
كشفت تقديرات وتسريبات سياسية إسرائيلية عن ملامح خطة بديلة يعدّها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لعرضها على الرئيس الأميركي دونالد ترمب، خلال لقائهما المرتقب يوم الاثنين في منتجع مار آلاغو بولاية فلوريدا، في اجتماع يوصف داخل الأوساط الإسرائيلية بـ«المعركة المصيرية» التي قد تحدد مستقبل نتنياهو السياسي.
وبحسب مصادر سياسية إسرائيلية، يسعى نتنياهو إلى كبح اندفاعة ترمب نحو تنفيذ خطته الخاصة بقطاع غزة، عبر طرح خريطة طريق إسرائيلية بديلة تُعيد ترتيب الأولويات، وتُدخل تعديلات جوهرية على مسار التسوية وحدود القطاع، في خطوة قد تفتح الباب أمام خلاف سياسي حاد بين الجانبين.
تباين أولويات وتصادم رؤى
وتشير المصادر، التي نقل عنها موقع «والا» العبري، إلى وجود فجوة واضحة في أولويات الطرفين؛ إذ تضع الإدارة الأميركية ملف غزة في صدارة أجندة اللقاء، فيما يحاول نتنياهو دفع ملف إيران إلى الواجهة، باعتباره المدخل الأهم لضمان الأمن الإسرائيلي.
ورغم انزعاج واشنطن من ما تعتبره عرقلة إسرائيلية لخطة ترمب، إلا أن الأخير لا يزال يُبدي ثقة بنتنياهو، ويفضّل التفاهم معه بدل توجيه اللوم المباشر، وفق المصادر ذاتها.
وينقل مسؤولون إسرائيليون عن نتنياهو قناعته بأن توجيه ضربة إضافية لإيران، خصوصاً إذا كانت مشتركة مع الولايات المتحدة، قد يفرض شروطاً أفضل في أي اتفاق نووي مستقبلي، بل وربما يزعزع استقرار النظام في طهران.
خطة إسرائيلية بديلة لغزة
وفي هذا السياق، أفادت صحيفة «معاريف» بأن نتنياهو سيقترح خطة تقضي بفرض سيطرة إسرائيلية على ما يصل إلى 75% من أراضي قطاع غزة، مقارنة بنسبة السيطرة الحالية التي تبلغ نحو 58%، وذلك إلى حين نزع سلاح حركة «حماس» بشكل فعلي.
وتهدف الخطة، بحسب التقديرات، إلى إبطاء المسار الذي يقوده ترمب بشأن غزة، وربما استبداله بالكامل بخريطة طريق إسرائيلية تعيد تعريف الأولويات الأمنية وتعدّل الحدود القائمة.
موقف أميركي مغاير
في المقابل، يرى الرئيس الأميركي أن التقدم في خطته الخاصة بغزة سيُسهم في عزل إيران إقليمياً، ويشجعها على الانخراط في المسار الدبلوماسي. كما يعتبر أن نزع سلاح الفصائل الفلسطينية يجب أن يتم تدريجياً، بالتوازي مع الانتقال إلى المرحلة الثانية التي تركز على إعادة إعمار القطاع، مع مطالبته إسرائيل بعدم وضع عراقيل أمام هذا المسار والاستعداد لانسحاب إضافي.
حذر إسرائيلي وقلق من المواجهة
وتشير «يديعوت أحرونوت» إلى أن نتنياهو استعان بالمؤسسة العسكرية الإسرائيلية لدعم موقفه، في ظل مخاوف الجيش من أن يؤدي الاستجابة لمطالب ترمب إلى تقويض ما يعتبره «إنجازات الحرب». كما يسعى نتنياهو إلى الحصول على دعم سياسي وعسكري أميركي لتثبيت مفهوم أمني جديد يقوم على الدفاع الوقائي والمتقدم.
وفي الوقت ذاته، يتحسب نتنياهو وفريقه من سيناريو مواجهة علنية مع ترمب، على غرار الخلاف الحاد الذي وقع بين الرئيس الأميركي ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ويخشى من انقلاب الموقف الأميركي واتهام إسرائيل بـ«نكران الجميل».
تنازلات محتملة وضغوط انتخابية
وتقدّر الأوساط الإسرائيلية أن ترمب قد يطالب نتنياهو بتنازلات مؤلمة، قد تُغضب قاعدته اليمينية، خصوصاً في عام انتخابي حساس. كما يُرجّح طرح ملفات أخرى على طاولة النقاش، أبرزها النفوذ التركي في غزة وسوريا، حيث ترفض إسرائيل أي وجود عسكري تركي هناك، فيما يُتوقع موقف أميركي أكثر مرونة.
وبين حسابات الداخل الإسرائيلي وضغوط الحليف الأميركي، يبدو أن لقاء مار آلاغو لن يكون، وفق التقديرات الإسرائيلية، «نزهة سياسية» لنتنياهو، بل اختباراً صعباً لمستقبله وتحالفه مع واشنطن.
تقارير تلفزيونية
أخبار محلية
أخبار محلية
أخبار محلية
|
تصميم وتطوير: ماسترويب 2016 |