قدّمت مؤسسة "هند رجب" الحقوقية مذكرة قانونية إلى السلطات الإسبانية تطالب فيها باعتقال الجندي الإسرائيلي بنايا ناحوم، بعد وصوله إلى الأراضي الإسبانية، بتهم ارتكاب جرائم حرب خلال حرب الإبادة على قطاع غزة.

ونشرت المؤسسة صورة الجندي ومعلوماته، مؤكدة أنه موجود حالياً في إسبانيا، وداعية مدريد للتحرك العاجل واعتقاله قبل مغادرته البلاد.

وتعد هذه الخطوة امتداداً للجهود القانونية الدولية الهادفة لملاحقة العسكريين والمسؤولين الإسرائيليين المتورطين في الانتهاكات ضد المدنيين الفلسطينيين خلال العمليات العسكرية على القطاع. وحتى الآن، لم تصدر وزارة الخارجية الإسرائيلية أي تعليق حول المذكرة.

وكانت المؤسسة قد رفعت في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي شكوى جنائية أمام المدعي العام الاتحادي في مدينة كارلسروه الألمانية ضد جندي إسرائيلي مقيم في برلين، متهمة إياه بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وداعية إلى اعتقاله فوراً. وأوضحت أن الجندي ينتمي إلى الكتيبة 94 التابعة للواء كفير وعضو في منظمة "تساف 9" اليمينية المتطرفة.

وفي سياق متصل، قدّمت ثلاث منظمات حقوقية دولية—من بينها مؤسسة هند رجب—شكوى رسمية في كندا طالبت فيها باعتقال رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق إيهود أولمرت ووزيرة الخارجية السابقة تسيبي ليفني، قبيل زيارتهما إلى تورونتو، بتهمة ارتكاب جرائم حرب خلال الحرب على غزة عامي 2008–2009. ودعت المنظمات السلطات الكندية إلى إصدار مذكرات توقيف بحقهما بموجب قانون الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب، والتزامات كندا في إطار اتفاقية جنيف الرابعة.

وتُعد مؤسسة هند رجب، التي تأسست في بروكسل في شباط/فبراير 2024، واحدة من أبرز الهيئات الحقوقية الأوروبية المتخصصة في ملاحقة الإسرائيليين المتورطين في جرائم حرب دولياً. ومنذ انطلاقها، نجحت في تقييد حركة عدد من الجنود والضباط، مؤكدة أن العدالة الدولية قادرة على الوصول إلى مرتكبي الجرائم مهما حاولوا الإفلات.

واختارت المؤسسة اسمها تخليداً لذكرى الطفلة الفلسطينية هند رجب (5 أعوام)، التي استشهدت في 29 كانون الثاني/يناير 2024 إثر استهداف قوات الاحتلال مركبتها وعائلتها جنوب غربي غزة؛ لتصبح قصتها رمزاً لمعاناة المدنيين الأبرياء في ظل العدوان الإسرائيلي المتواصل.