

3.   ظهور تطبيقات أو سلوك غريب: وجود تطبيقات لم تقم بتثبيتها، أو عمل الهاتف بشكل ذاتي، مؤشر خطر واضح.

4.   إشعارات وإعدادات مريبة: وصول رسائل تحقق لم تطلبها، أو تغيّر أذونات الكاميرا والميكروفون دون علمك.

5.   فقدان الوصول إلى الحسابات: الخروج المفاجئ من حسابات «غوغل» أو «Apple ID» أو البريد الإلكتروني.

6.   نتائج فحص الحماية: اكتشاف برامج تجسس أو برمجيات خبيثة عند استخدام تطبيقات أمنية موثوقة.

ماذا تفعل إذا تأكدت من الاختراق؟

ينصح خبراء الأمن الرقمي بالتحرك السريع، بدءاً بالتواصل مع البنك لمراجعة الحسابات المالية، وتغيير جميع كلمات المرور، خصوصاً للحسابات الحساسة. كما يجب حذف التطبيقات المشبوهة، وإعادة ضبط الهاتف إلى إعدادات المصنع إذا لزم الأمر، مع تنبيه جهات الاتصال لتجاهل أي رسائل مشبوهة قد تصدر من رقمك.

كيف تحمي هاتفك مستقبلاً؟

تعتمد الوقاية الرقمية على خطوات بسيطة لكنها حاسمة، أبرزها تحديث النظام والتطبيقات باستمرار، استخدام برامج حماية موثوقة، تجنب شبكات «واي فاي» العامة ومحطات الشحن المفتوحة، تفعيل قفل شريحة الاتصال وتشفير الهاتف، وعدم تثبيت التطبيقات إلا من المتاجر الرسمية.

وفي عالم متصل على مدار الساعة، لم تعد حماية الهاتف الذكي رفاهية أو خياراً ثانوياً، بل ضرورة أساسية لحماية الخصوصية والأموال، والحد من المخاطر قبل أن تتحول إلى خسائر يصعب تعويضها.