تلفزيون نابلس
كوكا كولا
تحوّل في الرؤية الأميركية: واشنطن تتراجع عن مطلب نزع سلاح حماس وتراهن على «منع الاستخدام»
12/17/2025 11:01:00 AM

 كشفت تقارير إعلامية عن تحوّل لافت في المقاربة الأميركية تجاه ملف سلاح حركتي حماس وحزب الله، إذ لم تعد واشنطن تدفع باتجاه نزع السلاح الكامل، بل باتت تروّج لسياسة تقوم على «منع استخدام السلاح» ضمن رؤية إقليمية أشمل لإدارة الأزمات في غزة ولبنان وسوريا.

وبحسب ما أوردته صحيفة الأخبار اللبنانية، ترى الإدارة الأميركية أن مطالبة حماس وحزب الله بنزع سلاحهما في المرحلة الراهنة أمر غير واقعي، ما دفعها إلى التخلي عمليًا عن هذا الطرح، والانتقال إلى نهج يركّز على احتواء السلاح وضبط استخدامه، بدلاً من السعي إلى نزعه بالكامل.

وأشار التقرير إلى أن زيارة السفير الأميركي لدى تركيا والمبعوث الخاص للإدارة الأميركية إلى سوريا، توم باراك، إلى إسرائيل لم تكن تهدف إلى فرض خطة أو توجيه رسالة ضغط، كما روّجت بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية، بل جاءت في إطار استطلاع مواقف القيادة الإسرائيلية، وتحديد الخطوط الحمراء، وجمع المعطيات تمهيدًا لاجتماع مرتقب بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في نهاية الشهر الجاري.

وأوضح التقرير أن إدارة ترامب لم تعد تنظر إلى غزة ولبنان وسوريا كساحات منفصلة، بل باتت تتعامل معها كملفات مترابطة ضمن مسار إقليمي واحد، تسعى من خلاله إلى تعزيز الاستقرار في غزة، ومنع الانزلاق إلى مواجهة شاملة في لبنان، ودعم استقرار النظام الجديد في سوريا، في إطار رؤية استراتيجية موحدة.

وفي هذا السياق، توقعت الصحيفة أن ينعكس النهج الأميركي الجديد بشكل مباشر على المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، ولا سيما في ما يتعلق بالعلاقة بين الانسحاب الإسرائيلي، ونشر قوة دولية محتملة، وملف سلاح حماس. وأشارت إلى أن هذه القضايا الخلافية لن تُحسم على مستوى المبعوثين والوسطاء، بل تتطلب قرارات سياسية على أعلى المستويات.

أما على الساحة السورية، فنقل التقرير أن واشنطن تعتبر استقرار النظام الجديد بقيادة أحمد الشرع عنصرًا أساسيًا في أي تسوية مستقبلية، وأبدت في الوقت نفسه قلقها من التحركات الإسرائيلية في جنوب سوريا. في المقابل، ترى إسرائيل أن السلطة السورية الحالية غير قادرة على ضبط الحدود ومنع التهديدات الأمنية، وهو ما تصفه تل أبيب بـ«الثغرة المستمرة» في المشهد الإقليمي.

ويخلص التقرير إلى أن التحوّل الأميركي في التعامل مع سلاح حماس يعكس إدراكًا متزايدًا لتعقيدات الواقع الميداني، وانتقالًا من سياسات الشروط القصوى إلى إدارة الصراع ضمن معادلات إقليمية أكثر مرونة، بانتظار تفاهمات سياسية كبرى قد تتبلور خلال الفترة المقبلة.

 


تصميم وتطوير: ماسترويب 2016
جميع الحقوق محفوظة