أثار الرئيس الأميركي دونالد ترامب موجة واسعة من الدهشة والسخرية، بعد خروجه عن سياق خطاب اقتصادي كان من المفترض أن يركّز فيه على إنجازاته، لينتهي به الأمر بالحديث عن الملابس الداخلية لزوجته ميلانيا، في مشهد فتح باب التساؤلات مجددًا حول تركيزه وحالته الذهنية.

وبحسب شبكة CNN، كان ترامب يلقي خطابًا في ولاية كارولاينا الشمالية، الجمعة، من المفترض أن يتمحور حول الاقتصاد والتضخم وأسعار الأدوية، إلا أن حديثه انحرف بشكل مفاجئ حين شرع في سرد تفاصيل عن درج ملابس زوجته الداخلية، في سياق استعادته لتفتيش مكتب التحقيقات الفيدرالي لمنزله في مارالاغو عام 2022.

وقال ترامب، وفق ما نقلته الشبكة الأميركية: “أعتقد أنها تقوم بكيّها بالبخار”، في محاولة لتأكيد ما وصفه بـ“انتهاك خصوصية” ميلانيا أثناء عملية التفتيش، عندما – حسب روايته – قام عملاء الـFBI بتفتيش ملابسها الداخلية النظيفة.

الخطاب، الذي استمر نحو 90 دقيقة، شهد تشتتًا واضحًا في أفكار الرئيس السابق، إذ لم يتناول الاقتصاد إلا على فترات متقطعة، رغم سعيه – كما تقول CNN – لإعادة توجيه اهتمام الرأي العام الأميركي نحو ملفاته الاقتصادية قبل انتخابات التجديد النصفي المرتقبة العام المقبل.

وخلال كلمته، أشاد ترامب بتقرير أظهر انخفاضًا غير متوقع في معدلات التضخم، وذكّر بإعلانه خفض أسعار بعض الأدوية، كما اعتبر ارتفاع البطالة “نجاحًا” مبررًا ذلك بتسريح أعداد كبيرة من الموظفين الحكوميين.

ورغم رفع أنصاره لافتات خلفه كتب عليها “أسعار أقل” و”رواتب أعلى”، إلا أن ذلك لم يمنعه من الخروج عن النص مرارًا، ما أثار تفاعلًا متباينًا بين الحضور، بين ضحك وتصفيق وحالة من الذهول.

وفي مشهد آخر لا يقل غرابة، قلد ترامب لكنة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أثناء حديثه عن مفاوضات أسعار الأدوية، قبل أن يستدعي فجأة ذكريات فوزه على هيلاري كلينتون، قائلاً وسط تصفيق حار: “لا أدري، كان الفوز على هيلاري ممتعًا… كانت شخصية بغيضة. كنت سأستخدم كلمة بذيئة، لكن قلت: زوجتي لن تكون سعيدة بذلك.”

مشاهد أعادت إلى الواجهة الانتقادات المتكررة لخطابات ترامب، التي كثيرًا ما تبدأ بموضوع وتنتهي بآخر، في مزيج من الارتجال والاستطراد، يثير الجدل بقدر ما يثير السخرية.