
سادت حالة من الغموض والجدل السياسي، الاثنين، عقب تضارب الأنباء بشأن تنفيذ إيران تجارب صاروخية في عدد من مدنها، وسط روايات متناقضة بين وسائل إعلام رسمية ونفي صادر عن هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، يقابله تصعيد في الخطاب الإسرائيلي وتحذيرات أمنية موجهة لواشنطن.
ونقلت وسائل إعلام رسمية إيرانية عن شهود عيان ومصادر غير مسمّاة أن مناورات صاروخية جرت في عدة مناطق، من بينها طهران وأصفهان ومشهد، فيما تداولت منصات إخبارية شبه رسمية، مثل شبكة “نور نيوز” وقنوات على “تيليغرام”، مقاطع فيديو تظهر ما بدا أنه عمليات إطلاق صواريخ، دون تحديد دقيق لمواقعها أو توقيتها.
في المقابل، سارعت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية إلى نفي صحة تلك الأنباء، مؤكدة أن “الصور المتداولة لا تتعلق بأي اختبار صاروخي”، وأنه “لم يتم تنفيذ أي تجارب عسكرية اليوم”، موضحة أن الأثر الأبيض الذي شوهد في السماء لا يعدو كونه مسار طائرة تحلق على ارتفاع عالٍ، دون تقديم تفاصيل إضافية تفسر سبب تضارب الروايات.
ويأتي هذا الجدل في ظل موقف إيراني رسمي متشدد، إذ أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية إسماعيل بقائي أن البرنامج الصاروخي الإيراني “ذو طابع دفاعي ويهدف إلى حماية سيادة البلاد”، مشددا على أنه “غير قابل للتفاوض” في أي مسار سياسي أو دبلوماسي.
في المقابل، نقل موقع “أكسيوس” عن مصادر إسرائيلية أن تل أبيب أبلغت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بمخاوفها من أن تكون المناورات الصاروخية الإيرانية الأخيرة تمهيدا لعمل عسكري محتمل ضد إسرائيل. وقال مسؤول إسرائيلي إن بلاده “رصدت مؤشرات على شروع إيران في إعادة بناء قدراتها الصاروخية”، وإن طهران اتخذت بالفعل خطوات عملية في هذا الاتجاه، وإن لم تصل بعد إلى مستوى ما قبل الحرب الأخيرة.
وأضافت المصادر أن الاستخبارات الإسرائيلية لا ترى في المرحلة الحالية تهديدا يستدعي تحركا فوريا، لكنها حذرت من أن وتيرة التطوير قد تجعل الوضع أكثر إلحاحا خلال العام المقبل، مشيرة إلى أن مخاوف مشابهة أُثيرت قبل أسابيع على خلفية تحركات صاروخية إيرانية لم تتطور حينها إلى تصعيد ميداني.
وبين النفي الإيراني والتحذيرات الإسرائيلية، يبقى المشهد مفتوحا على احتمالات متعددة، في وقت يواصل فيه الملف الصاروخي الإيراني فرض نفسه كأحد أكثر الملفات حساسية في معادلة الأمن الإقليمي والدولي.
أخبار فلسطينية
أخبار الاقتصاد
مواضيع مختارة
مواضيع مختارة
أخبار فلسطينية
|
تصميم وتطوير: ماسترويب 2016 |