
نظّمت منظمات وحركات داعمة لفلسطين، في العاصمة الأميركية واشنطن، اعتصامًا احتجاجيًا قرب السفارة البريطانية، تضامنًا مع النشطاء الثمانية المضربين عن الطعام في السجون البريطانية، والذين يواجهون خطر الموت مع استمرار تجاهل مطالبهم الإنسانية والقانونية.
وشارك في الاعتصام نشطاء من منظمات أبرزها «كود بينك» وحركة الشباب الفلسطيني، إلى جانب متضامنين مستقلين، حيث أُلقيت كلمات ركّزت على أوضاع جميع المضربين عن الطعام، وبشكل خاص على المعتقلة قُصر زهرة، التي تعاني تدهورًا صحيًا خطيرًا بعد دخولها أسابيع متقدمة من الإضراب.
وقالت الناشطة تالا العالول، إحدى المشاركات في الاحتجاج، إن قُصر زهرة تُركت لساعات على أرضية زنزانتها من دون أي رعاية طبية، رغم ضغطها زر الطوارئ لطلب المساعدة. وأكدت أن سيارة إسعاف كانت متواجدة أمام السجن، إلا أن إدارة السجن منعتها من الدخول، «رغم أن حالتها الصحية حرجة وهي على شفا الموت».
وأضافت العالول أن الاعتصام سلّط الضوء أيضًا على حالة المعتقلة «تيوتا»، المحتجزة منذ تموز/يوليو 2024، والتي تخوض إضرابها الثاني عن الطعام، بعد إضراب سابق استمر 28 يومًا، مشيرة إلى أنها دخلت يومها الثامن والثلاثين من الإضراب الحالي، في ظل أوضاع احتجاز قاسية.
وأوضحت العالول أن الإضراب الجماعي يأتي احتجاجًا على تأخير المحاكمات، و«الاتهامات الإرهابية المفبركة»، وسوء أوضاع السجون، مؤكدة أن المطلب الجوهري للمضربين يتمثل في إغلاق شركة «إلبيت سيستمز» الإسرائيلية، ووقف الإبادة الجماعية في غزة، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين.
وحول دور «إلبيت سيستمز»، أشارت العالول إلى أن الشركة وقّعت مؤخرًا صفقات أسلحة مع إسرائيل تزيد قيمتها على 2.3 مليار دولار، لافتة إلى أن إجمالي الصفقات الموقّعة منذ عام 2023 تجاوز 4.3 مليارات دولار، ما يجعلها – بحسب قولها – شريكًا مباشرًا في الجرائم المرتكبة بحق الفلسطينيين.
واعتبرت العالول أن هذا الإضراب يُعدّ أكبر إضراب جماعي منسّق عن الطعام في بريطانيا منذ عام 1981، حين خاض السجناء الجمهوريون الإيرلنديون إضرابهم الشهير للمطالبة بالاعتراف بهم كسجناء سياسيين، والذي انتهى بوفاة بوبي ساندز بعد 66 يومًا من الإضراب.
وتوقفت العالول عند أوجه التشابه بين النضالين الفلسطيني والإيرلندي، مستذكرة ما رواه لها والدها المناضل الفلسطيني حمد الله العالول، الذي اعتُقل في السجون الإسرائيلية أواخر السبعينيات وبداية الثمانينيات، عن التلاقي التاريخي بين القضيتين.
وفي حديثها عن القيود المتزايدة على الحركة المتضامنة مع فلسطين عالميًا، رأت العالول أن الاحتجاجات باتت تستهدف بشكل مباشر استخدام أموال دافعي الضرائب لتمويل الإبادة الجماعية، مشيرة إلى تراجع تأثير الدعاية الصهيونية في وسائل الإعلام، وتصاعد الخطاب المناهض للإمبريالية عالميًا.
وأضافت أن فلسطين أصبحت «رأس الحربة» في تحفيز الشعوب الحرة على كسر القيود، مستشهدة بتجارب احتجاجية وثورية شهدتها دول عدة بعد السابع من أكتوبر، من بينها نيبال وبنغلادش وفنزويلا.
وأعربت العالول عن أملها في اتساع رقعة الاحتجاجات مع تزايد الوعي بحجم المأساة الإنسانية التي تسببت بها إسرائيل، ليس فقط في غزة وبقية فلسطين، بل على مستوى العالم، مؤكدة أن إصرار المضربين على مواصلة إضرابهم لأكثر من 46 يومًا «يمثل موقفًا أخلاقيًا وإنسانيًا عاليًا دفاعًا عن فلسطين».
وختمت بالإشارة إلى إشادة الأسير السياسي الفلسطيني نائل البرغوثي، الذي أمضى 45 عامًا في السجون الإسرائيلية، بالمضربين عن الطعام، واعتباره صمودهم مصدر فخر للفلسطينيين، ودعوة أحرار العالم إلى الدفاع عنهم قبل فوات الأوان.
أخبار فلسطينية
أخبار فلسطينية
أخبار محلية
أخبار محلية
أخبار دولية
|
تصميم وتطوير: ماسترويب 2016 |