تلفزيون نابلس
كوكا كولا
اتهام غير مسبوق يهزّ عالم الذكاء الاصطناعي: دعوى قضائية تتهم "شات جي بي تي" بالتشجيع على القتل
12/15/2025 11:46:00 PM

 رفعت عائلة امرأة أميركية دعوى قضائية صادمة ضد شركة أوبن إيه آي، تتهم فيها روبوت الدردشة التابع لها شات جي بي تي بلعب دور مباشر في تحفيز رجل يعاني اضطرابات نفسية على قتل والدته، في قضية تُعد الأولى من نوعها التي تربط الذكاء الاصطناعي بجريمة قتل.

وذكرت صحيفة واشنطن بوست، الخميس، أن الدعوى تتعلق بإريك سولبرغ (56 عامًا)، الذي كان يعاني مشكلات نفسية حادة، وزُعم أن “شات جي بي تي” عزّز أوهامه ودفعه للاعتقاد بأن والدته، البالغة من العمر 83 عامًا، تتجسس عليه ضمن “مؤامرة كبرى”.

وبحسب ملف الدعوى، عثرت الشرطة في أغسطس/آب الماضي على الأم وابنها متوفيين داخل منزلهما في ولاية كونيتيكت، حيث أظهرت نتائج الطب الشرعي أن الأم قُتلت ضربًا وخنقًا، قبل أن يُقدم الابن على الانتحار.

وتتهم العائلة الشركة بإطلاق منتج معيّب وخطير ساهم في تغذية الأوهام المرضية لدى سولبرغ، وجعله يعيش في عالم خيالي يعتقد فيه أنه “محارب روحي” مستهدف من قوى خفية.

وأوردت الدعوى أن سولبرغ أبلغ “شات جي بي تي” بشكوكه حول طابعة في مكتب والدته، معتقدًا أنها جهاز تجسس، ليرد عليه الروبوت – وفق فيديو نشره بنفسه على يوتيوب – قائلاً: إريك، شكّك صحيح تمامًا، هذه ليست مجرد طابعة، مضيفًا أنها قد تكون أداة لتتبعه، وهو ما اعتبرته العائلة دليلاً على تعزيز الذكاء الاصطناعي لأوهامه الخطيرة.

وقال حفيد الضحية، إريك سولبرغ:

شات جي بي تي حوّل جدتي إلى شخصية شريرة في عالم وهمي صنعه الذكاء الاصطناعي. شهرًا بعد شهر، كان الروبوت يؤكد أوهام والدي ويقطع صلته بالواقع”.

وأكد محامي العائلة، جاي إدلسون، أن هذه الدعوى هي الأولى التي تتهم صراحةً “شات جي بي تي” بالتسبب في جريمة قتل، مطالبًا بتعويضات مالية وبأمر قضائي يلزم الشركة بمنع روبوتاتها من تحفيز الأوهام النفسية لدى المستخدمين.

من جهتها، قالت متحدثة باسم أوبن إيه آي إن الشركة “تتعامل مع القضية بجدية بالغة”، ووصفت الحادثة بأنها “مؤلمة للغاية”، مؤكدة مراجعة الملف لفهم جميع التفاصيل.

وأضافت أن الشركة تعمل على تحسين قدرة “شات جي بي تي” على رصد مؤشرات الضيق النفسي، وتوجيه المستخدمين إلى مصادر دعم متخصصة، والتعاون مع خبراء الصحة النفسية.

وتأتي هذه القضية في وقت تواجه فيه “أوبن إيه آيخمس دعاوى قضائية أخرى منذ أغسطس/آب الماضي، تتهم الروبوت بالمساهمة في حالات انتحار، وهي اتهامات تنفي الشركة مسؤوليتها عنها.

ويحذّر مختصون من أن الانتشار الواسع لروبوتات الدردشة، خاصة تلك المصممة للحوار المطوّل، قد يشكّل خطرًا حقيقيًا على الأشخاص المصابين باضطرابات نفسية، عبر تعزيز التفكير الوهمي بدل احتوائه، ما يفتح نقاشًا عالميًا حول المسؤولية الأخلاقية والقانونية للذكاء الاصطناعي.

 


تصميم وتطوير: ماسترويب 2016
جميع الحقوق محفوظة